لوحة فتاة الشوكولاته (Schokoladen-maedchen) 1744م ، للرسام الفرنسي جان إتيان ليوتارد ، تنتمي اللوحة للمدرسة الواقعيّة ، وهي أبرز ما رسم ليوتارد ، في اللوحة خادمة تقدم مشروبَ شوكولاتة مع كوب ماء على صينية من الخزف ، والخادمة هي (آنا بالتوف) ابنة أحد الفرسان النمساويين .جان إتيان ليوتارد :
ولد جان إتيان ليوتارد بجنيف عام 1702م ، لأب فرنسي يعمل تاجرًا ، وقد دربه والده منذ صغره على رسم نماذج صغيره من اللوحات وعلمه استخدام الألوان ، منذ عام 1736م سافر ليوتارد إلى عدة مدن منها روما ، اسطنبول ، فيينا ، باريس ، هولندا ، انجلترا .أصبح مظهر ليوتارد الغريب علامة مميزة لة فقد كان بلحية طويلة ويرتدي دائمًا الملابس التركية ، وكانت رسوماته تتميز بالواقعية وكان يستخدم فيها ألوان الباستيل ، بسبب دقته الشديدة في رسم التفاصيل ، وأيضا بسبب مظهره المميز ، أصبح ليتارد رسامًا معروفًا وخاصة في بلاطات الملوك ، وقد تميزت بورتريهاته بالطبيعية الشديدة ، كما تميزت لوحاته أيضا بالتوزيع المميز للظل والضوء والتباين ، والخلفيات المضيئة للرسومات .حين ذهب ليتارد إلى فيينا عام 1743م استدعته الإمبراطورة ليقوم برسم لوحة شخصية لها ، وبالطبع شجع ذلك جميع النبلاء على السير على خطى الإمبراطورة ، وطلب جميع النبلاء والشخصيات الهامة في المجتمع من لويتارد رسومات شخصية لهم .وفي عام 1746م انتقل ليوتارد إلى باريس وتزوج هناك ، لكنه لم يتخل أبدًا عن ترحاله ، ففي عام 1754م ، زار إنجلترا مجددًا ، ثم جنيف ، وقد استمر في التنقل بين انجلترا وجنيف وفيينا وفي النهاية عاد إلى بلد منشأه جنيف ومات هناك عام 1789م .لوحة فتاة الشيكولاته :
تمثل اللوحة فتاة في زي خادمة تحمل صينية من الخزف ، عليها كوب من الماء ، وكوب من الشيكولاته الساخنة ، وتمشي دون أن تكترث لمن يرسمها وكأنها لا تلاحظه ، ولكنها تركز على مهمتها وهي توصيل الشيكولاته ، ويمثل وجه الفتاة الهاديء المحبب صورة للجمال الطبيعي .قام ليوتارد برسم اللوحة بين عامي (1743 – 1745م) وقد كان في تلك الفترة يقيم في البلاط الملكي النمساوي ، بقوم برسم لوحات للإمبراطورة النمساوية ماري تريزا وزوجها ، وقد كان شائعًا في ذلك الوقت أن تذهب بنات النبلاء الأقل في المستوى للعمل في البلاط الإمبراطوري ، كوصيفات للفتيات الأعلى طبقة .والفتاة في اللوحة هي (آنا بالتوف) ابنة فارس فقير يدعى (ميلشور بالتوف) ، وقد كانت تعمل وصيفة بالبلاط ، وقد لفت جمالها الهاديء الأخاذ نظر ليتارد ، فقام برسم اللوحة من تلقاء نفسه ، وقد بيعت اللوحة لاحقا بفينييسيا للكونت (فرانشيسكو الجاروتي) ، والذي اشتراها للملك (أغسطس الثالث) ملك بولندا ليكمل بها مجموعته .وفي عام 1881م كان (هنري.ل.بيريس) رئيس شركة (والتر بايكر) يزور أوروبا ليتعلم أساليب صناعة الشيكولاته الأوروبية ، وبينما هو يزور دريسدن بألمانيا أعجب بلوحة فتاة الشيكولاته ، كما أنه أحب القصة الرومانسية لآنا بالتوف ، لذلك قرر أن تكون لوحة فتاة الشيكولاته هي العلامة التجارية للشيكولاتة التي تنتجها شركته ، وبذلك أصبحت اللوحة هي واحدة من أوائل العلامات التجارية المسجلة في التاريخ .نبذة عن آنا بالتوف :
أما فتاة اللوحة (آنا بالتوف) فقد رآها أحد الأمراء ، ويدعى (Dietrichstein Von) وأعجب بجمالها وقرر الزواج بها ، وأقام لها حفل زفاف حضره جميع النبلاء والأميرات ، الاتي كانت آنا تعمل كوصيفة لديهن ، وقد كان ذلك الزفاف محط جميع الأنظار في ذلك الوقت ، وقد لاقى الكثير من المعارضة وسبب الكثير من اللغط بين أوساط النبلاء .حيث أن النزعة الطبقية كانت غالبة على المجتمع في ذلك الوقت ، وابنة الفارس حتى لو كانت جميلة لم تكن تعتبر زوجة مناسبة لأمير ، وقد قيل أن آنا في يوم الزفاف والذي كان يتمتع بالفخامة قد وقفت في وسط المدعوين ومدت يدها ، وقالت لهم : الآن قد أصبحت أميرتكم وعليكم تقبيل يدي .