قصة جاك قاتل العملاق

منذ #قصص اطفال

في عهد الملك آرثر الشهير ، عاش هناك بأرض انكلترا ، وبالتحديد في مقاطعة كورنوال ، مزارع نشيط ، كأنه لديه ابن وحيد يدعى جاك

كان جاك صبي جريء يعشق سماع قصص العمالقة والجنيات ، ومطاردة الأشرار ، ويهوى القراءة عنهم وكان أحب وقت لديه ذلك الذي يقضيه مع أمه وهي تقص عليه قصص الفروسية والشجاعة ، ويحكي فيه أبوه عن الأعمال العظيمة للفرسان الشجعان مثل الملك آرثر

كان جاك يخرج كل يوم لرعاية الأغنام والثيران في الحقول ، وكان يتخيل نفسه دائمًا محارب عظيم فكان يمارس بعض الرياض والألعاب القتالية مع نفسه ليسليها أثناء الرعي ، وكان جاك مصارعًا جيدًا حينما يدخل في منافسة مع  الأطفال دائما يكون هو المنتصر

وفي تلك الأيام كان هناك عملاق ضخم يعيش أعلى جبل سانت مايكل بكورنول ، كان طوله يتخطى الثمانية عشر قدم ، وكان يسبب الرعب لكل مقاطعة كورنول فحينما يشعر بالجوع ، كان يهجم على البيوت ويلتهم الماشية ويسرق الثيران والخنازير والأغنام ويعود بهم إلى كهفه حتى ينفذ ما لديه ويشعر بالجوع ، فيعيد الكره مرة ثانية

عانى أهل كورنول من شر هذا العملاق ، وتمنوا لو استطاع أحد أن يخلصهم منه ، فشعر جاك أنه يستطيع أن يعل ذلك فهو جريء وشجاع ، لذا قرر جاك أن يقتل العملاق ، وأخذ معه قرن ثور ، ومجرفة ، ومعول ، وفانوس مظلم ، وصعد إلى الجبل في وقت مبكر من ليل الشتاء الطويل

وهناك ظل يعمل طوال الليل ، وقبل أن يبزغ نور الصباح حفر حفرة كبيرة طولها اثنين وعشرين قدمًا ، وغطاها بالعصي والقش ووضع عليها بعض التراب ليجعلها تبدو تمامًا مثل الأرض الصلبة ، ثم وضع قرن الثور على على فمه ، ونفخ فيه فخرج منه صوت عالي وله صدى طويل أيقظ العملاق

فجاء العملاق مسرعًا إلى مصدر الصوت ، فلما رأى جاك جرى باتجاهه كأنه الرعد ، لم يخشى منه جاك ولم يتحرك من مكانه بل على العكس ، قال له أيها العملاق الشرير لقد دمرت بلدتي وستدفع ثمن ذلك غاليًا ، وما هي إلا ثواني حتى زلت ساق العملاق ووقع بالحفر التي حفرها جاك وغطاها في حيلة ذكية

حاول العملاق أن يخرج من الحفرة ولكن عاجلة جاك بمعوله ، فضربه ضربة قوية على الرأس قتلته في الحال ، فأسرع جاك يخبر أصدقائه ويفرح أهل كورنول بذلك النبأ العظيم ، فلما سمع قضاة كورنول بذلك العمل الباسل ، أرسلوا إلى جاك يشكرونه وأطلقوا عليه لقب جاك قاتل العملاق ، ومنحوه سيفًا وحزامًا كتب عليه بحروف من ذهب: هذا هو الكورنيشمان الباسل الذي قضى على العملاق كوروموران

ذاع صيت شجاعة جاك  في الأجزاء الغربية من إنكلترا ؛ حتى سمع عنه عملاق آخر يُدعى أولد بلوندربور وتعهد بالانتقام منه ، وكان لهذا العملاق قلعة مسحورة وسط أكوام كبيرة من الخشب ، وبعد أربعة أشهر من وفاة كورموران العملاق ، كان جاك يقوم برحلة إلى ويلز ومر عبر هذا الخشب ؛ ولما غلبه التعب جلس يستريح بجانب نافورة المياه الراقصة ، وهناك سقط في نوم عميق

فلما جاء العملاق إلى نافورة المياه ليشرب وجد جاك هناك ؛ وعرف من الكلمات الذهبية على حزام جاك من هو ؟ ، فرفعه العملاق برفق ووضعه على كتفه لينقله معه إلى القلعة ، وبينما هو سائر به استيقظ جاك وشعر بالخوف والأسف حينما وجد نفسه بين براثن العملاق بلوندريور

