في يوم من الأيام يحكي أنه كان هناك رجلاً فقيراً ، كان يتسكع في الطرقات ، علّه يجد ما يسد به رمقه ، ولم يكن يملك الا قطع من الخبز الناشف ، لدرجة الصلابة ، حتى أنه يصعب كسره ، ناهيك عن أكله
البائع والفقير :
وبينما هذا الفقير يتجول ، باحثاً عن قوت يومه ، لمح أمام أحد المحلات ، قدر على النار ، فذهب إلى هذا المحل وناشد ذلك البائع ، أن يهبه قليلاً من الطعام ، لكن البائع رفض بشدة أن يمنحه شيئاً من دون مقابل !رد فعل الفقير :
فما كان من الرجل الفقير ، إلا أن يعرض الخبز الجاف الذي معه ، للبخار الذي يخرج من القدر ، ليجعل الخبز طرياً فيأكله ، و بينما هو على هذا الحال ، لمحه البائع ، فطالبه البائع أن يدفع له مقابل البخار ! فتشاجرا واحتكما إلى قاضي البلدة
القاضي:
سمع القاضي قصتهما ، وقد شرح كلاً منهما للقاضي حجته ، فأمر القاضي ببعض الدراهم ، و نادى على البائع ، وقال له : خذ ، وهو يرمي بالدراهم على الطاولة ، محدثاً رنيناً عالي الصوت ، هذا حقك !قصة المثّل:
ثم استعاد القاضي الدراهم إلى جيبه ، فصاح البائع : أين حقي ؟! أنا لم اقبض شيئاً !!.. فرد عليه القاضي : من يبع بخار الماء ، يقبض رنين الدراهم ، فصارت مثلاً شهيراً ، وذلك بعد أن ترددت القصة على ألسنة الناس ..