نعلم جميعًا أن الذكاء ، يقود صاحبه للإبداع والتفكير المتميز ، ولكن أن تستغل ذكاؤك فيما لا يجدي ، أو ينفع الغير فهذا هو الأمر الأكثر غرابة ، ولعل أكثر النصابون حول العالم ، قد استعانوا بذكائهم وقدراتهم العقلية المميزة ، من أجل تمرير بعض الأغراض ، بطرق ملتوية لا نكون مبالغين ، إذا ما قلنا أن رجال الشرطة قد عجزوا عن الكشف عن الكثير منها ، ولكن ما تم الكشف عنه قد يدفعك لبلوغ حالة استثنائية من الذهول ، مثل القصص التالية
لوحة الطفل البريئة : قبل بضعة أشهر من هذا الحادث ، كان قد تم إلقاء القبض على أشهر المجرمين الخطرين ، وإيداعه بسجن ولاية نيوجيرسي ، وبالطبع كانت الإجراءات الأمنية بهذا السجن مشددة ، وليست بالهينة للغاية ، وفي أحد الأيام كان هذا السجين ، ينتظر طردًا من عائلته ، وبالفعل عندما وصل الطرد وبتفتيشه ، لم يكن به سوى بعض الصور الطفولية ، التي كتب عليها إلى أبي ؛ وبرفقتها بعض الألوان والأوراق ، وصورًا أخرى تلونت بطريقة طفولية للغاية
ولكن كل هذا لم يزد رجال الشرطة سوى شكوكًا أكبر ، فمن غير المعتاد أن ترسل لوحات مثل هذه إلى السجناء ، مما جعلهم يفحصونها مرارًا وتكرارًا حتى أبدى أحد الضباط رؤيته ، بأن التلوين ليس كالمعتاد في مثل تلك اللوحات ، وإنما أشبه بالبقع ، فتم فحص البقع المشار إليها بدقة ، وتبين أن الحيلة التي تم كشفها كانت كالتالي ؛ فتلك البقع ما هي إلا خليط للألوان الشمعية ، ببودرة مخدر الكوكايين ، وتم تجميدها هكذا ، بحيث يستطيع السجين بعد ذلك ، أن يقوم بتسخينها ويحيلها إلى بودرة مرة أخرى ، ومن هنا تم إتلاف تلك اللوحات ، ومنع استقبال أية لوحات أو رسومات ، أو مواد شمعية وتمريرها إلى السجناء بالداخل
M
Nice الذي غير معالم تجارة المخدرات : هوارد ماركس الشهير بلقب مستر نايس ، هو أحد أشهر أطباء تهريب المخدرات حول العالم ، وهو رجل من ويلز تخرج من جامعة أكسفورد ، وعرف عنه الطيبة واللطف ، ولكن على الرغم من كل هذا ، إلا أنه لم يجد مهربًا من طريق المخدرات ، والاتجار بها وتهريبها ، وصار في فترتي السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ، واحدًا من أشهر تجار المواد المخدرة ، مثل الحشيش والماريجوانا والهيروين ، فكان مستر نايس مسئولاً وحده ، عن تهريب أكثر من 25% من حجم تجارة المخدرات حول العالم
وتم إلقاء القبض على مستر نايس ، عام 1988م بتهمة تهريب المخدرات ، ليقضي منها سبع أعوام بأحد السجون الأميركية ، ويخرج في عام 1995م ليتحول إلى محاضر ، في المخدرات على مستوى العالم ، وقام مستر نايس بتأليف عددًا من الكتب ، روى من خلالها سيرته الذاتية ، وتحدث فيها بشأن ، الطرق التي كان يقوم بها بتهريب المخدرات
والتي بلغت أكثر من ثلاثين طنًا ، وكان من أبرز تلك الطرق ، هو الآلات الموسيقية والمعدات التي يمكن حشوها ، بتلك المواد المخدرة ، من خلال رحلات المغنيين والفرق الموسيقية ، وجولاتهم حول العالم ، حيث ابتكر مستر نايس فرقة وهمية للروك آند رول ، ساعدته على عقد صفقات وهمية لحفلات في الدول المنشودة ، واستخدم الآلات الموسيقية آنذاك للتهريب
حلوى المصاصة بالهيروين : تعد أكياس الحلوى بالمطارات ، من الأشياء المهمة للغاية ، خاصة للمسافرين ممن لديهم أطفالاً صغارًا ، حيث يمكنهم من خلالها إلهاء الطفل بالحلوى ، ريثما يستعد الجميع للمغادرة من المطار ، ولهذا كانت الحلوى ملجأ لعصابات الاتجار بالهيروين ، في أمريكا اللاتينية تحديدًا
قامت العصابات الشهيرة بالمكسيك ، باستخدام حلوى تدعى كارتل ، من أجل تهريب المخدرات عن طريقها ، عبر مطار واشنطن الأميركي ، حيث حمل أحد المسافرين القادمين من السلفادور ، بعض الحقائب والتي كان من بينها ، حقيبة بلاستيكية بها الكثير من حلوى الكارتل ، وهو أمر معتاد مع المسافرين
وكالمعتاد فإن الحاسة الأمنية لرجال الشرطة ، تتدخل في بعض الأحيان لتفجير مفاجآت من العيار الثقيل ، فقد استشعر أحد الضباط بالمطار أن تلك الحلوى ليست مريحة ، على الرغم من فحصها بالأجهزة التي أكدت سلامتها ، إلا أنه أصر على تكسير بعض المصاصات ، وفتحها ليستخرج من الحقيبة ما يقدر ب707 جرام من الهيروين ، المهرب على هيئة حلوى ، ليتم الكشف فيما بعد عن أكثر من عصابة لاتينية ، تقوم بتهريب المواد المخدرة ، بنفس الحيلة من مطارات أخرى