تقول أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عام، تزوجت منذ فترة لاتزيد عن الستة أشهر،
علاقة ارتباطي بزوجي وُلدت بعد قصة حب كبيرة قبل الزواج ورغم كل هذا الحب الذي لايمكنني وصفه إلا أن حياتي بعد الزواج انقلبت الى جحيم بطريقة يمكنني وصفها بأنها أسوء أيام حياتي.
بدأت القصة التي أعيش عواقب نتائجها السلبية اليوم منذ سنتين عندما انتشر استخدام الناس لموقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك وصار الجميع بمتلكون حسابات شخصية لهم عليه،
وذات يوم طلبت مني أحدى صديقاتي أن أنشيء لنفسي حساب على الفيس لنستطيع التحدث والتواصل معاً طوال اليوم.
وافقتها على تنفيذ ذلك وفتحت حساب لي وكان مبدأي يرفض إضافة أي شاب لأني على يقين بأن هذا يعد من باب الإختلاط المُحرم،
وفي مرة وأنا أُتابع أحدث الأخبار على صفحتي ظهر لي أشعار بأنه قد تمت إضافتي من جهة صديقتي على جروب مُختلط به شباب وفتيات،
كانت أول تجربة لي في التحدث على الشات الجماعي وأعجبني جداً فكرة التحدث بين جميع الأشخاص وكأننا في حلقة واقعية تجمعنا،
ولكن سرعان ما يتملك القلق من قلبي عندما يظهر شاب في الشات. أخبرت صديقتي بعدم رغبتي في استمرار الحديث على الشات نظراً لدخول الشباب معنا في الكلام،
ولكنها أخذت تبسط الأمر بأنه مجرد دردشة لشغل اوقات الفراغ لا أكثر.
مع الوقت بدأت في التجاوب معهم والدخول في الدردشة وأنا في غاية السعادة خاصة وأنه مع الوقت جذبني أسلوب أحد الشباب وطريقة كلامه وبدأ قلبي يتعلق به،
وازدات سعادتي عندما لاحظته يبادلني الأهتمام حتى طلب مني ذات يوم أن أسمح له بالإضافة على الحساب الخاص بي.
في البداية رفضت بشدة وأخبرته باني لا أضيف شباب عندي، ولكن مع الأيام ذاب إصراري وتبخرت مبادئي أمام حبي له،
لقد عشقته بالفعل !! أضفته عندي بعد ارتباطي الشديد به، لقد أصبحت أعشق كلماته واهتمامه، لم يكن يمر يوماً دون أن نتحدث سوياً لساعات طويلة،
وبعد أيام اعترف لي بحبه وعشقه، كان هذا بالنسبة لي أسعد يوم بحياتي. أصبحت علاقتنا أقوى وأصبح وجوده في حياتي شيء أساسي،
وذات يوم طلب مني إرسال صورتي ورقم جوالي إلا انني رفضت دون تردد ، وأخبرته أن هذا من رابع المستحيلات. بعدها قاطعني وابتعد عني لأيام بحجة ان رفضي لطلبه دليل على عدم ثقتي به،
كان ابتعاده عني بالنسبة لي أمر في غاية الصعوبة، إلى أن جاء اليوم الذي فتحت فيه الفيس لأجده تاركاً رسالة يخبرني فيها بأنه غير قادر على الإبتعاد عني وأن البعد زاد من حبهروتعلقه بي ،
لذلك فإنه يطلبني للزواج. لم اتمالك نفسي من الفرحة، كثيراً ما تمنيت تلك اللحظة التي أتأكد من أنه لي وانني سأكون له، حبي الأول سيكون زوجي.
أعطيته رقم جوال أخي الكبير ليتحدث معه ويحضر إلينا هو وأهله للخطبة،
عارضت أهلي في أمور كثيرة وتمسكت به خاصة وأنه كان من منطقة أخرى تبعد كثيراً عن مدينتنا وهو الأمر الذي اعترض عليه اهلي،
إلا انني تحديت الجميع من أجل الوصول الى اللحظة التي أجده زوجاً لي وبجواري لآخر العمر.
نهاية الحب على النت
مرت فترة الخطوبة التي عشت بها أسعد اللحظات، وتزوجنا وسافرت معه الى حيث يسكن هو وأهله، كنت ف البداية سعيدة بحياتي الجديدة مع الشخص الذي أحببته بكل كياني،
ولكن مع مرور الأيام بدأت اشتاق لأبي وأخوتي،
زاد اشتياقي لصديقاتي وأحبائي بقدر ازدياد شعوري بالغربة والوحدة بين مجتمعي الجديد، خاصة وأن زوجي كان يقضي النهار كاملاً في عمله.
وفي محاولة مني لكسر الملل طلبت منه أن يقدم لي اشتراك بالنت حتى اتواصل مع أهلي وصديقاتي لأنه يقضي معظم الوقت في الخارج ويتركني في فراغ رهيب،
بدأ يظهر لا مبالته بطلبي، ومع إلحاحي عليه كثرت مبرراته وأعذاره،
حتى زاد غضبي منه فثورت عليه ذات يوم وأخبرته بأنني تركت حياتي وأهلي من أجله وهو لا يهتم بما أعانيه من وحده طوال اليوم.
فاجأني برده وهو يصرخ بوجهي ويقول: وما الذي يضمن لي أنك لن تستغلي خروجي من المنزل لتبدأي في اقامة علاقة جديدة مع أحد الشباب على النت لتشغلي بها وقت فراغك؟
تقول وهي تبكي : سقطت على الأرض من هول الصدمة لقد طعني حبيبي وزوجي وشريك حياتي في قلبي طعنة نافذة،
كيف له أن يشك في؟ كيف أعيش مع رجل يعتبر حبي له وصمة عار ؟
أهذا هو نفسه الشخص الذي حاربت الجميع وتركت بلدي وأهلي من أجله؟
إنها نهاية الحب عن طريق النت،
نهاية مؤسفة فأنا من اخترت ذلك بكامل إرادتي وأنا المُجبره على أن أُكمل حياتي بهذا الوضع للنهاية.