يضرب هذا المثل في الحاكم الظالم الذي يستعبد شعبه ، ويجور عليهم ، أو على الزوج حينما يصدر الأحكام رافضًا أي مناقشة من الزوجة أو الأبناء ، أو في من كل من لديه منصب يستطيع به التحكم فيمن هم تحت إمرته
قصة المثل :
ارتبط اسم بهاء الدين قراقوش والي صلاح الدين الأيوبي على عكا بهذا المثل ، وقد كان هذا الرجل من أروع القادة وأشجعهم حتى إنه وقع مرة في الأسر ، وافتداه صلاح الدين بعشرة ألاف دينار ، وقد ولي حكم القاهرة وضيق الخناق على الفاطميين حتى أنه ألفوا عليه كتاب لمحاربته ، أسموه الفاشوش في أحكام قراقوش
وقد حولت تلك القصص الموجودة بالكتاب شخصية قراقوش إلى شخصية حمقاء ظالمة ، وهذا ما يتنافى مع الواقع الذي كان عليه ، ولكن ابن مماتي الذي خلد الزمن كتابه وصفه بتلك الصورة ، ومن القصص التي وردت في الكتاب عن حكم قراقوش ، أنه في أحد المرات ذهب لص ليسرق من أحد المنازل
وأثناء السرقة انهار المنزل ، فذهب أهل السارق يشتكون إليه صاحب المنزل ، فأمر قراقوش بإحضاره وعندما سأله قال : هذا ليس ذنبي بل ذنب البناء الذي بنى البيت ولم يحسن البناء ، فأمر بإحضار البناء وعندما سأله قال : هذا ليس ذنبي بل ذنب المرأة التي مرت بجواري بلبسها الزاهي ، فنظرت إليها فأخطأت
ولما حضرت المرأة أمامه وسألها ، قالت هذا ليس ذنبي بل ذنب التاجر الذي باعني الثوب ، فأمر بإحضار التاجر ولما سأله قال : هذا ليس ذنبي وإنما ذنب الصباغ الذي صبغ الثوب ، فأحضر الصباغ وحكم عليه بالإعدام شنقًا ، وعند تنفيذ الإعدام وجدوا أنه أطول من المشنقة ، فأخبروا قراقوش بذلك ، فقال لهم: أحضروا صباغًا أقصر وأعدموه ، فكلمهم في الجرم سواء
وشكا رجل إلى قراقوش أحد التجار لأنه أكل عليه أمواله ، فاستدعى قراقوش التاجر وسأله عن السبب ، فقال التاجر : ماذا أفعل يا مولاي ، كلما ذهبت له لأسدد دينه لا أجده ، ففكر قراقوش قليلًا ثم قرر حبس الرجل صاحب الدين حتى يستطيع المدين أن يستدل على عنوانه بسهوله حين يأتي لرد الدين