أكل الثور حتى شبع ثم صار يبحث عن ماءٍ ولكنه لم يجد ما يطفئ عطشه ، فبدأ يصدر خوار قوي ومتواصل اهتزت له الوديان والجبال ، فسكت برهة من الزمن ، ثم بدأ الصوت الذي يصدره نفسه يتردد والثور في حالة اندهاش ، فقد ظن أن هناك ما يقلده ويسخر منه فهاج الثور كعادته وظل يبحث من هو الذي يجرؤ على تقليده ويسخر منه
ثم صار مسافة طويلة حتى لقي الكلب وسأله ، هل أنت أيها الكلب الذي يقوم بتقليد صوتي ثم قال له الكلب أنا صوتي هو النباح ولا أستطيع تقليد أحدًا من الحيوانات أرجو أن تبتعد عني فأنا لا أستطيع مقاومتك ، ثم صار في طريقه فوجد الحصان ثم سأله هل أنت الذي يقوم بتقليد صوتي فقال له الحصان أن صوتي هو الصهيل لا أستطيع تقليد أي من الحيوانات ثم قال له ابتعد عني فانا لا أقدر على مقاومتك
ثم صار الثور ولقي الحمار في طريقه ثم سأله هل أنت الذي يقوم بتقليد صوتي فقال له الحمار ان صوتي النهيقُ فلا أستطيع تقليد صوت أحدٍ من الحيوانات فابتعد عني فأنا لا أستطيع مقاومتك ، ثم اتبع السير فلقي الدب في طريقه وسأله هل أنت الذي تقوم بتقليد صوتي وتسخر مني
فقال له الدب إلى متى سوف تظل ثورًا طائشًا ومتسرعًا لا تميز بين الأصوات فلا يوجد أي حيوان بإمكانه تقليد صوتك لأنه صوتًا مزعج ومنفرًا ، وأثناء ذلك مر الحمار بالقرب منهما هل لك أن تسمعنا النهيق لكي يستمع الثور إليه ، فقال الدب لثور إنما ما سمعته الآن هو نهيق الحمارٍ ، ثم تلاه بعد قليلٍ الصدى ، والصدى الذي كنت تسمعه ما هو إلا صدى الخوار الذي كان يصدر عنك أيها الغبي ، هل لك أيها الثور أن نستمع لصوتك ثم ننتظر قليلًا حتى نستمع إلى الصدى ، ثم اعتذر الثور بسبب الإزعاج الذي سببه لهم وقال سوف اعتذر لكل من الحمار والكلب والحصان ، ثم قال له الدب أنصحك أن تتأكد أولًا قبل أن تتهم أحدًا
معزى القصة : التأكد أولًا من كلامنا قبل أن نلفظه
من حكايات كليلة ودمنة