أُعيد ويليام مجير تويد إلى نيويورك في 23 نوفمبر 1876م ، بعد محاولته الفرار من الولايات المتحدة ، وكان زعيم منظمة تاماني هول “Tammany Hall organisation ” الفاسدة المعروف باسم “بوس تويد” قد اعتُقل فور وصوله إلى إسبانيا
وليام تويد من مواليد نيويورك ، تذكر مسيرة تويد ارتباطه بالفساد والمحاباة ، ولاسيما في ذروة نفوذه في منتصف عقد الستينيات من القرن التاسع عشر ، والذي كان فيه قصص الفساد غير مألوفة في السياسة الأمريكية في القرن التاسع عشر ، ولكن مدى الإساءة التي وقعت في وقت اعتقال تويد للمرة الأولى في عام 1873م كان صادم حقًا ، حيث تشير التقديرات إلى أن تويد ورفاقه قد سرقوا ما بين 30،000،000 و 200،000،000 دولار في الأموال العامة
عمل تويد كمحاسب في مصنع للفرشاة خلال العشرينات من عمره ، وترقى إلى منصب إداري بعد أن تزوج من ابنة رئيس المصنع ، وبدأ انتقاله إلى عالم السياسة في الخمسينيات من القرن التاسع عشر ، وسرعان ما أصبح نجمًا صاعدًا في نيويورك ، وفي عام 1851م ، عن عمر يناهز 28 عامًا تم انتخابه عضوًا في البلدية ، وفي العام التالي دخل إلى الكونغرس الأمريكي
كانت منظمة تاماني هول قد تأسست عام 1789م ، وقد انبثقت عن معارضة الطبقة الوسطى للحزب الفيدرالي والذي كان يسيطر عليه الأرستقراطيون ، وفي عام 1805م ، تم دمجها لتصبح منظمة خيرية ، واكتسبت شعبية من خلال العمل الخيري الذي قامت به من أجل فقراء نيويورك والمهاجرين ، كما أصبح أسمها مرتبطًا بحزب الديمقراطيين في نيويورك ، حيث كانت اللجنة التنفيذية لفرع نيويورك من الحزب تتألف من نفس الأشخاص تقريباً المتواجدين في قيادة المنظمة
نمت أهمية تويد السياسية وفي المنظمة ، وبحلول عام 1860م ، كان قد وصل لمستوى عالٍ داخل المنظمة ، حيث كان يسيطر على جميع ترشيحات الحزب الديمقراطي لمناصب البلدية ، وكان كل من عمدة نيويورك ، وحاكم نيويورك ، ورئيس مجلس الدولةقد تم ترشحهم من قبل تويد ، وفي نفس العام ، افتتح أيضًا مكتبًا قانونيًا كان من المفترض وجوده لتقديم المشورة القانونية للشركات ، في الواقع ،وكان هو الواجهة لمعظم عمليات الابتزاز ، حيث دفعت الشركات مبالغ طائلة للفوز بعقود ، أو دفع مبالغ للحصول على الوظائف
وأصبح تويد أكثر ثراءً وأغنى وكذلك أكثر قوة أكثر من مجرد سناتورًا في عام 1868م ، عين أصدقاءه وشركاؤه في معظم المناصب الكبيرة في الحكومة وبمرتبات عالية ، وفي كثير من الأحيان بدون أعمال واضحة لهم ، وبدأ تويد نفسه في ارتداء ماسة كبيرة على قميصه ، وكأنه يسخر علنا من السلطات التي بدت غير قادرة على معاقبته ، وفي عام 1870م ، تمكن هو وزملاؤه الحصول على وظائف مؤثرة و تغير ميثاق المدينة ، مما منحهم سيطرة أساسية على خزانة نيويورك
كانت تعاملاته غير واضحة ، وسرعان ما بدأت تتشكل ضد تويد معارضة وفي عام 1871م ، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن الاختلاس الذي حدث أثناء ترميم محكمة المدينة ، وبدأ الوضع ينقلب عليه وهو وأتباعه ، وخلال الأشهر التالية لذلك ظهرت حملة قام بها رسام الكاريكاتير توماس ناست هي حملة “هارست” وتعني أن مسألة الاختلاس لن تختفي
في انتخابات في نوفمبر
تشرين الثاني ، فقد معظم المقربين من تويد مقاعدهم ، وفي عام 1873م ، اتهم بالسرقة والتزوير ، وفي عام 1875م أُطلق سراح تويد من السجن ، قبل أن يواجه تهمة مدنية جديدة على الفور ، حاول الفرار إلى أسبانيا ، ولكن سرعان ما تم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1876م ومات في السجن على إصر إصابته بالالتهاب الرئوي بعد عام ونصف تقريبًا