مع انتشار الإنترنت وتقنياته وتطبيقاته الكثيرة بات المستخدمون ، في خطر دائم بسبب ما يعرف باسم الهاكرز وهم من يتطفلون على أجهزة الحواسيب ، ويخترقون المواقع ويحصلون على بيانات العملاء ، إلا أن هؤلاء المخربون وجدوا أمامهم حائط لصد هجماتهم تلك ، فيما عرف باسم ذوو القبعات البيضاء ، أو White hat hackers ، وهم القراصنة الإلكترونيون ، الذين يمكنهم سد الثغرات التي ينفذ من خلالها الهاكرز ، غير الأخلاقيين للأنظمة الإلكترونية.
وهذه قصص لبعض القراصنة من ذوي القبعة البيضاء .
مارك ميفريت ، مرحلة الطفولة أنتجت للمجتمع عقلاً استثنائياً : مارك مايفريت بدأ شغفه بعلوم الحاسب ، منذ فترة المراهقة حيث انجذب إلى تعلم كل ما هو جديد ، في عالم الحواسيب والتقنية ، الأمر الذي مكّنه من تعلم الكثير من المهارات ، في برامج الحاسب ولغاته ، والتي بعد أن أتقنها بدأ في مرحلة اختبارها ، في قدرته على اختراقها ، فبدأ تجربته بأحد أنظمة المعلومات التابعة للحكومة الأميركية .
لم يلبث مارك سوى بضع أيام ، حتى وجد طرق على باب منزله ، وعدد من عملاء الاستخبارات الأميركية ، ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية فوق رأسه ، وبعد قضاء عدة ساعات معهم ، من أجل معرفة من حرّضه ، على اختراق هذا الموقع التابع للحكومة ، ولماذا استهدف هذا الموقع ، لينتهي الأمر بإطلاق سراحه دون توجيه أية تهم رسمية إليه ، إلا أنه تم التحفظ على الحاسب الآلي الخاص به .
بعد تلك الواقعة ، اكتشفت الاستخبارات الأميركية أن مارك محترف بالفعل ، فرأووا أن تجنيده لديهم ، سوف يمكنهم من الاستفادة من خبراته هذه ، فتم توظيف مارك استشارياً ، بنفس الهيئة التي كادت أن تسجن مارك جراء اقتحام أنظمتها ، وكان مارك مازال مراهقاً .
بالطبع وجود مراهق في تلك الوظيفة ، منحه الكثير من الشهرة ، وبرع هو أيضاً بعدما تولى مهامه ، حيث نجح في سد بعض الثغرات التي عانت منها ، شركة مايكروسوفت ، ثم انتقل ليعمل لحساب الأمن الإلكتروني ، الخاص بالكونجرس الأميركي ، ليفتتح بعد ذلك شركته الخاصة ، المعروفة باسم eEye للأمن الإلكتروني ، وذلك من أجل الاحتراف في عمله وتحقيق ذاته.
كيفين ميتنيك، التحول من أخطر قراصنة العالم إلى أشهر مقاومي الاختراق: عرف عن كيفن ميتنيك Kevin Mitnick ، أنه واحداً من أشهر قراصنة الاختراق ، للنظم الأمنية والمواقع الإلكترونية ، وهو أحد أبناء ولاية كاليفورنيا ، وكان قد ولد عام 1963م ، لأبوين على خلاف دائم ، هذا الخلاف الذي عزز من بقائه وحده برفقة حاسبه الآلي ، وقضاء ساعات طويلة للغاية أمام شاشته .
اكتسب كيفين بعض المهارات ، من خلال البحث والتنقيب في برامج الحاسب ، فوجد متعته وشغفه الذين فقدهما ، وفي عمر السادسة عشرة تمكن كيفين ، من اختراق نظام مدرسته ، ليس من أجل أن يعمل على تعديل درجاته ، وإنما من أجل أن يثبت قدرته ومهاراته الخارقة .
امتلك كيفين تاريخاً طويلاً من الاعتقالات ، بسبب قيامه باختراق أنظمة مؤسسات كثيرة ، كانت أولى محاولاته في عام 1981م ، عندما اقتحموا نظام شركة Cosmos ، المالكة لقواعد بيانات شركات الهاتف الأميركية ، للتحكم في سجل المكالمات لديهم ، وفي هذا الوقت نال كيفين حكماً بالسجن ، لثلاث أشهر مع المراقبة نظراً لكونه مراهقاً ، في هذا الوقت .
كانت المرة الثانية ، عقب مرور عامين من الواقعة الأولى ، حيث اخترق كيفين أنظمة ARPAnet ، المكافئة لشبكة الإنترنت آنذاك ، ونجح كيفين في اختراقها والمرور إلى شبكة البنتاجون ، وحكم عليه بالسجن لستة أشهر ، باعتباره حدثاً في سجن ولاية كاليفورنيا .
المرة الثالثة ، كانت عندما استطاع كيفين الحصول على أكواد ، شركتي نوكيا وDEC ، وسجن لمدة خمس أعوام حوّلته إلى شخص جيد في هذه المرة .
بعد خروجه من محبسه في المرة الثالثة ، أسس كيفين شركة خاصة به ، عرفت باسم Mitnick Security Consulting ، وكانت مهمتها مساعدة العملاء في تحصين ، قواعد بياناتهم وأنظمة شركاتهم ، واختبار أنظمة الحماية والأمان بها ، ليعمل محارباً ضد اختراق النظم الإلكترونية ، ويصبح أحد أهم مقاومي الاختراق الشبكي حول العالم .