كان علي وإبراهيم إخوة ، توفيت والدهم حين كانوا صغارًا للغاية ، وتوفي والدهم بعد بعض الوقت ، ترك والدهم لهم بقرة ونخلة ، كان علي ماكر وكان طماع أيضًا ، أما إبراهيم فقد كان طيب وأمين
كان إبراهيم يثق في أخيه الأكبر علي ، قرر كلاهما أن يقتسما الإرث ، قال علي أنا سوف أكون عادلًا للغاية معك يا إبراهيم ، سوف أعطيك النصف الأمامي من البقرة كحصتك ، وأنا سوف أخذ نصفها الخلفي ، وكل منا يأخذ الربح من النصف الخاص به
بنفس الطريقة سنقسم النخلة سوف آخذ أنا الجزء العلوي من النخلة ، وأنت تأخذ النصف السفلي منها ، كان إبراهيم يحرص على أن يطعم البقرة الخضروات الطازجة والماء ، وبدأت صحة البقرة تتحسن ، وتعطي كميات كبيرة من الحليب
كان علي بالطبع يحصل على الحليب ، وكان يبيعه مقابل الكثير من المال ، ولكنه لم يقسم هذا المال مع إبراهيم ، وكان إبراهيم يسأل أخيه دائمًا عن حصته من المال ، وكان علي يرد عليه أنه يأخذ الحلين من حصته في البقرة ، وأن هذا الحليب يخصه كما كانت تنص الاتفاقية بينهم ، فكلًا منهم يحصل على ما يعطيه النصف الخاص به ، حينها لم يرد إبراهيم بأي شيء
ذهب إبراهيم ليسأل أحد الحكماء في المدينة ، فنصحه الراجل ببعض الكلمات التي همس بها في أذن إبراهيم ، في الصباح التالي كان علي يحلب البقرة ، حينها ضرب إبراهيم البقرة على الجزء الأمامي منها ، فبدأت البقرة تحرك أقدامها بعنف شديد
صرخ علي في أخيه إبراهيم يا غبي لماذا تضرب البقرة ؟ ، ألا ترى أنني أحصل منها على الحليب ؟ فأجاب إبراهيم إن الجزء الأمامي ملكي ، أفعل به ما أشاء ، هذه هي الاتفاقية بيننا
لم يستطع علي أن يقول شيئًا ، في النهاية وافق على أن يعطي إبراهيم حصة من المال ، فقال له إبراهيم لا أريد المال فقط ، بل عليك أيضًا أن تشاركني في العمل ، وتطعم البقرة وتعتني بها مثلي تمامًا ، وافق علي على ما قاله إبراهيم
أما فيما يتعلق بالنخلة فقد أخذ علي الجزء العلوي منها ، وقام بعمل فتحات فيها ، كان هناك سائل برائحة جميلة تخرج من هذه الفتحات ، كان هذا السائل يجمع في قدور ، وكانت هذه القدور توضع بالقرب من الفتحات ، وكان علي يبيع هذا السائل ، ولا يعطي إبراهيم حصته أيضًا من المال
ذهب إبراهيم للحكيم مرة أخرى ، فهمس له بنصائح ، وفي اليوم التالي كان علي على قمة النخلة ، يعدل من بعض الفتحات والقدور بالقرب منها ، في نفس الوقت قدم إبراهيم ليقطع الجزء السفلي من النخلة
صرخ علي على إبراهيم ، وحينها ذكره إبراهيم بالاتفاق بينهم ، فقال له أنا يمكنني أن أفعل أي شيء بالجزء الخاص بي ، لا يحق لك أن تسألني أو توقفني عن فعل أي شيء ، حينها أدرك علي غلطته ، وقال لإبراهيم لم أكن أخًا جيدًا لك ، أنا أشعر بالخجل من نفسي ، وأشعر بأنني كنت أناني ، أنا أطلب منك أن تسامحني ، وسأعتني بك جيدًا منذ اليوم وإلى الأبد ، ومنذ ذلك الحين عاش الأخوة في سعادة وتقاسموا الربح بحصص عادلة
القصة مترجمة من قصة : Fair Shares