كعادة الأمثال الشعبية لم تترك موقفًا يمر في العلاقات والتعاملات بين الناس ، إلا وعبرت عنه بخفة وظل وفصاحة منقطعة النظير ، وهذا المثل من الأمثال الرائجة التي حظيت بمكانة كبيرة في التداول بين الناس ، وهو يضرب فيمن يخطئ ويشعر بأن الجميع يعلم بأمره ؛ في الكاذب حينما يكذب ويصيبه التوتر والقلق ، في السارق حينما يسرق وينظر إليه أحد ، في القاتل حينما يقتل ويشعر أن هناك من يعلم بجرمه ، كلها مواقف يضرب فيها ذلك المثل
قصة المثل :
وقعت تلك القصة في قرية في الزمن الماضي ، حيث حدثت سرقة لرجل مسن حينما تلصص أحدهم على بيته وسرق من عنده دجاجه ، فذهب الرجل إلى شيخ القرية ، وكان رجلًا ذكيًا لديه من الفطنة والكياسة ما يعينه على حل المشكلات ، واشتكى له الرجل سرقة دجاجته ، وطلب منه أن يعيدها له
فجمع شيخ القرية أهلها وخطب فيهم ، وأخذ يتكلم عن السرقة وجزاء السارق ، فأخذ الناس يسبون السارق وينعتونه بأسوأ الألفاظ ، ومنهم السارق نفسه لكي يبعد التهمة عنه كان يسب ، وسأل الناس الشيخ عن السارق وهل يعرف هويته أم لا ؟ فقال أنه يعرفه ، وهو حاضر معهم وواقف بينهم ، فأخذ الناس يتساءلون من هو ؟فقال الشيخ هو من على رأسه ريشة ، حيث افترض الشيخ أن السارق نسى أن ينظف نفسه من بعض الريش العالق من الدجاجة أثناء سرقتها ، وهنا رفع السارق يده بشكل تلقائي ليتحسس الريش الذي على رأسه ، فعرفه الشيخ وأشار إليه وقال هذا هو السارق ، ومن حينها انطلقت تلك الجملة مثلًا تضرب فيمن يخطئ ويشعر بانكشاف أمره