كان الجو جميل والوقت ليل ، وكل ما في المزرعة يشعر بالطمأنينة ، وعم صوت الجنادب الذي يحدث نتيجة احتكاك الجناحين الأماميين ، وذات مساء توجه الحمار إلى مسكن الجنادب ، وظنت الجنادب أن أصواتها التي تصدرها قد أزعجت الحمار ، وأيقظته من نومه فقدموا أسفاً للحمار ، ولكن لم يكن ذلك هو سبب مجيء ، الحمار إلى الجنادب
تفاجئت الجنادب عندما أخبرها الحمار ، أن أصواتهم تعجبه وقد أزالت عنه تعب النهار وشكرهم ، على أصواتهم الحلوة ووقفت الجنادب ففرحت الجنادب ، بكلمات الحمار المفرحة
حيث أخبرهم أنه لم يسمع أصوات حلوة ، تعادل جمال أصواتهم من قبل ، وشكرت الحمار على كلماته الرقيقة ، التي زادت شعورهم بالفرحة والسعادة ، وقبل أن يرحل الحمار تساءل عن سر جمال أصواتهم
فلم تعلم الجنادب بما تجيب ، حيث يظن الحمار أنها أصواتهم لكن في الحقيقة ، هي أصوات تصدر من احتكاك أجنحتهم معاً ، فاجتمعوا ولم يعلموا ماذا يخبروا الحمار ، فقرروا أن يخبروا الحمار أنه أذا تناول قطرات الندى ، الموجودة على النباتات صباحاً ، سيصبح صوته مثلهم
فترك الحمار الجنادب وظن أن الجنادب ، تصدر أصواتها من حناجرها وقرر شرب قطرات الندى ، في الصباح حتى يصبح صوته جميلاً ، وعاد الحمار إلى مسكنه وأكمل نومه وعندما حل الصباح ، أتى راعي المزرعة ووضع له الطعام
ولكن كان الحمار ثابتاُ في مكانه ، فسأله الراعي : ما المسالة ؟ فعادة تقفز عند رؤيتك الطعام فماذا أصابك أيها الحمار ؟ ، فأخبره الحمار : أريد أن املك صوت جميل ، فعلي شرب قطرات الندي وليس ذلك الطعام
وخرج الحمار بحثاً عن قطرات الندى ، والتي تتكون نتيجة اختلاف درجات الحرارة ، من الدافئ إلى البارد نسبياً ، وراح الحمار يشرب قطرات الندى الموجودة ، على أوراق النباتات في المزرعة
بعد أن أنهى الحمار شربه لقطرات الندى ، وقف وسط المزرعة يغنى ولكن كان صوته ، كما هو مزعجاً للغاية ، فقد شرب كل قطرات الندى ، ولم يتحسن صوته بعد فظن أنه لم يشرب كمية كافية من الندى
فعاد ليبحث عن قطرات الندى ، لكنه لم يجد فالندى يجف سريعاً ، ثم فكر في نفسه وقال : أذن لا يوجد المزيد من قطرات الندى ، ولكن الندى هو ماء فعلي شرب الماء ، كثيراً حتى يصبح صوتي جميلاً ، فعاد إلى مسكنه وشرب كمية كبيرة من الماء ، وبدأ في الغناء لكن لم يتحسن صوته أيضاُ فقرر ، الانتظار حتى صباح اليوم التالي لالتقاط المزيد من قطرات الندى ، وفي اليوم التالي ظل الحمار ، يجمع قطرات الندى
وهمه الوحيد أن يجمل صوته القبيح ، ولكن الحقيقة أن الندى لا يجمل أصوات ، وأنهى الحمار شرب قطرات الندى كلها ، ووقف مرة أخرى وسط المزرعة ليغني ، ولكن ظل صوته كما هو لم يتغير
وذات يوم قرر المزارع الذهاب إلى السوق ، فحمل الحمار بعض الاغراض لكن الحمار ، الذي شرب قطرات الندى ، وامتنع عن تناول الطعام ، وخارت قواه وكان يشعر بالجوع الشديد والإعياء
ولكن ظل الحمار مصمماً على شرب قطرات الندى فقط ، وامتنع عن تناول العلف حتى يصبح صوته جميلاً ، وتفرح الحيوانات لسماع صوته ، ويوماً بعد يوم زاد اعياء الحمار ، وشعوره بالوهن والتعب ، وكان لا يقدر على النهوض من مكانه ، وأصابه التعب الشديد ومرض الحمار ، ولم يقوى على العمل أو الحركة ، لأنه امتنع عن الطعام وحاول أن يقلد غيره ، ولم يعلم أن كل مخلوق له سماته الخاصة التى تميزه ، فلا يجب تغييرها وتقليد الاخرين تقليداً أعمى
مترجمة عن قصة : THE FOOLISH DONKEY