وحينما وصلا إلى القلعة رأى جاك منظر بشع لجماجم وعظام الرجال والنساء تغطي أنحاء القلعة ، ودخل به العملاق إلى غرفة وضع بها قلوب وأطراف الأشخاص الذين قتلهم مؤخرًا ، وقال لجاك بنظرة صارمة وهو ينزله من على كتفه : ما أطعم قلوب الرجال ، إنها رائعة مع الفلفل والخل انها أجمل طعام أتناوله ، وقلبك سيكون وجبة لذيذة أيها الفارس الصغير ، قال هذا وأغلق الباب على جاك ، وذهب لجلب عملاق أخر يعيش معه بنفس القلعة ليستمتعا سويًا بالعشاء اللذيذ

في تلك الأثناء سمع جاك صراخ وعويل يأتي من أجزاء مختلفة بالقلعة ، وبعدها بدقائق سمع صوت حزين يقول : أيها الفارس الشجاع أسرع وفر بعيدًا حتى لا تكون فريسة لذلك العملاق ، فحينما يعود سيأتي بشقيقه وهو أكثر وحشية منه ، سوف يعذبك قبل أن يقتلك ، أسرع بالهرب من هنا على الفور

حينها تذكر جاك سيفه الذي منحه له القضاة ، فاستله وقطع الحبال التي قيده بها العملاق واختبئ حتى ظهر العملاق الأول فقتل بالسيف وبعدها فعل مع العملاق الثاني مثلما فعل بشقيقة ، وبحث عن مفاتيح القلعة في جيب العملاق بلوندربور

وذهب يبحث عن مصدر الصوت الذي سمعه ، فعُثر على ثلاث سيدات مربوطات بشعر رؤؤسهن ، ولم يذقن الأكل منذ أيام بعد أن قتل العملاق أزواجهن ، فطمأنهم جاك وقال لهم : لا تقلقوا لقد وضعت حدًا للعمالقة وقتلتهم جميعًا ، وتلك القلعة هدية لكم خذوا مفاتيحها واستمتعوا بثرواتها

لم يأخذ جاك شيء من ثروات العمالقة لنفسه ، وأكمل رحلته إلى ويلز بأسرع وقت وعندما حل الليل كان جاك قد وصل إلى واد وحيد بين اثنين من الجبال الشاهقة ، وظل سائرًا لعدة ساعات دون أن يرى أي منزل ، وبعد فترة لاح له من بعيد منزل كبير ففرح جدًا ، وذهب إلى البوابة وأخذ ينادي أصحاب المنزل بصوت عالٍ

وكانت المفاجأة حينما وجد عملاق وحشي يفتح له الباب ، فتظاهر جاك أنه تائه وطلب مساعدة العملاق ، فاستضافه العملاق في بيته وأوصله إلى غرفة يرتاح بها ، لم يلبث جاك في العملاق ويلز وجاء بكومة من الخشب ووضعها في سريرة وغطاها ، واختبأ خلف الخزانة ، وفي الليل سمع وقع أقدام العملاق ، فنظر من بعيد فإذا به يرى العملاق ومعه مطرقة يهوي بها على سريره ظنًا منه أن جاك نائم به

وبعدما سمع العملاق صوت انكسار الخشب ظن أنها عظام جاك ، فغادر إلى غرفته ونام وفي الصباح استيقظ العملاق وجلس على مائدة الطعام ، واندهش حين رأى جاك واقفًا أمامه يلقي التحية ، فسأله هل نمت جيدًا بالأمس فقال جاك : نعم جيد جدًا وجلس يتناول الإفطار مع العملاق

فتعجب العملاق وسأله ألم تشعر بأي شيء بالأمس ؟ فقال جاك : فقط بعض الجرذان خبطتني وأنا نائم بذيلها ، فتعجب العملاق من قوة جاك ، كيف يشعر أن ضربة مطرقة كضربة جرذ ، وأراد جاك أن يكمل حيلته فادعى القوة أمام العملاق وحاول أن يبين له أنه يأكل أكثر منه ، فوضع في ملابسه حقيبة وأخذ يسقط فيها الطعام الذي يتناوله ، فيظن العملاق أنه يأكل بنهم

وبعدها قال جاك للعملاق : أنا استطيع أن أخلع رأسي وأعيدها ثانية على كتفي ، وأبقر بطني فيخرج الطعام من معدتي وأغلقها ثانية ، وسأثبت له صدق قولي ، وعلى الفور أمسك جاك السكين وبقر الحقيبة فخرج منها الطعام ، وبعدها ظل حيًا ليس به شيء ، فاغتاظ العملاق وأخذ منه السكين ووضعه في بطنه ، فسقط قتيلًا على الفور ، وهكذا استطاع جاك بذكاء أن يقتل العملاقة الأربعة ، ويمضي في رحلته إلى الملك أرثر بسلام

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك