يبدو أن هناك أمرًا لا يقلق الأغنام في حظيرتها فهي تجتمع في دائرة وتتلامس رؤوسها وقرونها ، فإن هالة من الغضب الشديد تجتاحها وتنكد عليها عيشها فهي تتهامس فيما بينها لماذا جاء صاحبها الراعي بهذا الكلب الضخم إلى المزرعة ، لماذا يظل خلفها في ذهابها وإيابها
ولماذا يراقبها وينهرها وكأن لا عمل له إلا السعي ورائها ، ومع كل ذلك فإن الراعي يختصه برعايته و عنايته ، ولهذا قررت الأغنام أن تشكو الأمر إلى صاحبها وفي المساء وبعد عودة الأغنام من المرعى تقدمت الأغنام إلى الراعي ثم قالت بصوت واحد حزين مااء ، يا صاحبنا وراعينا نحو نشعر بالحزن والألم الشديد
بسبب أننا نراك تهتم بأمر الكلب أكثر من اهتمامك بأمرنا ، حيث أنك وتُدلله وتطعمه وتلهو معه ، وهو لا يقدم لك أي شيء مثل ما نقدمه لك نحو فنحن نعطيك الصوف والحليب والمال وهو لا يعطيك غير العدو والنباح ، فنحن نعطيك كل شيء في حين لا تعطينا أنت أي شيء
طعامنا هو الحشائش نبحث عنه بأنفسنا ونلهو بأنفسنا ، فلماذا تلك المعاملة ونحو لم نسئ إليك يوميًا ، ولم تنتبه الأغنام أن الكلب كان يستمع إلى حديثهم ، وقبل أن يجيب صاحبها ، تقدم الكلب لهم بود وقال لهم إن الحق معكم فيما قلتم
فأنا لا أنكر ذلك ولكن أنتم مع ذلك نسيتم أمرُ هام جدًا فلولا رعايتي لكم وحراستي الدائمة لكم لكنتم فريسة لذئاب والضباع ولا يمكن حينها أن تقدموا لصاحبكم اللحم والصوف ولهذا لابد من الاهتمام بي لأبقوا قويًا قادرًا على حراستكم ورعايتكم ، ثم أدركت الأغنام خطأ تفكيرها وندمت وارتاحت لكلام الكلب ، ومنذ ذلك العهد راحت ترعى مسرورة بحراسة الكلب الشجاع الذي يسهر على آمنها وسلامتها