من الناس من يبخس الأشياء حقها ، ولا يعرف قيمتها الحقيقية فيتهاون بها ، ويفرط فيها بسهولة ، ولا يشعر حتى بتأنيب الضمير أو الخطأ ، فلا يعرف قيمة الأشياء سوى أصحابها ، فما هو لديك عزيز وغالي قد لا يساوي شيئًا عند غيرك ، وفي هذا ضرب المثل القائل اللي ما يعرف الصقر يشويه
قصة المثل :
يقال أنه في قديم الزمن كان هناك رجلاً يمتلك صقرًا غاليًا وعزيزًا عليه ، وكان هو مصدر رزقه الوحيد ، فعليه كان يعتمد في صيد الحبارى التي يبيعها أو يأكل منها هو وأسرته ، وفي يوم كثيف الغيوم لا يناسب الصيد أطلق الرجل صقره سعيًا وراء الرزق ، ولكن الصقر على غير عادته تأخر ولم يعد
فظل الرجل ينتظر وينتظر لكن دون فائدة ، فأخذ يجوب المكان بحثًا عنه ، ولكن دون أثر ، وبينما هو سائر وجد راعيًا عند إبله ، فسأله عن طيره وإن كان قد رآه ، فقاله له الراعي أنه رأى طيران يتقاتلان أسفل الشجرة ، فقرعهما بعصاه وذبحهما ، وها هما على النار ينتظر شوائهما
فبهت الرجل صاحب الصقر لما سمع ، وأصابه الهم والحزن وانفجر في الراعي قائلًا : ماذا فعلت ، أتشوي الصقر إنه لا يؤكل ، فما كان من الراعي إلا أن قال له : صقر أو غيره كلها طيور ، فأطلق الرجل هذا المثل في الراعي قائلًا : اللي ما يعرف الصقر يشويه
أي من لا يقدر قيمة الصقر ولا يعرفه يفعل به أي شيء ، ويعامله معاملة باقي الطيور ، وهكذا الحال مع كل الأشياء القيمة لدينا ، فمن لا يعرف قيمتها ومدى أهميتها بالنسبة لنا يهدرها ويفرط فيها