يعد الإيثار صفه من أفضل الصفات التي يحبها الله عز وجل في عباده المخلصين ، فهي تزيد المحبة بين الخلق ، وتجعل قلوبهم متآلفة ، وهناك العديد من قصص الإيثار ليست فقط بين بني البشر ، ولكن بين كل المخلوقات ، وقصة اليوم وقعت بين غلام وكلب
الغلام الفقير يؤثر الكلب على نفسه :
يروي أن غلامًا كان يحرس حديقة نخيل ، وكان هذا الغلام تقيًا قوي الإيمان طيب الخلق ، وذات يوم جاء وقت تناول الطعام ، فأحضر الغلام طعامه ، وكان ثلاثة أرغفة من الخبز ، فأمسك برغيف منها ، وسمى الله قبل أن يأكل
وفجأة رأى كلبًا يجري نحوه ، وهو يلهث ، واقترب منه وركز نظره على يديه ، ففهم الغلام أن الكلب جائع ، فألقى له الرغيف الذي في يده ، فأكله الكلب بنهم وشراهة ، ثم عاد ينظر للغلام مرة ثانية ، فألقى له الرغيف الثاني فأكله ، ومرة ثالثة ، نظر الكلب للغلام ، فأسرع وقدم له الرغيف الثالث ، فأكله الكلب ، ثم انصرف
حوار الرجل الغريب مع الغلام :
هذا المشهد العجيب شاهده رجل صالح معروف بالكرم دون أن يلاحظه الغلام ، فأقترب منه وسأله : ما قدر طعامك في اليوم يا غلام ؟ ، فقال له : ثلاثة أرغفة من الخبز ، يحضرها لي صاحب الحديقة كل يوم ، فقال الرجل فلما فعلت ذلك مع الكلب ؟ قال الغلام : لأن أرضنا هذه لا تعيش فيها كلاب ، وأظن أن هذا الكلب جاء من مكان بعيد ؛ ليبحث عن طعام بعد أن اشتد به الجوع ، فكرهت أن يعود جائعًا
قال الرجل : وماذا ستأكل اليوم إذن ؟ ، رد الغلام قائلًا : لن آكل وسأصبر إلى الغد ، فقال الرجل وهو يحدث نفسه : يلومني الناس على سخائي وكرمي ، والله إن هذا الغلام أسخي مني
جزاء الإيثار :
وترك الرجل الغلام ، وذهب إلى أصحاب الحديقة التي يعمل بها الغلام ؛ فاشتراها بما فيها ، ثم أعطاها هدية للغلام ؛ إعجابًا بما فعل ، وتقديرًا لحسن خلقه ، وكريم عطائه
فالغلام أحس بأن الكلب جائع ، فأعطاه ما لديه من طعام ، وبات وهو يعاني من الجوع ، ولم يفكر في نفسه بقدر ما فكر في ذلك الحيوان الأبكم ، وكان جزاء ما صنع أن أصبحت الحديقة ملكًا له ، بالإضافة إلى الثواب العظيم من الله يوم القيامة