كثير من الجرائم تحدث ، ولا يُعثر على هوية القاتل ، وفي بعض الأحيان وإن كانت نادرة بعض الشيء ، لا يتعرف رجال التحقيقات على هوية القتيل أيضًا ، إلا أن الأمر المشترك في كل تلك الجرائم ، هو الغموض المحيط بأحداث القضية أو الجريمة ، الأمر الذي قد يجعلك أنت تفكر فيما حدث ، مثلك مثل رجال التحقيقات
الحادث : في فندق بريزيدنت وقع حادث قتل غريب جدًا ، حيث أتى إلى الفندق أحد الأشخاص ، وسجل حجز إحدى الغرف باسم رولاند تي أوين ، ولم يكن لديه من الحقائب شيئًا ، ولا يرتدي سوى معطف أسود اللون ، ويحمل فرشاة أسنان فقط
وفي يوم 3 يناير عام 1935م ، تلقت موظفة الاستقبال اتصالاً من عامل البدالة ، بأن الغرفة 1046 هاتفها مشغول بشكل دائم ، فقامت الموظفة بإرسال أحد العاملين ، لتنبيه السيد رولاند بإعادة سماعة الهاتف ، فذهب أحدهم إلى الأعلى ، وطرق الباب فأجابه السيد رولاند من الداخل ، أن يدخل ليضع السماعة! حاول العامل فتح الباب دون جدوى ، فطرقه مرة أخرى ولكن رولاند لم يستجيب ، فانصرف العامل
وفي المساء من نفس اليوم ، هاتف عامل البدالة موظفة الاستقبال مرة أخرى ، وأخبرها بأن هاتف الغرفة 1046 مشغول مرة أخرى ، فاغتاظت الموظفة وأرسلت عاملاً آخر ، طرق الباب كثيرًا ولكنه لم يتلق استجابة ، ففتح الباب بمفتاحه الخاص ، ووجد رولاند مستلقيًا على الفراش في الظلام ، فذهب ليضع سماعة الهاتف وانصرف مسرعًا ، ثم أخبر مديره بما حدث
في صباح اليوم التالي ، تلقت الموظفة خبرًا بأن سماعة الهاتف ليست في مكانها ، وأن الهاتف مشغول ، فأرسلت عاملاً آخر ، طرق الباب ولم يجبه أحد ، فدخل ليجد مشهدًا بشعًا ، حيث كان رولاند مكومًا إلى جانب الحائط ، وهو عاري تمامًا وبجسده الكثير من الجروح والكدمات ، فيما غطت الغرفة آثار الكثير من دمائه ، حتى سقف الغرفة كان ينز دمًا ! تم الاتصال بالشرطة والإسعاف ، حيث كان رولاند حيًا وقتها ، ولكنه توفى عقب نقله إلى المشفى ، حيث أقر هناك أنه أصيب بجروحه جراء سقوطه على أرض الحمام ، ثم توفى
بفحص الجثة تبين آثار طعنات بسكين غائرة في جسد رولاند ، إلى جانب علامات قيود على معصميه وقدميه ، وتم تشخيص وفاته بأنها بسبب إصابته بكسر حاد في الجمجمة ، أدت إلى نزيف حاد
التحقيقات : كانت وفاة رولاند غامضة ، وبدأ رجال الشرطة سلسلة من التحقيقات داخل الفندق ، فبدأ بالعاملين حيث أقر أحد العاملين أن رولاند لم يأت بأية أغراض له ، كان فقط يرتدي معطفًا أسود ، ويحمل فرشاة أسنان خاصة فقط ، حتى أن الغرفة لم يكن بها شيئًا يذكر ، وقد اختفت المناشف وكل فرش الغرفة! وعثر رجال الشرطة على عدد أربع بصمات دامية ، على سماعة الهاتف ولكن دون العثور على صاحبها المجهول
زاد غموض الجريمة أن السلطات بلوس أنجلوس ، قد نفت وجود مواطن لديها بهذا الاسم ، أي أن اسم الرجل كان مستعارًا وليس هذا هو اسمه الحقيقي ، ومع استجواب العاملين وقاطني الفندق ، أقرت إحدى عاملات النظافة وتدعى ماري ، أن هذا الرجل كان غامضًا ، ففي إحدى المرات ، طلب منها أن تدلي إليه بمعلومات عن النزلاء ، وطبيعة العمل في الفندق ، ولكنها أجابته باختصار شديد ، حيث شعرت أنه يحقق معها ، ثم أخبرها أن الفندق المجاور لهم باهظ الثمن ، فالليلة الواحدة به تستهلك خمس دولار
وفي مرة أخرى ذهبت ماري لتنظيف الغرفة ، ووجدت الباب مغلق من الخارج ، ففتحته بمفتاحها الخاص ، ظنًا منها أن رولاند قد خرج ، إلا أنها فوجئت به يجلس في الداخل ، بالظلام فاعتذرت منه ، إلا أنه كان يتلقي مكالمة هاتفية وأخبر من بالطرف الآخر ، أنه ليس جائعًا ولا يرغب في الطعام
تم التحقيق أيضًا مع بعض النزلاء ، حيث أقرت فتاة كانت تقطن بالغرفة المجاورة لرولاند ، بأنها قد اضطرت للمبيت بسبب أعمالها ، المتأخرة فحصلت على الغرفة المجاورة له ، وفي المساء من اليوم التالي ، سمعت صوت امرأة ورجل يتشاجران قبيل الفجر ، في غرفة رولاند ويسبان بعضهما بألفاظ سيئة ، حتى أنها كادت أن تطرق عليه الباب ليخفضا صوتيهما
أما في اليوم التالي ، فقد أتت فتاة إلى الفندق ، وقالت أنها على موعد مع شخص بالغرفة رقم 1046 ، فصعدت إلى الطابق العاشر ، ثم نزلت في الفجر ولحق بها رجل بخلاف رولاند ، وبالبحث تبين أنها مومس
اضطر رجال التحقيقات إلى نشر صورة للرجل ، ومن ثم انهالت عليهم الاتصالات ، بشأنه خاصة من مديري عددًا من الفنادق ، الذين أقروا بأن الرجل ذهب إليهم بالفعل ، تحت أسماء أخرى وليس الاسم الحقيقي له ، هذا إلى جانب بعض الاتصالات التي أكدت أنه زوج شقيقة أحدهم ، وأخرى أكدت أنه شقيقها الذي غادر منزلها ، وسافر إلى لوس أنجلوس ثم انقطعت أخباره ، ولكن دون جدوى ، حيث أغلق المحققان القضية ، ولم يعثرا على خيط يقود إلى القاتل حتى وقتنا هذا