كان كين رجل لا يهتم بالقانون ، وقد صحبته سمعته السيئة طوال حياته ، وكان معظم سكان بلدته إن لم يكونوا جميعهم يعرفونه جيدًا ، ويعرفون أنه من السهل عليه أن يصوب سلاحه باتجاههم ، بل ويستخدمه أيضًا ، لفرض سيطرته على الجميع وللحصول على أي شيء يريده في أي وقت لذلك عرف باسم بلطجي المدينة
ولد كين مكلوري عام 1934م وكان الطفل الأخير لوالديه بين 16 أخ آخرين ، وكان والديه مزارعين متواضعين ، لذلك ربما لم تكن أمامهم فرصة لرعايته بشكل جيد ، ولكنهم أيضًا ربما يكونوا قد فعلوا أقصى ما باستطاعتهم للاعتناء به هو وإخوتهم في ظل الظروف المتاحة لهم
ولكن بينما كان كين مازال مراهقًا حدث شيء ربما يكون قد غير مستقبله إلى الأبد ، فبينما كان يركب عربة القش في مزرعة والده سقط على رأسه ، وكانت إصابته شديدة لدرجة أن الأطباء قاموا بزرع شريحة فولاذية في رأسه ، وفي ذلك الوقت لم يكن أحد يتوقع كيف ستتغير بيعة كين ، فقد ترك المدرسة وهو في الصف الثامن
ثم بدأ بعد ذلك حياة الجريمة بمجموعة من السرقات الصغيرة ، ثم سرقة الماشية ، ثم بدأ يشرب الكحول بكثرة ويضايق النساء ، أما القانون فكان أخر شيء يمكن أن يردع كين
وقد اتهم كين مكلوري بجرائم عديدة مثل السرقة وترويع النساء وتدمير الممتلكات وتهديد الأرواح ،وقد قدر محاميه عدد التهم التي كانت توجه ضده بحوالي ثلاثة كل عام ولكن في الواقع لم تتم إدانته مطلقًا في أي مرة
زواج القاصر : وكما أن المجرم سيء السمعة قد انتهى به الحال بإنجاب أكثر من عشرة أطفال من أمهات مختلفات ، وكان معظم هؤلاء الأمهات قاصرات وقت أن أنجبن الأطفال ، وفي عام 1971م التقى هذا البلطجي بفتاة تدعى ترينا ماكلاود، والتي لم يتخطى عمرها في ذلك الوقت اثني عشر عامًا ، وقد كانت رينا هي الأصغر من بين كل الفتيات التي عرفهن ، وفي خلال عامين فقط أصبحت رينا حاملًا بطفل كين
وقد علمت أنها حامل بعد أن تعرضت للعنف من قبل كين وذهبت إلى طبيب محلي ، وبما أنها كانت قاصرًا فقد أبلغ الشرطة ، وأصبح كين يواجه تهمة الاعتداء الجنسي على قاصر ، ولكن كانت هناك ثغرة قانونية يمكن أن تجعله يهرب من العقوبة وهي أن تكون رينا زوجته وفي تلك الحالة لن تستطيع أن تتهمه بالاعتداء
وحتى يهرب من العقوبة قام كين بتطليق زوجته الثالثة وتزوج من ترينا التي انتقلت للعيش معه ومع زوجته السابقة في نفس المنزل
وبالرغم من أن ترينا تزوجت من البلطجي رغمًا عنها فقد تعامل أهل القرية معها باعتبارها زوجة البلطجي ، ومع ذلك بعد أن وضعت طفلها بفترة وجيزة حاولت الهرب من كين عدة مرات وكانت تذهب مع طفلها إلى منزل والديها ، ولكن كين كان في كل مرة يجبرها على العودة إلى منزله ، ولم يتوقف كين عند هذا الحد ولكنه أطلق النار على كلب العائلة ، ثم قام بإشعال النار في المنزل نفسه
وبالرغم من كل الجرائم التي ارتكبها لم يجرؤ أحد من سكان قريته على الشهادة ضد أو تحديه ، لذلك كان في كل مرة يمثل فيها أمام القاضي يخرج بكل سهولة دون أن يدان ، ولكن كانت هناك نقطة فاصلة وعت حدًا ونهاية لبلطجة كين
نهاية كين : بدأت النهاية عندما قام صاحب محل بقالة عجوز يبلغ عمره 70 عامًا ويدعى إرنست بو كينيكامب ، باتهام أحد بنات كين بالسرقة من متجره فغضب كين ، ولكن زوجة العجوز حاولت تهدئته ، وقالت لكين أن الأمر برمته كان سوء فهم بسيط ، ولكن البلطجي لم يقبل هذا الاعتذار وقام بترويع العجوز وزوجته وبدأ في إطلاق النار في الهواء مما سبب الفزع للرجل وزوجته العجوز ، وأصيبت السيدة بصدمة شديدة حتى أن الجيران أخذوها لتنام في منازلهم بالتناوب
وفي يوليو عام 1980م بينما كان العجوز بو ينتظر أمام المحل ، ظهر كين وأطلق عليه النار في رقبته ، ولكن العجوز نجا بأعجوبة وتم اعتقال لكن مثل المرات السابقة أفرجت عنه المحكمة في انتظار الاستئناف وخرج وهو ينوي الانتقام من الرجل العجوز وأي شخص قد دافع عنه
ولكن القرية بأكملها شعرت أنها يجب أن تضع حدًا لتصرفات كين لأن القانون فشل في التعامل معه ، وقد أدى سكوتهم إلى مبالغته في إيذائهم ، وفي البداية لجأ سكان القرية للمحافظ والمدعي العام والمشرعين في الولاية ،ولكن أيًا منهم لم يتصرف ، لذلك لم يعد أمامهم سوى خيار واحد ، وهو أن يتصرفوا بأنفسهم
وفي ذلك اليوم وصل كين إلى حانة القرية ومعه بندقيته ، ولكن بينما هو جالس في شاحنته ومعه سلاحه تم إطلاق النار على كين ومات على الفور ، ولم تأتي إليه أي سيارة إسعاف
وعلى الرغم من وجود 46 شاهدًا محتملًا داخل الحانة ، إلا أن أحدًا باستثناء ترينا لم يشهد أمام القاضي ، وقد أثبتت التحقيقات أن كين تعرض لإطلاق النار من رجلين واحد من خلفه مباشرة والأخر من أمامه ، وقد شهدت ترينا أنه كان من بين القتلة رجل يدعى ديل كليمنت ، ولكن في النهاية لم تصدر أي تهم ضد أي شخص على الإطلاق ، وتخلصت القرية أخيرًا من كين ماكلوري