هل تلك الحركة التي لمحتها من زاوية عينك خيال مفرط ؟ هل ستائر غرفة نومك ترفرف بسبب نسيم خفيف بالخارج؟ و الصوت العالي الذي تسمعه في منتصف الليل هل هو صوت تقلباتك؟ ربما الأمر ليس تافهاً كما تتصور ، فغرفنا في الحقيقة مزدحمة بالضيوف ، و لعلهم يقيمون حفلةً في غرفتك الآن بينما جنابك تقرأ تلك السطور ..
معظم الأساطير الحضرية مبنية حول مفهوم أن الموتى لا يهلكون ، و أن الوحوش المستترة في المنته ، يمكن للعينين في بعض الأحيان أن تراها بينما العقل لا يمكن أن يدركها .. فدعونا نسير الهوينى بين فقرات هذا الموضوع ، و نبحر في تلك الأساطير واحدةً تلو الأخرى ..
الحاكم فان نود و السيدة الرمادية
القلاع المجفلة (المرعبة) لا توجد فقط في أوروبا .. ففي كيب تاون ، عاصمة جنوب أفريقيا ، تقف قلعة شائنة تدعى قلعة "الرجاء الصالح" ، أقدم مبنى استعماري قائم في البلاد .. القلعة لديها تاريخ مظلم من العبودية و التعذيب ، مما يجعل تلك القلعة مرصعة بالأساطير الحضرية من جميع الأنواع .. واحدة من هذه الحكايات تشمل مصير الحاكم "بيتر جيسبرت فان نود" .. و كان ذلك الحاكم رجلاً قاسياً ، و من بين الفظائع(الأعمال الوحشية) الأخرى ، قرر الحكم على مجموعة من الجنود بالشنق حتى الموت في عشرينيات القرن الثامن عشر .. لم يَرَ "فان نوت" أي أهمية لإظهار وجهه أثناء إعدام هؤلاء الجنود ، و خلال غيابه ، لعنه آخر جندي قبل أن يتوفى ..
عندما ذهب ضباط الحاكم لإبلاغه بأن الجنود قد شنقوا ، وجدوا "فان نوت" ميتاً على كرسيه .. كانت نظرة الرعب مرتسمة على وجهه .. و تذهب القصة أبعد من ذلك إلى القول أن الحاكم يتجول في ممرات القلعة حتى يومنا هذا ، و هو عاجز عن إزالة هذه اللعنة فتظل روحه حبيسة العالم الأرضي ..
و علاوة على ذلك ، كان هناك أيضاً شبح لأنثى تبكي ، يسكن القلعة .. يطلق عليه شبح "السيدة الرمادية" ، و مع ذلك ، و منذ اكتشاف الهيكل العظمي لأنثى أثناء الحفر ، انخفضت مشاهدات "السيدة الرمادية" بشكل كبير.
عِصْيَان الهنود
الأمريكيون الأصليون لديهم عدد كبير من الأساطير المخيفة .. واحدة منها تثير قلق من يسمعها و هي قصة "سياتكو" ، المعروفة أكثر باسم "عِصْيَان الهنود" .. و يقال أن هذه المخلوقات طويلة القامة و نحيفة و لديها القدرة على الجري بسرعة خارقة .. و لديهم أيضاً قدرات التكلم من البطن إلى الحد الذي تتواصل فيه عن طريق معدتها ، إنهم يبثون الرعب في قلوب البشر الذين يسمعون أصواتهم .. و يعتقد البعض أنهم من سلالة المخلوق "بيغ فوت" ..
عِصْيَان الهنود يهيمون على وجوههم في الغابة ليلاً ، و يسعون بحثاً عن ضحايا يضعوا مساحيقهم فيهم .. يصنع هذا المسحوق من بقايا الموتى و يقال أنه يتسبب في جعل الناس يغطون في سبات عميق .. و بينما ينامون ، يبدأ عِصْيَان الهنود بالاحتيال و حتى سرقة الأطفال و المراهقين من القرى لإجبارهم على أن يصبحوا عبيداً لهم .. الرجال الجسورين(الشجعان) الذين يعتقدون أنه بإمكانهم هزيمة السياتكو يجب عليهم أن يبقوا بعيداً ، لأن هذه المخلوقات سوف تكرههم أليس كذلك؟ و تطاردهم بسهم و قوس ..
قطار الجسد الميت
و هناك أسطورة حضرية في لندن عن قطار حافل بالجثث قطع رحلته من خلال نفق بين محطة مترو ويتشابيل و مستشفى لندن الملكي .. كان القطار يطلق عليه اسم "قطار الجسد الميت" .. ويعتقد أن القطار بدأ عمله في مطلع القرن العشرين خلال فترة من الفقر المدقع و المرض في لندن ، مما يجعل فكرة قطار الجسم الميت موجودة بالفعل ..
محطة ويتشابيل معروفة بسبب جاك السفاح ، و الشائعات تحوم حول وجود مشرحة تحت قاعة التذاكر هناك في وقت من الأوقات .. كما وردت تقارير عن نفق مغلق الآن ، يعتقد البعض أنه ربما كان يؤدى إلى مستشفى لندن الملكي .. و قد كفلت هذه التقارير أن العديد من الناس مقتنعين بأن قطار الجسد الميت كان أكثر من مجرد أسطورة حضرية ..
الشبح الأحمر
أسطورة الشبح الأحمر تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر .. ففي عام 1883 ، خلال لحظات الفناء(الموت) في حروب أباتشي ، ترك رجلان زوجاتهما في مزرعة المواشي بأريزونا للذهاب ، و التأكد من أن حيواناتهم في مأمن .. و مع اقتراب اليوم من منتصفه ، سارت إحدى النساء إلى النبع لجمع المياه .. أما بقية النساء فقد بقين مع الأطفال .. فجأة و بدون سابق إنذار ، تماجنت صيحة عالية النبرة عبر الهواء الطلق .. و عندما نظرت السيدة الأخرى إلى الخارج من خلال النافذة ، رأت ما يشبه الوحش الضخم بفراء أحمر و هناك شيئ ما على ظهره ..
و في حالة من الذعر أغلقت المرأة المنزل عليها و على أطفالها و انتظرت عودة الرجلين .. المرأة التي ذهبت لجمع المياه لم تعد .. و عندما عاد الرجال إلى منازلهم ، قاموا بالتدقيق في مزاعم المرأة ، و بعد ذلك بفترة وجيزة ، وجدوا أن المرأة الأخرى (مسحوقة) مدهوسة بالقرب من النبع .. كما عثروا على مخالب كبيرة و ضفيرة لشعر أو فراءٍ أحمر .. و من هنا نشأت أسطورة الشبح الأحمر ..
و تم الإبلاغ عن مشاهدات أخرى ، أحدهم من قبل المربي سايروس هامبلين ، الذي قال إن الوحش كان في الواقع جمل بهيكل عظمي مربوط إلى ظهره .. بعد أسابيع من تقرير هامبلين ، رأى بعض المنقبين في نهر فيرد جملاً ثم بدأوا بإطلاق النار عليه .. لفد ذهب بعيداً ، و أثناء مراقبتهم له ، لاحظوا أن هناك شيئ ما سقط من على ظهره .. ثم هرولوا مسرعين إلى الهدف ، كان الرجال مرعوبين عندما اكتشفوا أن الشيئ الذي رؤوه منذ قليل ما هو إلا جمجمة بشعر لا تزال ملتصقة بظهر الجمل .. و بعد تسع سنوات ، يبدو أن مربي مزرعة آخر أطلق النار على الجمل بعد العثور عليه ميتاً في حديقته .. و بفحص بقايا الحيوان ، وجد صاحب الماشية دليلاً على أنه في أحد الأيام كان هناك شخص مربوط بظهره .
نامورودور
ما هو معروف في معظم بقاع العالم أن هناك شهاب يصفه أهل شمال أستراليا بأنه عين لروح ملعونة .. السكان الأصليون يعتقدون أنه هو ذاته الروح الشريرة ، والمعروفة باسم بابينيواري ، ثواثو ، أو نامورودور ، تصل تلك الروح إلى الأرض بمخالب طويلة لأنها تشق طريقها عبر السماء المظلمة ، و تبحث عن الأرواح ، و تدمر أولئك الذين هم بالقرب من الموت ..
أ
ويشار إلى نامورودور أيضاً باسم الأفعى الطائرة ، و أسطورتها هذه قد تم تمريرها على مر السنين .. و يقال أن هذه الشريرة يمكن أن تأخذ أيضاً شكل الكنغر أو حتى الحصان و تتصنع أصواتاً تشبه أصوات الرياح .. و من أجل تجنب الاحتكاك بنامورودور ، لا ينبغي أبداً طهي اللحوم في الخارج ليلاً لأن رائحتها سوف تؤدي إلى مهاجمتها للأشخاص من بين الشجيرات .. و عندما تداهم(تهاجم) ، فإن الفريسة المفضلة لديها هي الأطفال إذا لم يكن عليهم رقيب .. إنها تفسد قلوبهم ثم تطير بعيداً بأجسادهم .. و لذلك فمن الضروري أن يكون الأطفال ضمن مجموعة تخييم أو أن يناموا خارجاً حتى و لو بالقرب من الشجيرات ، و يجب أن يناموا على بطونهم ، أو على جانبيهم ، و يمنع منعاً باتاً ، و لا يجوز بأي حال من الأحوال النوم على الظهر حتى لا تتمكن نامورودور من الوصول إلى قلوبهم ..
و من أجل التخلص نهائياً من نامورودور ، يجب أن يتم استدعاء طبيب ساحر(مشعوذ) .. فهو سيقتل تلك الروح الشريرة بورقة عشبية خاصة .
شبح چانيت
وفي أواخر الستينات ، فُقِدَت امرأة شابة تدعى چانيت من مدينة كوتشينغ ، بماليزيا .. كانت ممرضة في ذلك الوقت ، و كان يعتقد أن اختفائها ، جنباً إلى جنب مع السواد الأعظم(أشخاص كُثُر) ، له علاقة ببناء جسر ساتوك ..
و كان الاعتقاد الشائع هو أنه إذا توقف بناء الجسر لأي سبب من الأسباب ، فسوف تغضب تلك الأرواح الإقليمية .. و بناءً على ذلك ، كان يجب التضحية بالفتيات البكر عن طريق ضرب أعناقهن(قطع رؤوسهن) .. ثم يتم غمر رؤوسهن في دعائم(عمدان) الجسر .. و بما أن بقايا چانيت عثر عليها في نهاية المطاف بلا رأس ، فإن الإجماع هو أنها أصبحت أيضاً ضمن قائمة الضحايا العذارى .. ثم ألبسها والديها فستاناً باللون الأحمر و دفناها ..
على أية حال ، عادت چانيت للانتقام .. مرتدية الزي الأحمر و الأحذية التى دفنت بهما ، ثم بدأت تظهر للسائقين الغافلين خارج مدينة كوتشينغ .. فتنوي السفر مجاناً حتى يعرض أحدهم عليها توصيلة ، إلا أنها تختفي في نهاية الرحلة ، تاركةً وراءها بقعة عفنة ، و نتنة على المقعد .. كما تم الإبلاغ عن مشاهدات چانيت في المعدية(مركب نهري) التي تسافر عبر نهر ساراواك .. و بمجرد وصول المعدية إلى طيتها(مكان الوصول) ، يضمحل المظهر الأحمر منها ، ثم تتحول النقود على تلك العَبَّارَة(المعدية) إلى أوراق شجر ..
شبح چانيت يقدح نار الرعب في قلوب سكان كوتشينغ حتى يومنا هذا ، مع رفض سائقي العَبَّارات العمل بعد تمام الساعة العاشرة مساءاً و كذلك رفض الناس مناداتها باسمها .. انهار جسر ساتوك في عام 2004 ..
آني المنبوذة
تم تدمير المنطقة المعروفة باسم "بقعة العاهلة ماري الصادقة" في مدينة إدنبرة من قبل الطاعون .. و أشارت الشائعات إلى ان الذين أصيبوا بالمرض تركوا حتى الموت فى الشوارع .. في القرن الثامن عشر ، أصبحت المنطقة مدينة شبحية أشبه بمدينة سواكن السودانية ، حيث أن مبانيها و منازلها مهجورة و مغلقة ..
خراب هذه البقعة أصبح لا محالة محور اهتمام صياديي الأشباح و علماء النفس على مر السنين ، و جميعهم حاولوا استخلاص أشباح الماضي المروع .. ففي عام 1992 ، قامت النفسية أيكو جيبو بزيارة تلك المنطقة لتصوير فيلم وثائقي عن الحوادث الخارقة للطبيعة ..
لكن لم تكن هناك أشباح كفاية لتثير شغفها ، و كانت جيبو على وشك الرحيل لولا أنها جاءت إلى موقف في غرفة خصوصية .. رفضت في البداية أن تطأ قدمها تلك الحجرة ، لأنها شعرت برهبة تجاهها ، لكنها ذهبت في نهاية المطاف ، و قالت بعد ذلك أن السبب الوحيد الذي جعلها تفعل ذلك هو شبح فتاة صغيرة طلب منها الدخول .. أخبرتها الفتاة بأن اسمها آني و أنها ماتت منذ فترة طويلة متأثرةً بالطاعون .. كانت آني حزينة لأنها عندما كانت على قيد الحياة ، تخلت عنها عائلتها ، و فقدت دميتها العزيزة ..
ثم ذهبت جيبو لشراء دمية باربي لآني و تركتها في منتصف الغرفة .. و منذ ذلك الحين ، نمت باربي إلى كومة من الدمى .. و روى دليل في تلك المنطقة عن تجاربه الخاصة مع آني ، مدعياً أنها ألقت ذات مرة عملة عبر الغرفة بينما كان يغادر مع مجموعة من السياح .. و قال أيضاً إن العديد من الناس قد شعروا بيد صغيرة غير مرئية تلمسهم .. ثم أصبح بعضهم مريضاً فيزيائياً(بدنياً) ..
الجديلة العزباء
خلال الشهر الشبحي في الصين ، كثير من قصص الأشباح و الأساطير الحضرية تم تقاسمها بين السكان وفقاً لتلك القصص .. واحدة من هذه المخيفات تنطوي على فتاة يشار إليها باسم الجديلة(الضفيرة) العزباء .. و تقول القصة أن الجديلة العزباء -سميت بذلك بسبب شعرها الطويل ، و المضفر- حاولت التسلل الى هونغ كونغ مع خليلها .. و ركبوا قطار كان ذاهباً في طريقه إلى المدينة ، لكن الفتاة تنهار عندما استقل ضباط الشرطة القطار و بدأوا بشكل عشوائى فى التحقق من وثائق الهوية .. و كانت صاحبتنا مهاجرة غير شرعية ، فقررت أن تقفز من القطار بينما كان لا يزال يتحرك .. ثم علقت ضفيرتها في إطار الصمام(النافذة) لأنها قفزت من خلاله .. تسبب هذا في أن سُلِخَت فروة رأسها ، بالإضافة إلى جلد وجهها فتم اقتلاع جلد رأس الفتاة بالكامل ..
ثم تمكنت من الذهاب إلى أحد الطرق (و يسمى الآن طريق الجديلة العزباء) قبل أن تستسلم و تموت .. في اليوم التالي ، اكتشفت أنها غارقة في بركة من الدم المجمد .. صديقها لم يعد لمعرفة ما جرى لها و ببساطة استمر بحياته و نسيها كما لو أنها لم تكن موجودة من قبل ..
بدأت مشاهدات شبح الفتاة تصلم الأذن و تبرز على نحو غير متوقع في تلك المنطقة .. أحد الطلاب لديه تجربة مرعبة مع الشبح .. فأثناء تجوله في طريق الجديلة العزباء ، إذا به يرى فتاة تقف هناك و ظهرها مواجه له .. ثم لاحظ أن شعرها عبارة عن جديلة طويلة ممتدة إلى أسفل ظهرها .. و دعاها لمعرفة ما إذا كان كل شيء على ما يرام ، لكنها لم ترد .. ثم وصل إليها ، فلمس كتفها ليلفت انتباهها .. و عندما استدارت ، صدم الشاب ليجد أنه ليس لديها وجه .. ثم اختفت مباشرة من أمام ناظريه (عينيه) ..
أحلاماً سعيدة ...