قصة حادثة مملكة نيبال

منذ #قصص منوعة

قد تقع الكثير من الحوادث المفاجئة ، والتي نندهش فور العلم بها نظرًا لغرابة وقائعها ، إما لعدم تصديق أن هذا هو المتهم والجاني ، أو أن ذاك هو من قُتل ، وقد نندهش لكيفية القتل أو أسبابه ، ولعل أكثر ما يذهلنا هو العلاقة التي قد تربط بين القاتل والمقتول ، والتي قد يكون الأطراف بها أبناء أسرة واحدة .الحادث :
وقع ذلك الحادث في القصر الملكي بنارينتي في نيبال ، وذلك في عام 2001م المنصرم ، وتروي أحداث القصة الأميرة كيتاكي إبنة عم الملك بريندرا ، حيث تولى هذا الملك حكم نيبال على مدار ثلاثون عامًا ، ونُقلت خلالها نيبال على يديه نقلة كبيرة ، وشهدت المملكة تحولات متميزة حيث تم الانتقال من نظام الحكم الملكي ، إلى نظام الحكم الملكي الدستوري .وكان الملك بيرندرا محبوب جدًا بين أفراد شعبه الهندوس ، فقد كان أول ملك يتلقى العلوم الحديثة في بريطانيا آنذاك ، وعلى العكس منه كانت زوجته الملكة إيشوريا ، والتي عُرفت بأنها أقوى نساء المملكة ، كما عُرف عنها تمسكها الشديد بالعادات والتقاليد ، لذا فقدت محبة العديد من الأطياف بين الهندوس ، وبعد أفراد عائلتها أيضًا ، الذين يسعون إلى القيام بعمليات انفتاح وإصلاح سياسي داخل نيبال .كانت تلك المرأة بآرائها الصارمة وتمسكاها ببعض الأمور ، قد تسببت في حدوث مذبحة قصر نارينتي ، والذي راح ضحيته تسعة أفراد من بين عائلة دينبرا المالكة ، فقد رفضت الملكة أن تزوج ابنها الأمير من الفتاة التي أحبها ، رغم أنها كانت واحدة من أفراد العائلة عمومًا وليست من عامة الشعب على سبيل المثال ، فكان هذا الأمر هو الدافع الرئيس خلف المذبحة الملكية الشهيرة ، في حين استبعد آخرون هذا الأمر واعتبروا ما حدث مؤامرة دنيئة للإطاحة بالعائلة المالكة .الأمير القاتل :
وُلد الأمير ديبندرا عام 1971م ، وعاش حياة مرفهة لا يُرفض له فيها طلبًا ، وحاز سريعًا على العديد من المناصب والامتيازات بحكم انتمائه للعائلة الملكية ، ولكن للأسف ، كان الأمير ديبندرا مدمن على الكحول والمخدرات ، ويعشق الأسلحة بشدة وشغف يفوق الحد ، بالإضافة إلى شخصيته المتمردة والطاغية في بعض الأحيان ، حيث كان لا يقبل أن يُرفض له أمر .وفي أحد الأيام وقبل احتفال الأمير ديبندرا بعيد ميلاده الثلاثين ، أقامت الأسرة احتفالاً جانبيًا شمل كافة أفراد العائلة ، وحضروه جميعًا وطغى على الحفل الإسراف والبذخ ، ظل الأمير ديبندرا بغرفة البلياردو يشاطر أقرانه اللعب ، وهو يتناول المزيد من الكحول ، وعقب مرور فترة على اللعب ، خرج الأمير مترنحًا وذهب يحدث والدته ، ثم قام بإجراء مكالمة هاتفية كانت لحبيبته وفقًا لما جمعه محققو الشرطة فيما بعد من معلومات .لم يمض وقتًا طويلاً حتى استشاط الأمير غضبًا ، فعاد مرة أخرى الحفل وهو في حالة يرثى لها ، وأسرف كثيرًا في تناول الكحول حتى كاد أن يفقد وعيه ، مما أغضب والده بشده وطرده من الحفل جزاء لفعله ، بالفعل انصرف الأمير برفقة أربعة من أقاربه حتى وصل إلى غرفته ، من أجل الاستحمام ليستفيق من تأثير الكحول .خرج الأمير ديبيندرا من غرفته مرتديًا بزته العسكرية ، وحاملاً بيده رشاشات آلية ، وما أن رأته إبنة عمه حتى أشارت لأختها بأن الأمير قد نضج على التباهي بأسلحته ، ولكنها لم تكد تنهي حديثها حتى رفع الأمير سلاحه وأفرغ رصاص رشاشه في صدر والده ، الذي انطلق الجميع في محاولة يائسة إليه لإيقاف النزيف.ولكن لم يكد الأمير يتجه نحو باب الخروج إلا والتفت مرة أخرى لعائلته ، ورفع سلاحه وأطلقه عشوائيًا ، فأصاب عمه المفضل وابنة عمه وشقيقه الصغير ، وبعض الحضور ،ثم خرج إلى الحديقة ليجد والدته وأخته ، فقتل أخته ورفع سلاحه وأفرغه تمامًا في وجه أمه حتى تشوه تمامًا ، لدرجة أنهم قد وضعوا قناعًا على وجهها أثناء تشييع الجنازة ، ثم صوب الأمير السلاح تلقاء وجهه وأطلق الرصاص ولكنه أصيب ورقد بالمشفى ثلاثة أيام حتى فارق الحياة ، ليلحق بعائلته .تم إعلان الحداد لفترة طويلة ، حتى أن بعض أفراد الشعب قد حلقوا رؤوسهم تعبيرًا منهم عن الحزن الشديد تجاه رحيل الملك المحبوب وعائلته ، وحمّل آخرون شقيق الملك مسؤولية ما حدث وأشاروا إلى نظرية المؤامرة نظرًا لأنه لم يحضر الحفل ، ثم تولى الحكم إلى أن تم عزله عقب مرور ثمانية أعوام ، لتتحول نيبال إلى النظام الجمهوري وتُطوى بذلك تلك الصفحة الغريبة من تاريخها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك