قصة الكائن المنبوذ : غرانق البحر


كنت أتصفح الانترنت و الساعة تشير إلى الثانية فجرا .. فجأة رأيت موضوعاً باسم : غرانيق البحر ..

لم أكن أعلم ماهية الموضوع .. و لأن فضولي في نمو مستمر قررت أن أقرأه ..

أنا من النوع الذي يعرف جميع الكائنات الأسطورية ، لذلك تفاجأت عندما قرأت الموضوع .. كان يتحدث عن كائنات لم أعرفها أو أسمع بها من قبل و هي (غرانيق البحر) لكن معلوماته كانت بسيطة و ليس هناك أية تفاصيل .. لذلك قررت البحث بجدية كي أعرف عن هؤلاء الكائنات أكثر .. و الآن استعدوا لموضوع لن تروه في أي مكان آخر :

غرانق الماء و أيضاً يسمى عريس البحر .. يسمى بالانجليزي بـ(merman) ، هو الذكر من حوريات البحر .. له بدن إنسان من الأعلى و ذيل سمكة من الأسفل .. كائن منبوذ و منسي .. و لم ينل أي شهرة أبداً .. بعكس نظيراته حوريات البحر .. مع أنني أرى أن شخصيته و قصصه مشوقة أكثر من حوريات البحر .

و على عكس حوريات البحر .. فإن غرانق البحر صوروا على أنهم كائنات غير جذابة و قبيحة الشكل .. إلا أنه في بعض الرسومات الحديثة و التماثيل صوروا كـكائنات وسيمة و مغرية .

في الأساطير الإغريقية .. توصف غرانق الماء على أن لديها شعر من الأعشاب البحرية الخضراء و لحية كثة و رمح ذو رؤوس كثيرة .

أما في الأساطير الايرلندية عادة ما يوصفون على أنهم كائنات بشعة ذوات عيون صغيرة و أنف أحمر .. و كان غرانق الماء في أوروبا نذير شؤم و مسبب للعواصف المميتة و إغراق الأشخاص و السفن .. بينما قيل عنه أيضاً أنه كائن معلم ذو حكمة كبيرة .

الشيء المشترك بين غرانيق البحر و حوريات البحر هو قدرتهم على إغراء البشر بأصواتهم و أغانيهم و ألحانهم الجميلة و المغرية .

غــرانــق الــمــاء الأكــثــر شــهــرة :

لعل أكثر شخصيات الغرانيق شهرة في العالم هو (ترايتون) وهو ابن كلاً من (بوسيدون) و (ايمفيتريت) إلها البحر في الميثيولوجية الإغريقية .. ترايتون كان معروفاً بواق البحر .

الكائن المنبوذ : غرانق البحر

لم تكن أسطورة غرانيق البحر محصورة في منطقة جغرافية واحدة .. حيث كانت منتشرة في الكثير من الحضارات مثل : أسطورة أدبا البابلية و أسطورة أنكي السومرية . و إحدى غرانق الماء شهرة في الميثيولوجيا الإغريقية أيضاً هو (غلاوكوس) الذي لم يولد كغرنيق ماء أصلاً ... بل ولد بشرياً عادياً و امتهن الصيد و عمل صياداً .. و في يوم من الأيام اصطاد سمكة ، قفزت السمكة من العشب للبحر فشعر غلاوكوس برغبة في أكل ذاك العشب لاعتقاده بأنه اكسير و له خصائص سحرية .. ثم شعر برغبة شديدة بالعيش في البحر و التحول لإحدى كائناته .. فقفز إلى المحيط و رفض العودة .. و ظل يصلي إلى أن استمعت إلهة البحر لصلواته .. فرأفت به و حولته إلى إله بحر ، وصفه أوفيد (شاعر روماني) بأنه أزرق اللون و يمتلك ذيل سمكة ..غرانيق البحر يمكنها التزاوج مع البشر .

في الحقيقة أن غرانيق البحر شغلت مساحة جداً صغيرة من الأدب و القصص الشعبية ، و من أشهر الكتابات الأدبية التي كتبت حول هذا الموضوع هو للكاتب (ماثيو ارنولد

حيث كتب قصيدة باسم (عريس البحر المنبوذ

forsaken merman) ، و تدور حول أحد غرانق البحر الذي هجرته زوجته البشرية مع أطفاله .

و من أشهر الأعمال السينمائية : رجل من اطلنطس ... حيث أدى الممثل باتريك دافي دور عريس الماء الناجي الوحيد من اطلنطس .

عريس البحر أو غرانق البحر هو من المواضيع التي شدتني كثيراً و استمتعت حقاً بكتابتها .. حيث دائماً ما كنت أسمع قصص الحوريات .. ولكنني لم أستمع قط لقصص هذه الكائنات .. و ما شدني أكثر هو أنها أسطورة منبوذة و غير معروفة لأغلب الناس .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك