قصة جريمة في وادي النيل (5)

منذ #قصص بوليسية

المذكرة- تناول بوارو المذكرة فوجدها على النحو التالي : كانت الخادم لويز بورجيه آخر من رأى القتيل حية في الساعة الحادية عشرة والنصف مساءا فيما بين الحادية عشرة والنصف والثانية عشرة والنصف كان كل من كورنيليا روبسون وجيمس فانثورب وسيمون دويل وجاكلين دي بلفورمجتمعين معا فهم دون غيرهم يملكون اثباتات تبعدهم عن الشبهة في تلك المدة ولكن الجريمة حدثت في الغلب بعد ذلك الوقت لأنه من الثابت انها اقترفت بمسدس جاكلين بعد ان اعتدت به على سيمون

من المرجح ان القاتل شهد بعينه المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون في صالون المراقبة وعندما أخلي الصالون بعد ذلك حصل ذلك المجهول على مسدس جاكلين من تحت المقعد لأن خطته مبنية على القاء الشبهة على جاكلين بما انها غريمة لينيت التي لطالما هددت بقتلها بناء على ما تقدم تبعد الشبهة عن كورنيليا روبسون لأنه لم تسنح لها الفرصة للإستلاء على المسدس قبل عودة فانثورب للبحث عنه

فقد كانت مشغولة بمعاونة الطبيب في تضميد الجرح نفس الظروف تنطبق على الآنسة بويرز الممرضة وتنطبق أيضا على الدكتور بسنر ويجب ملاحظة ان فانثورب ليس بعيدا عن الشبهة بشكل قاطع لأنه يحتمل ان يكون قد عثر على المسدس ووضعه في جيبه وزعم انه لم يجده ويجب ايضا افتراض ان أي شخص كان يمكنه ان يعثر على المسدس في مدة الدقائق العشر التي كان الصالون فيه خاليا

-دوافع محتملة للجريمة- ربما كان اندرو بننجتون الوصي الأمريكي قد عبث بامانة التركة المعهودة اليه

ويؤيد هذا الفرض محاولته الحصول على توقيعها فضلا عن شبهات أخرى ولكنها غير كافية ولو انه ثبت انه مرتكب حادثة الصخرة لثبت أيضا انه من ذلك الطراز الذي لايتورع عن اغتنام الفرصة العرضة دون تدبير سابق ولاشك ان اطلاق جاكلين الرصاص على سيمون كان فرصة عارضة لم يدبرها أحد

يضعف الإفتراض السابق ان المسدس القي في النيل فلو انه هو الفاعل فلماذا يلقي أداة الجريمة التي اختارها لإلقاء الشبهة على جاكلين ولم يترك المسدس كي نعثر عليه ؟ وهناك أيضا مهندس الباخرة فليتوود ودافعه الإنتقام فهو شخص شرس ولعله شهد من الجدران الزجاجية جانبا من المشادة التي انتهت باطلاق الرصاص على سيمون وربما يكون قد استعمل مسدس ولما لم تكن نيته منصرفة الى حصر الشبهة في جاكلين صاحبة المسدس فقد القاه بعد ذلك في النيل وهذا فرض يفسر نقطة القاء المسدس ولكن يضعف هذه النظرية انه اذا لم يكن قصده القاء الشبهة على جاكلين فلماذا حرص على الكتابة حرف الجيم بالدم على الجدران ؟ ويجب ملاحظة ان المنديل الرخيص الذي كان المسدس ملفوفا به ربما كان يخص فليتوود فهو أشبه به من بين سائر الركاب واذا أخدنا بشهادة فان شويلر نجد ان هناك شبهة تحوم حول روزالي اوثربون ولكن هل نصدق العجوز ام نصدق روزالي ؟ ان هناك شيئا قد القي تلك الليلة في النيل فعلا وقد انتشل المسدس من قاع النيل ملفوفا في شال العنس فان شويلر بالذات

يجب البحث عما اذا كان هناك دافع لدى روزالي اوثربون يمكن ان يدفعها الى قتل لينيت ربما كانت تحسدها ولكن ذلك لايكفي سببا مباشرا للقتل وليس هناك ما يدل على معرفة سابقة بينهما قررت فان شويلر ان شالها الذي عثر عليه ملفوفا حول المسدس قد ضاع منها تلك الليلة وكان آخر عهدها به في صالون المراقبة وقد لفتت الأنظار الى ضياعه لفتا ظاهرا في ذلك المساء بسؤال جميع الناس فكيف حصل القاتل المجهول على ذلك الشال ؟ ولماذا حصل عليه في أول السهرة ولم يكن هناك ما يمكن ان ينبىء بحدوث ما حدث بين جاكلين وسيمون ؟ واذا كان القاتل المجهول قد وجد الشال وهو يستولي على المسدس من تحت المقعد فمعنى ذلك ان الشال كان في الصالون مع انه من الثابت ان الجميع قد فتشوا عنه هناك بعناية واذا كان الشال لم يفقد من الآنسة شويلر بل كان في حوزتها طول الوقت فادعاؤها في هذه الحالة بفقدانه يلقي عليها الشبهة انها هي التي قتلت لينيت وفي هذه الحالة تكون شهادتها ضد روزالي اوثربون اكذوبة مقصودة فهل هو حقد عانس عجوز على الشابات دفعها الى قتل شابة والقاء الشبهة على شابة أخرى ؟ من المحتمل ان تكون السرقة هي هدف الجريمة مادامت اللآلىء قد اختفت ومادام من الثابت ان لينيت كانت تتزين بها في تلك الليلة غير مستبعد ان يكون هناك ثأر قديم لأسباب مالية في الغالب بين اسرة القتيل وطرف آخر لدينا معلومات موثوق بها عن وجود ذلك المتآمر الدزلي المشهور وهو قاتل محترف مطلوب القبض عليه من السلطات المختصة لإرتكابه ست حوادث قتل فهل يمكن ان تكون له صلة مباشرة بهذه الجريمة ؟ يجب ان نعرف أولا اذا كانت لدى لينيت قبل مصرعها معلومات خطيرة تتهدد سلامة ذلك الشخص وفي هذه الحالة يكون معقولا ان يقدم على التخلص منها لتأمين حياته وعلى ذلك يمكن تقسيم الركاب الى فريقين الفريق الأول منهما هو - ربما وربما أيضا القاتل قد تعمد استعمال هذا النوع بمثابة قفاز حتى لاتترك بصمات يده أثرا

- مفاجأة- وفي اللحظة دخل احد الخدم ليخبر بوارو ان سيمون دويل يطلب مقابلته فأسرع اليه حيث كان لايزال راقدا في قمرة الدكتور بسنر وكان وجهه محتقنا بتأثير الحمى وقد معتمدا الى رومة من الوسائد وارتسمت على وجهه امارات الحيرة والإرتباك وقد شكر بوارو على تفضله بالحضور ثم قال : - هناك مسألة أحب ان أتحدث اليك بشأنها - وماهي ؟ - انها بخصوص جاكلين فانني باختصار أريد ان أراها فهل لديك مانع ؟ وهل تعتقد انها تمانع في الحضور اذا طلبت اليها ذلك ؟ قد قضيت هذه المدة راقدا أفكر في الصدمة التي وقعت لهذه المسكينة فهي طفلة وحيدة ليس لها سند أي معين كما تعلم والحقيقة انني أسأت اليها كثيرا حتى حطمت أعصابها وأفقدتها التوازن وسكت سيمون لايدري ماذا يقول وقد زادت وطأةارتباكه فحدق بوارو في وجهه مليا ثم قال : - أتريد ان ترى الآنسة جاكلين وهو كذلك سأحضرها اليك - انه لكرم عظيم منك

وذهب بوارو يبحث عن جاكلين دي بلفور فوجدها جالسة وحدها في احد أركان صالون المراقبة وفوق ركبتيها كتاب مفتوح ولكنها لم تكن تنظر فيه فقال لها بوارو : - ان المسيو سيمون دويل يريد ان يراك

فهل تأتين معي اليه ؟ وكان صوت بوارو رقيقا جدا فياضا بالحنان فالتمعت عيناها واحمر وجهها ثم اصفر وظهرت عليها الحيرة وهي تقول : - سيمون يريد ان يراني أنا - نعم

فهل تأتين معي ؟ - طبعا طبعا بكل تأكيد زمضتمعه في اذعان الأطفال ولكن أيضا في ارتباكهم وحيرتهم فلما وصلا دخل بوارو أولا معلنا قدومها فدخلت ووقفت في مكانها كالمترنحة وقد تسمرت عيناها في وجه سيمون وكان سيمون لايقل عنها ارتباكا ولكنه عثر على لسانه قبلها فقال متلعثما : - مرحبا بك يا جاكلين انه لكرم منك ان تأتي فانني أريد ان أقول

ان ما أقصده

وعندئذ أخرجته من ارتباكه وقد أخدت الكلمات تتدفق من فمها وهي تلهث : - سيمون انني لم أقتل لينيت انت تعرف انني لم أقتلها لقد كنت كالمجنونة أمس آه هل تغفر لي؟ - طبعا طبعا انت معذورة كل ما هنالك انك أفرطت في الشراب بعض الشيء - ماذا تقول ؟

كان من الممكن ان تصيبك هذه الرصاصة في مقتل - ما هذا الهراء ؟

لاتقولي ذلك - ولكن ساقك ؟ ربما تضاعفت اصابتها في المستقبل - كفى هراء يا جاكلين فعند وصولنا الى أسوان سيجرون عليها كشفا بالأشعة ويتولى أخصائي عملية التجبير بعد ان يخرج الرصاصة وسرعان ما تلتئم وتشفى وترنحت جاكلين قليلا ثم اندفعت نحوه وركعت الى جوار الفراش ودفنت وجهها في صدره وأخدت تنتحب فجعل سيمون يربت عليها والتقت عيناه بعيني بوارو فتنهد بوارو وتسلل خارجا وهو يسمع الهمسات المتقطعة : - آه يا سيمون يا حبيبي كيف أمكن ان أفعل هذا بك ؟ ووجد بوارو الآنسة كورنيليا منحنية فوق السياج أمام الباب فالتفتت نحوه قائلة : - ما أعجب المفارقات تصور ان تكون في هذه الحالة في يوم بديع كهذا اليوم انظر الى السماء والى الشمس

فتطلع بوارو الى الشمس ثم قال لها كمن ينشد أغنية محفوظة

عندما تبزغ الشمس لايستطيع الإنسان ان يرى القمر ولكن عندما تغيب الشمس يبصر الإنسان القمر

- ماذا تقول ؟ هذا طبعا شيء بديهي معروف - وانا رجل عجوز أحمق يهذي بالبديهيات واستأنف سيره فطرقت سمعه أصوات متقطعة من القمرة المجاورة وهي قمرة آل اوثربون : - يالك من ناكرة للجميل

أبعد كل ما فعلت من أجلك ؟ ألا تدركين مبلغ عذابي ؟ ألا تراعين مزاج أمك ؟ فزم عندئذ بوارو شفتيه وطرق الباب فاذا صوت السيدة اوثربون يسأل من الطارق ؟ فقال : - هل الآنسة روزالي موجودة ؟ فبرزت اليه روزالي ولاحظ تحت عينيها حلقات سوداء وتقرحا في اجفانهاوبادرته بالسؤال في جفوة عما يريد - حبذا لو تكرمت يا آنسة ببضع دقائق من الحديث على انفراد فظهر عليها التجهم والتردد ولكنه كررالتوسل فمشت معه الى سطح السفينة متجهين اللى مؤخرتها لأن المكان هناك كان خاليا ووقف بوارو وظهره الى السياج اما روزالي فوقفت امامه منتصبة القامة كما يقف الجنود وقفة الإنتباه وشرع يتكلم ببطء وهدوء وهو ينتقي الكلمات انتقاء : - لقد تعودت يا آنسة ان تحملي عبء همومك وحدك ولكن ذلك العبء قد طال بك احتماله حتى أرهقك وبدأت تظهر عليك بوادر التعب والإعياء - لست أدري عما تتكلم - انني اتكلم بلسان الواقع يا آنسة والواقع أحيانا كريه لانحب ان نواجهه ولكني رجل أحب ان أسمي الأشياء بأسمائها وقد تبينت من خبرتي الطويلة ان ذلك أهون على النفس ان والدتك باختصار تدمن الشراب

فسكتت روزالي ولم تجب وفغرت فمها ثم أغلقته ثانية وهي لاتدري ماذا تقول فاستطرد بوارو عندئذ قائلا : - لاحاجة بك الى الكلام يا آنسة فسأتولى أنا عنك ذلك وقد اهتممت منذ كنا في أسوان بدراسة العلاقة بينك وبين والدتك وأدركت انك تكنين نحوها عاطفة قوية صادقة ثم قابلت والدتك بعد ذلك ذات صباح باكر وكانت في حالة سكر واضح ثم لما جلست معكما الى المائدة رأيتها تكرر على مسمعي انها لا تذوقالخمور فأدركت انك انت التي تمنعينها من ذلك وانها تشرب في حجرتها على مخبأ للخمر السري فحملت صندوق زجاجات الخمر والقيت به في النيل اليس هذا هو ما حدث يا آنسة ؟ - نعم هذا ماحدث

وكان خطأ مني ألا أصارحك بالحقيقة بعد ان شهدت الآنسة فان شويلر انها رأتني

ولكنني يا مسيو بوارو شديدة الخجل من سلوك والدتي وان كنت أعذرها وأشفق عليها - هدئي من روعك فالسر عندي مصون - لاشك عندي في هذا يا مسيو بوارو ولكن أرجو منك ان تغفر لي خشونتي - لاحرج عليك والآن أخبريني هل كان القاؤك صندوق زجاجات الخمر بعد الساعة الواحدة بعشر دقائق - ربما فقد كان الوقت نحو ذلك فعلا - وهل رأيت الإنسان فان شويلر كما رأتك ؟ - كلا - وهل لم تر أحدا آخر حينما كنت واقفة فوق سطح السفينة ؟ فسكتت لحظة وقد قطبت حاجبيها كمن يفكر تفكيرا عميقا ثم هزت رأسها ونفت ذلك بلهجة قاطعة فهز بوارو رأسه ولكن عينيه كانتا تلمعان ببريق خاص

-مشكلة جديدة- أقبل الناس على قاعة الطعام جماعات وأفرادا ولكن في تراخ كأنهم يشعرون أن في الإقبال على الطعام بعد تلك الجريمة التي ذهبت ضحيتها لينيت دويل بواسطة ذلك العقد شيئا غير مستحب وقد دخل تيم الرتون القاعة بعد ان أخدت أمه مكانها وكان بادي الوجوم والسخط حتى لقد بدأ الحديث بقوله : - ليتني لم أشترك في هذه الرحلة المنكودة فهزت امه رأسها في حزن موافقة فاستطرد قائلا : - وقد جد في الأمر جديد فقد اتضح فقدان اللآلىء أيضا - لآلىء لينيت ؟ - نعم

يبدو ان بعضها استولى عليها - ربما كان هذا هو الدافع الى الجريمة - ومن يدريك ؟ انك تخلطين يا أماه بين مسألتين منفصلتين تمام الإنفصال - ومن الذي انبأك ان اللآلىء قد سرقت ؟ - فيرجيسون

وقد علم ذلك عن طريق صديقه مهندس الآلات المدعو فليتوود وفليتوود علم بذلك من الخادمة - لقد كانت لآلىء فاخرة وفي هذه اللحظة دخل القاعة السيو بوارو فجلس الى جانب السيدة الرتون كعادته بعد ان حياها باحناء رأسه في ظرفه المعهود مع السيدات ثم اعتذر عن تأخيره بسبب انشغاله وطلب زجاجة من النبيد بدل زجاجته التي كان الخادم قد وضعها وفيها بقية من اليوم السابق وقد علقت السيدة الرتون على ذلك بقولها : - اننا كاثوليكيون بمعنى الكلمة أما انت فلا تقلع عن احتساء النبيذ مع كل وجبة في حين يصر ابني على قدح من الويسكي بالصودا أما انا فتكفيني كأس من المياه المعدنية فحملق بوارو في زجهها قليلا وقد لمعت عيناه ثم هز كتفيه كأنه يصرف عن ذهنه خاطرا طرأ عليه ثم شرع يتحدث في موضوعات خفيفة مما يتلهى به الناس وهم جلوس الى مائدة الطعام وبعد طبق أو طبقين سأل بوارو تيم الرتون : - خبرني هل تشبه الآنسة جوانا ساوثود صديقتك ابنة خالتها المرحومة لينيت دويل - لاشبه بينهما مطلقا فان جوانا صديقة لينيت وابنة خالتي أنا لاالعكس كما فهمت- لقد اختلط علي الأمر فان خالتك شخصية معروفة يرد اسمها كثيرا في أخبار المجتمعات الراقية وقد استحوذت على اهتمامي منذ وقت غير قصير فسأله تيم الرتون بشيء من الحدة : - لماذا ؟ ونهض بوارو نصف نهوض لينحني باحترام لجاكلين دي بلفور التي مرت بمائدتهم في هذه اللحظة في طريقها الى مائدتها وكانت وجناتاها متةهجتين وعيناها لامعتين وأنفاسها لاهثة في غير انتظام ولما استقر في مجلسه بعد لحظة كان يبدو عليه انه نسي سؤال تيم الرتون وراح يهمس كالمتحير : - هل كل من لديها جواهر ثمينة تهمل شأنها كما كانت تفعل لينيت دويل وعندئذ وجدت السيدة الرتون الفرصة سانحة فسأليه : - أصحيح اذن ان جواهرها سرقت ؟ - ومن أنبأك يا سيدتي ؟ فتولى تيم ابنها الإجابة عنها فقال : - ان فيرجيسون هو الذي أنبأها وعندئذ أمن بوارو على صدق الرواية وعقبت السيدة الرتون على ذلك قائلة في عصبية ظاهرة : - أعتقد انه ستترتب على ذلك نتائج سيئة ومضايقات تعمنا جميعا كما تنبأ تيم - لعلك يا مسيو تيم قد سبقت لك تجربة ؟ هل سبق ان كنت مدعوا في بيت عندما حدثت به سرقت جواهر ؟ - كلا لم يسبق لي ذلك فقالت امه عندئذ بدهشة : - بل كنت يا عزيزي في قصر آل بورتر ليننجتون عندما سرقت ماسات سيدة القصر - أنت دائما يا أماه تخلطين الأمور بين الأشياء خلطا لانظير له بل كنت هناك يا أماه عندما اتضح ان الماسات التي تحيط عنقها ماسات مزيفة أما عملية ابدال الماسات الصحيحة بالمزيفة فربما كانت تمت قبل تلك الليلة بشهور طويلة بل الواقع ان عددا كبيرا من الحاضرين اعتقدوا انها هي نفسها التي قامت بذلك الإبدال لتسرق زوجها - لعل جوانا هي صاحبة هذا الرأي يا بني ان جوانل لم تكن هناك - ولكنها تعرف هذه المجموعة جيدا

وأنا أعرفها وأعرف أنها تظن مثل هذه الظنون الخبيثة - الواقع يا أماه انني لا أدري سببا لتحاملك على جوانا وأسرع بوارو عندئذ في تغيير موضوع الحديث فتكلم عن أثواب من الحرير القرمزي رآها في بعض الحوانيت في أسوان قبل ركوب الكرنك وكيف انه حينما تعود الباخرة الى اسوان يريد ان يشتريها ويكلف المحل بارسالها باسمه الى لندن عن طريق البريد وعقب على ذلك بقوله - وقد قيل لي انهم يستطيعون تصديرها نظير رسوم غير باهضة فهل تعتقد ان البضاعة ستصل سالمة الى لندن فقالت السيدة الرتون انها سمعت من كثيرين انهم سبق ان ارسلو الى لندن عن طريق هذه المحلات مباشرة اشياء كثيرة وانها وصلتهم كاملة سالمة - عظيم اذن سألجأ الى هذه الطريقة والواقع ان مايزعج الإنسان ويتعبه حقا حين يكون في الخارج هو وصول طرود مصدرة اليه من انجلترا فهل سبقت لكم تجربة في هذا الباب ألم تصلكم من انجلترا طرود منذ غادرتموها ؟ فقالت السيدة الرتون لا أظن

هل وصلنا شيء يا من ذلك يا تيم ؟ انك تحصل على كتب من انجلترا في بعض الأحيان ولكن الكتب تختلف تماما عن غيرها فقال بوارو : - طبعا يا سيدتي الكتب لها حالة خاصة فان الطرد يكون مفتوحا من أعلى وأسفل ولا تكون هناك حاجة للفتح والتفتيش لإقتضاء الرسوم كما يحدث هذا في الطرود العادية وفي هذه الساعة قدمت الحلوى في ختام الطعام ونهض الكولونيل ريسي فشرح ظروف الجريمة باقتضاب وأزاح الستار عن سرقة اللآلىء وأعلن بعد ذلك ان السفينة يجب ان تفتش على ان يبقى الركاب في القاعة الى ان تتم عملية التفتيش في جميع القمرات والحجرات وبعد ذلك يتولى السقاة تفتيش الركاب شخصيا فارتفعت على أثر ذلك همهمة ولغط فأسرع بوارو وهمس في أذنه بكلمة ثم خرجا معا فاستدعى الكولونيل ساقيل معينا والقى اليه أمرا موجزا ثم خرج الإثنان الى سطح السفينة وأغلقا الباب وراءهما ولم يلبث الساقي ان عاد وقال للكولونيل : - ان هناك يا سيدي سيدة أعربت عن رغبتها في التحدث اليك فورا وهي الآنسة بويرز الممرضة - أحضرها فورا ولاتدع احدا يغادر القاعة ولم تلبث بويرز ان لحقت بالرجلين في صالون التدخين وفتحت حقيبة يدها وأخرجت منها عقد الآلىء فوضعته أمام الرجلين فوق المائدة الصغيرة

فعرتهما الدهشة طاغية وقال ريسي : - ماهي الحقيقة بالضبط ؟ هل أخدت هذا العقد من حجرة لينيت دويل ؟ أريد الحقيقة - كلا بالطبع يا كولونيل ريسي فالتي أخدته من هناك هي

فان شويلر - فان شويلر ؟

المليونيرة المتزمة العجوز ؟ - نعم وقد فعلت ذلك بغير ارادتها فهي مريضة بداء السرقة وهذا هو سبب ملازمتي لها ليل نهار في الداخل والخارج فهي في الواقع ليست مريضة بأي داء يحوجها الى اشراف ممرضة باستمرار بل ان مهمتي الأساسية في الواقع هي الحيلولة بينها وبين هذه السرقات المريضية ولحسن الحظ انه لم تحدث فضيحة واحدة منذ تعهدت بها لأنها لاتحوجني في الواقع الى تعب كثير اذ هي تخفي ما كل تسرق في مكان واحد لايتغير هو جورب قديم وفي كل صباح أفتش في ذلك الجورب كما أنني أبيت دائما في الحجرة المجاورة لها وأنام نوما خفيفا وكثيرا ما أستيقظ قبل ان تتحرك للسرقة ليلا واذا بتنا ليلتنا في فندق أحرص على ان يكون بين حجرتي وحجرتها باب مفتوح وهي مغرمة باللآلىء غراما خاصا - وكيف اكتشفت هذه السرقة ؟ - وجدتها في الجورب هذا الصباح زكنت أعرف أنها لآلىء لينيت دويل لأنها لفتت نظرنا جميعا وهي ترتديها فهممت ان أتوجه الى مخدعها لأضعها حيث هي قبل ان تستيقظ لينيت وتتبين فقدانها واذا بي أجد خادما واقفا بالباب يفضي الي نبأ مصرعها فاسقط في يدي ولكني عللت النفس بالتمكن من التسلل الى القمرة خلسة ولكنني لم أستطع وكل رجائي ان لاتصل الفضيحة الى الصحف أو الى احد من الركاب لأن أسرة فان شويلر محافظة جدا فهل أطمع منكما في تحقيق هذا الرجاء ؟ - هذا يتوقف على الظروف

ولكني أعدك ان نبدل وسعنا وماذا ستقول فان شويلر اذا سألناها ؟ - انها تنكر دائما

ولهذا حين أتعقبها ليلا وهي تتسلل من مخدعها لا يبدو عليها الإضطراب او الخجل ولا تقاومني بل تزعم انها كانت خارجة للتطلع الى ضوء القمر ثم تعود معي مستسلمة في وداعة الحملان - وهل تعلم كورنيليا روبسون هذا عن خالتها ؟ - كلا ولكن والدتها تعلم وقد أخفت الحقيقة عن ابنتها لأنها رأت في تنبهي وحرصي الكفاية وعندئذ شكرها الرجلان فانصرفت ولكن بوارو عاد فاستوقفها عند الباب وسألها - هل فان شويلر مصابة بمرض القتل اللاإرادي أيضا ؟ - كلا انها لاتؤدي ذبابة وأقسم على هذا وهل هي مصابة بشيء من الصمم ؟ - نعم

ولكنك لاتلاحظ ذلك وانت تحدثها عن قرب ولكن يحدث في كثير من الأحيان ألا تسمع صوتك و أنت داخل من الباب ولاتحس بدخولك وغضب الكولونيل ريسي لذلك فراح بوارو يهدئه ثم قال له : - ان هذا الإكتشاف يؤدي بنا الى احتمالين : الإحتمال الأول ان تكون فان شويلر قد سرقت العقد المزيف بعد ان سطا اللص على العقد الأصلي و الإحتمال الثاني ان تكون قصة مرض السرقة من نسج خيال الآنسة بويرز وان تكون هي السارقة وكانت من سرعة الخاطر بحيث سلمتنا العقد المزيف وبدأ التفتيش على الأثر بقمرات الطابق السفلي فكانت القمرة الأولىهي قمرة السينيور ريتشي وقد عثر على مؤلفات في الآثار بلغات مختلفة ومجموعة مختلفة من الملابس وزيزت للشعر ذات رائحة نفادة وخطابين خاصين احدهما من بعثة للتنقيب عن الآثار في سوريا والآخر من شقيقة له في روما وكانت مناديله جميعا من الحرير الملون وانتقلا الى قمرة فيرجيسون فاذا بمجموعة من الكتب الشيوعية وصور فوتوغرافية كثيرة وملابس خارجية ممزقة قذرة وملابس ذاخلية من أجود الأنواع وأغلاها ومناديله من أفخر أنواع الكتان ولم يعثرا على أوراق أو خطابات من أي نوع

ولكن بوارو عثر على خاتم به فص منقوش راح يتأمله بامعان قبل ان يضعه مكانه وبعد ذلك اتجها الى قمرة لويز بورجيه خادم لينيت وهناك وجدا خادما أبلغهما انه لم يوفق في العثور على لويز في أ ذلك كان حاله بغير تغيير فبدا بوارو ينقب ويفحص بكل اهتمام فجثا على ركبتيه وراح يفحص الأرض فحصا دقيقا ثم فحص الفراش والملابس الداخلية والخارجية ثم توجه بعنايته الى حوض المغسل فاذا معاجين مختلفة وعطور وزيزت ولكن الشيء الذي استأثر بانتباهه دون سواه كان زجاجتين طلاء الأظافر تناولها فاذا احداهما تحمل بطاقة اللون الوردي وكانت خالية الا من نقطة او نقطتين من سائل أحمر أدكن واما الزجاجة الأخرى التي تماثلها حجما فكانت تحمل بطاقة اللون القرمزي وكانت ملآنة ختى فوهتها تقريبا وفتح بوارو الزجاجة الأولى الفارغة ثم الزجاجة الثانية الملآنة وشمهما من التعاقب ثم أعرب عن رغبته في الرجوع الى الخادم لويز شخصيا كي يستفسرها عن نقطة غامضة وبعد ذلك غادر الرجلان مقصورة القتيل الى قمرة فان شويلر فاذا مظاهر الترف والغنى بادية واذا بها عدد من الأوراق الخاصة والخطابات وعني بترتيبها وليس هناك فيما عدا ذلك شيء يدكر وكانت المقصورة التالية هي مقصورة بوارو نفسه ومن ورائها مقصورة الكولو نيل ريسي فأعرب الكولونيل عن شكه في ان يخفي اللص العقد في احداهما فقال بوارو : - ولم لا ؟

لقد كنت ذات مرة راكبا قطارا اكسبريس الشرق ووقعت جريمة سرقة وكان المسروق شيئا تافها عبارة عن ايشارب من الحرير الأحمر وقمت انا بتحقيق هذه السرقة فأين تحسبني وجدته ؟ في حقيبتي المقفلة يا صديقي - اذن هيا نرى هل أخفى احدهم المسروقات عندي او عندك ولكن اتضح ان اللص لم يكن جسورا الى هذا الحد

فانصرف الرجلان بعد ذلك الى البحث في حجرة الآنسة بويرز ولكنهما لم يجدا شيئا يثير الريبة وكانت كناديلها من الكتان العدي وتحمل الحرف الأول من اسمها

وكانت القمرة التالية هي التي تقيم فيها السيدة اوثربون وابنتها روزالي وقد فحصها بوارو فحصا دقيق ولكن بغير طائل وانتقل الرجلان بعد ذلك الى قمرة الدكتور بسنر وكان سيمون دويل راقدا فيها وامامه صينية من الطعام لم تمسسه يده فطلب رفع الطعام وكان يبدو أسوأ حالا عما كان عليه من قبل وقد أظهر سيمون دهشة شديدة عندما أنبأه بوارو ان اللآلىء قد سرقت من زوجته المرحومة ثم ان الآنسة بويرز ردتها بعد ذلك ولكن اتضح انها تقليد متقن وقد أكد تأكيدا قاطعا ان زوجته لم تكن تملك صورة مقلدة لعقدها الثمين وقال : - ان لينيت كانت تحب هذه اللآلىء حبا جما وكانت تلبسها في كل مكان وكانت قد أمنت عليها وهذا ما جعلها قليلة الإكثرات لصانتها من الضياع - اذن يجب ان نستمر في البحث ثم هجم كل من الرجلين على جانب من جوانب الحجرة احدهما على دولاب والآخر على الحقيبة فصاح سيمون محملقا - اسمعا لاأظنكما على كل حال ترتابان في ان يكون بسنر هو الذي اختلس العقد ؟ - وماذا نعلم نحن عن بسنر الا ما يدكره هو عن نفسه ؟ ان كل شيء في نظر المحقق الجنائي جائز - ولكنه ما كان ليخفي شيئا هنا دون ان أراه - تماما ما كان ليخفي هنا شيئا اليوم دون ان تراه ولكننا لانعلم متى تم ابدال العقد الصحيح بالمزيف فمن يدرينا ان ذلك الإبدال لم يقع منذ بضعة أيام ؟ ومع ذلك فان البحث لم يسفر عن شيء وكانت القمرة التالية قمرة بننجتون وقد قضى الرجلان في تفتيشها وقتا غير قصير وفحصا بعناية حقيبة مليئة بالوثائق والمستندات التي كانت كل ورقة فيها تنتظر توقيع لينيت ولكنهما اقتنعا اخيرا بان الرجل ليس من الغفلة بحيث يترك اي وثيقة تدينه او تثبت عليه اي تلاعب بعد علمه بمقتل لينيت وقد عثرا على مسدس ضخم في احد الأدراج فحصه بوارو ثم اعاده الى مكانه اذ كان واضحا ان الجريمة لم تقترف نت ذلك النوع ولم يجدا بعد ذلك شيئا يلفت النظر فخرجا واقترح بوارو ان يمضي الكولونيل في تفتيش بقية القمرات وهي التي تشغلها جاكلين وكورنيليا وقمرتين خاليتين في حين بذهب هو الى قمرة الدكتور بسنر ليتحدث في نقطة تشغل باله الى سيمون دويل وقد تم الإتفاق على ذلك

وما ان دخل بوارو على سيمون حتى بادره الشاب قائلا - لقد فكرت جيدا

واني متأكد تمام التأكيد من ان هذه اللآلىء كانت على ما يرام حتى امس - وما الذي يدعوك الى ذلك اليقين يا مسيو دويل ؟ - لأن لينيت كانت تتأملها بهيام قبل العشاء مباشرة وهي تحدثني عنها وأعتقد انها وهي الخبيرة في اللآلىء كانت حرية ان تكتشف الحقيقة لو ان ما بين يديها كان هو العقد المزيف - ربما

ولكن خبرني هل كان من عادة لينيت دويل ان تترك هذه اللآلىء بعيدة عن نظرها طويلا كأن تقرضها لصديقة ترتديها في حفل أو ما أشبه ؟ - الواقع يا مسيو بوارو انه يصعب علي ان أقطع في هذه المسألة بقول فانني كما تعلم لم أعرف لينيت إلا منذ مدة قصيرة ولكن يخيل الي ان لينيت كانت سخية بما في يدها غاية السخاء ولهذا يغلب على ظني انها ربما فعلت ذلك وعندئذ ازداد صوت بوارو نعومة وهو يسأله - ألم تقرض العقد مثلا لصديقة تعرفها مثل الآنسة جاكلين دي بلفور قبل ان تتعرف انت على مدام لينيت ؟ - ماذا تعني ؟ هل تقصد ان جاكلين سرقت اللآلىء ؟ انها لم تسرقها يا سيدي وأقسم على ذلك فجاكلين مستقيمة كالسيف صريحة وان مجرد تصورها انها تتسلس وتسرقه ينطوي على تناقض سخيف - ويحي لقد هيجت بهذه الإشارة عش الزنابير

لاعليك ورنت في اذن بوارو عندئذ كلمة جاكلين ليلة الإلتقاء بها في حديقة فندق كتراكت بأسوان : - أنا أحب سيمون وسيمون أيضا يحبني

وفي هذه اللحظة انفتح الباب ودخل الكولونيل ريسي فقال : - لم أجد شيئا

وها هم السقاة قادمون بنتائج تفتيش الركاب فقد قام بذلك كبير السقاة من الرجال وكبيرة الخدم قامت أيضا بتفتيش النساء وتقدم كبير السقاة أولا فقال : - لم نجد شيئا يا سيدي - ألم يحاول أحد مقاومة التفتيش أو الزوغان ؟ - لقد حاول ذلك يا سيدي الرجل الإيطالي

وقد ثار وزمجر واعتبر التفتيش إهانة وكان يحمل مسدسا ضخما من طراز موزر وبعد ذلك تقدمت كبيرة الخدم هي امرأة كبيرة الحجم ولكنها وسيمة مهذبة فقالت : - لم أجد شيئا يا سيدي مع السيدات وقد أتعبني كثيرا بالإحتجاجات ما عدا السيدة الرثون ولم أجد لللآلىء أثرا ولكن عثرت مع الآنسة روزالي اوثربون على مسدس في حقيبة يدها - من أي طراز ؟ - انه شيء صغير جدا يا سيدي كلعب الأطفال ومقبضة مرصع باللآلىء وعندئذ زمجر الكولونيل ريسي قائلا : - فلتختطف الأبالسة هذه القضية اللعينة لقد حسبتها برئت من الريبة وسرني ذلك ولكن أترى كل امرأة في هذه السفينة تحمل مسدسا مرصع القبضة باللآلىء أما بوارو فلم يتأثر لما سمع وسأل كبيرة الخدم بهدوء : - هل أظهرت شيئا من الإضطراب عندما اكتشفت المسدس في حقيبتها ؟ - كلا يا سيدي

بل اني لا أظنها عرفت انني رأيته فقد كان ظهري الى جهتها وأنا أفتح الحقيبة - والخدمة لويز بورجيه ؟ ما خبرها ؟ - لقد بحثنا عنها يا سيدي في كل مكان فلم نعثر عليها وعندئذ تدخل سيمون دويل في المناقشة وسأل : - ما هذا ؟

ماذا جرى للويز ؟ - ان خادمة زوجتك قد اختفت فصاح بشيء من الحدة - أتقول اختفت ؟ فقال له الكولونيل ريسي : - ربما كانت هي التي سرقت الجواهر

فالفرصة متاحة لها أكثر من غيرها لصنع ذلك التقليد المتقن ثم للقيام بعملية البدل - وهل تظنها عندما وجدت ان التفتيش سيضيق عليها الخناق القت بنفسها في النيل ؟ - مستحيل ان يحدث هذا طبعا في سفسنة كهذه وفي رائعة النهار لابد انها في مكان ما واتجه بعد ذلك الى كبيرة الخادمات فسألها : - متى شاهدت لويز بورجيه آخر مرة ؟ - قبل جرس الغداء بنصف ساعة يا سيدي - إذن نلقي نظرة أخرى فاحصة على حجرتها فقد يهدينا ذلك الى شيء ومضى الرجلان الى الطابق الأسفل فاذا بالوصيفة التي مهمتها ترتيب شئون سيدتها آية في الفوضى وسؤ النظام فأقبل بوارو على فحص الأدراج في حين انهمك ريسي في فحص الحقيبة وكانت احدية لويز مصفوفة امام السرير ويبدو ان زوجا منها اسود لامعا كان مستقرا في وضع غريب بعض الشيء فقد كان البوز الى أسفل والكعب الى أعلى والحذاء غير مستقر في وقفته تلك على شيء ظاهر فلفت ذلك الحذاء البهلواني نظر ريسي فأقفل الحقيبة وانحنى فوق هذه الأحدية وعندئذ انطلقت من فمه صيحة دهشة شديدة فاستدار نحوه بوارو وسأله بالفرنسية : - ماذا هناك ؟ فقال ريسي متجهما : - انها لم تختف فهي هنا تحت السرير

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك