تدور أحداث الرواية ، في سالف الزمان ، عندما أراد جحا ، أن يتم تعيينه قاضيا للبلدة ، فلم يكن هناك مكان خالي له ، فاقترح عليه الحاكم أن يأخذ منصب مساعد قاضي ، وبالفعل بدأ عمله وأصبحت له غرفة خاصة ، وفي إحدى القضايا التي عرضت عليه ، تصرف جحا بذكاء وفطنة شديدتين كعادته ، مما أثار اعجاب قاضي البلدة بأدائه كالتالي
بداية القصة:
يروى أنه في يوم من الأيام ، ذهب جحا إلى الحاكم ، وطلب منه أن يعينه قاضياً ، فاعتذر منه الحاكم لعدم وجود مكان خالي لهذه الوظيفة ، ولكن لا مانع لديه ، أن يعمل جحا مساعد عنده في حل القضايا التي يصعب حلها ، وأشار الحاكم بيده ، إلى غرفة بجواره قائلًا : هذه هي غرفتك يا جحا
المحكمة :
دخل جحا في الغرفة ، وجلس في زاوية منها ، ووضع بها صندوق جعل عليه أدوات كتابية ، وأوراق كثيرة ، وثابر على الحضور كل يوم
القضية:
وفي ذات يوم من الأيام ، أتى رجل إلى المحكمة ممسكاً بخصمه ، وهو يصيح بصوت عالي ، وقال للحاكم منفعلًا : يا سيدي ، هذا الرجل لا يعطيني حقي ، قال الحاكم : وما حقك ؟ ، فقال له الرجل : هذا الحطاب قطع ثلاثين قنطار من الحطب لتاجر البلدة ، وكان كلما يقطع قطعة ، كنت أشجعه وأقول له هيلا هوب فأقويه أكثر على القطع ، وانتفع هذا الحطاب بمساعدتي ، ولما أخذ الأجر لم يعطني شيئًا منه مقابل أتعابي
فسأل الحاكم الحطاب : أحقاً حدث ما يقول هذا الرجل هيلا هوب ؟ ، فأجاب الحطاب : نعم كان يقول ذلك ، فحير الحاكم في هذه المشكلة ، ولكن الحاكم لم يظهر حيرته أمام الخصوم ، وتصرف أمامهم بلباقة
ذكاء جحا :
فقال الحاكم : إن مثل هذه المشكلات ، تعرض على مساعدي الجالس ، في هذه الغرفة ، التي بجانب غرفتي ، فاذهبا إليه ، فذهب الرجلان لجحا ، الذي كان جالساً في الغرفة المجاورة ، بينما وقف الحاكم خلف الباب ، يستمع إلى ما يسفر عنه حكم جحا
فسمع جحا مقدمات الشكوى ، ثم التفت إلى صاحب الشكوى ونظر إليه ، ثم قال له : لك الحق فيما طلبت ، وإلا ما معنى أن تقعد أمامه ، وتتعب كل هذا التعب ، وهو يأخذ الأجر كله ، قال الحطاب : يا سيدي ، أنا قطعت الحطب كله ، وهو يتفرج عليّ ، فأي حق له في الأجر
فقال له جحا بحزم : اسكت فان عقلك لا يدرك هذا ، وطلب منه أن يسلمه كل الدراهم التي قبضها ، فسلمه اياها ، فأخذ جحا كل الدراهم من قاطع الحطب ، وأخذ يعدها ، وقد رفع يده لتحدث الدراهم عند وضعها رنيناً مسموعاً ، ولما أتم عد الدراهم ، قال للحطاب : خذ دراهمك ، ثم التفت إلى الرجل الآخر قائلًا : وخذ أنت صوتها .! ، وهكذا كان حكم جحا أن أجر صاحب الشكوى صوت الدراهم ، وقد سمع القاضي حكم جحا ، وأعجب اعجاباً شديداً ، بفطنته وذكاؤه
من نوادر حجا