من الحكايات الجميلة التي ما يزال الأجداد ينقلوها للأحفاد ، حكاية الفتى الذي جعله الملك فارسًا ، وتدور الحكاية حول شاب لقيط لم يكن يملك من نصاب الدنيا إلا حبة من شعير ، وكانت هي الميراث الوحيد الذي ورثه الفتى عن أبويه ، فقرر الفتي أن يسير في بلاد الله الواسعة بحثًا عن الزرق والمغامرة
وانطلق الفتى وهو لا يحمل من الزاد سوى حبة الشعير ، ثم حل عليه الظلام بعدما سار مسافة طويلة ، فطرق بيت مزارع طالبًا المأوى وقبل أن ينام ، قام بوضع حبة الشعير على عتبة الباب ، ثم قال لصاحب الدار هذه الحبة هي كل ما أملك وأمل ألا يسلبني أحدًا إياها فرد علية المزارع لا تقلق يا ولدي ، ثم قال كن مطمئنًا لا شيء يضيع عندنا ، ثم نام الفتى مطمئن البال
ولكن ديكًا أقبل ثم التقط بمنقارة حبة الشعير ، ثم قال المزارع في الصباح لقد آكل الديك حبة الشعير التي تملكها ، لكن لا تحزن يا ولدي وخذ الديك بدلًا منها ، فأخذ الفتى الديك ثم مشى في طريقه وحينما حل المساء طلب المآوى بمزرعة أخرى ، ولما أبدى قلقه بخصوص الديك ، قال له صاحب المزرعة لا تقلق ونم مطمئنًا ، ثم نام الفتى ولكن كبشًا هاجم الديك ومزقعه اربًا إربًا
فقال له المزارع عند الصباح لا تجزع وخذ الكبش بديلًا من الديك ، ثم رحل الفتى وهو يجر الكبش بحبل طويل وقضى الليل بمزرعة أخرى حيث نطحت بقرة الكبش وأهلكته فأخذ البقرة بديلًا عن الكبش ، ثم صار بالبقرة حتى وصل لمزرعة أخرى وهناك رفس حصان قوي البقرة حتى ماتت ، فأخذ الحصان بديلًا عن البقرة ، لم تسع الدنيا الفتى من الفرح وقفز من فوق رأس الحصان ، ثم اتجه مباشرة لقصر الملك والذي جعله فارسًا من فرسانه الشجعان ، وهكذا عاش الفتى فتى شجاعًا سعيدًا ولكنه لم ينسى حبة الشعير التي ورثها عن أبويه والتي كانت سببًا من أسباب سعادته