قصة طقس التحول إلى مومياء

منذ #قصص منوعة

قد نقف طويلاً نتأمل بعض الطقوس في العديد من الحضارات ، ونتساءل إلى أي مدى قد أضاف هذا الطقس لمريديه ؟ وقد نعجز عن الإجبارية ولكن يبقى الأمر الأكثر شغفًا هنا ، هو أن ما قد أدركته البشرية جميعها في الحياة بوجه عام ، أقل بكثير مما قد لا نعرفه ، وهذا هو الواقع إن شئنا أم أبينا .ولكن هل تتوقع أن أحدهم يمكن أن يضحي من أجل استكمال تلك المعرفة ؟ ، إلى أي مدى قد يصل تفكير شخص ما واستعداده للتضحية في سبيل المعرفة ، في سبيل الكشف عما لا نعرف ، هل تقبل أنت أن تتحول إلى مومياء فعليًا من أجل الكشف عما لا يدركه الآخرون ، وفي سبيل العلم؟أن تتحول إلى مومياء :
إبان الفترة من القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر ، ظهرت العديد من الطقوس التي ارتبطت بين مريدي ومعتنقي البوذية ، حيث انتشر طقس يُدعى السوكيوشينبوتسو Sokushinbutsu ، بين الرهبان البوذيين في اليابان ، وكان الهدف من هذا الطقس هو بلوغ نقطة التنوير ، والوصول إلى المعرفة الكاملة ، وتحقيق غاية الحقيقة المطلقة ، ولكن كيف ؟ عن طريق أن يقوم الراهب البوذي بتحويل نفسه إلى مومياء ، خلال فترة من الزمن بكامل إرادته الحرة ، وبموافقته .خطوات طقس السوكيوشينبوتسو :
يتم هذا الطقس في التحول إلى مومياء عن طريق ثلاثة خطوات ، مقسمة كل منها على مدار 1000 يوم ، بإجمالي 3000 يوم ، بحدود ثمان سنوات .المرحلة الأولى خلال ال1000 يوم ؛ يبدأ فيها الراهب بالتخلص من كافة الدهون الموجودة داخل الجسد ، وذلك عن طريق تقليل غذاؤه واقتصاره على كل من البذور والمكسرات ، وبعض الأنواع العنيفة من الرياضات والممارسات الشديدة ، حتى يتم حرق الدهون العنيدة التي لا تُحرق بتقليل السعرات ، أو تخفيض النظام الغذائي ، ومن المفترض أن تلك هي المرحلة الأكثر سهولة ، ثم تأتي مرحلتي التحدي .المرحلة الثانية خلال الـ1000 يوم التالية ؛ يكون الراهب في هذه المرحلة ملزمًا بتناول ، لحاء الأشجار وجذورها فقط لا غير ، مع ابتلاع كميات ضخمة من الصمغ الذي تنتجه الأشجار بشكل دوري ، وقد يظن البعض أن تلك المواد الصمغية قد تكون سامة ، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك ، ولكن تأثيرها المطلوب هو أنها تسبب موجات عنيفة وشديدة من القيئ .التي يطرد فيها الجسم كل ما يملك من سوائل ومياه ، وهذا هو المطلوب حتى يبدأ جسد الراهب في الانكماش بداية من أعضائه الداخليه وحتى الجلد ، فعدم تناول الماء واستبداله بتلك المواد سوف يجعل الجسم جافًا وأقرب إلى المومياء ، ولن تقترب منه الحشرات  ، نظرًا لأن مادتي الصمغ والراتنج مواد سامة بالنسبة لها ، وإلى هنا تنتهي المرحلة الثانية ، ثم تبدأ مرحلة الوصول للهدف .المرحلة الثالثة خلال الـ 1000 يوم التالية ؛ خلال تلك المرحلة يقوم الراهب بسجن نفسه داخل أحد الكهوف بجبل ما ، بحيث يكون مثل هيئة القبر ، ولا يدخله الهواء إلا من فتحة صغيرة للغاية ، موصولة بحبل صغير للغاية في نهايته جرس بالخارج ، وما على الراهب سوى جذب الحبل يوميًا حتى يدق الجرس ، ويعلم من بالخارج أنه مازال حيًا ، ولكن دون تقديم أي طعام أو شراب أو أي شيء .ولكن في حالة عدم دق الجرس ، يعرف من بالخارج أن الراهب قد مات ، فيقومون بإغلاق فتحة الهواء ، ويتركوا جسد الراهب داخلها كما هو محنطًا بكامل إرادته ومحفوظًا داخل درجة حرارة الكهف الباردة نوعًا ما .تعد تلك الطقوس إحدى طقوس الأضحيات ، واعتبرها رهبان البوذية تضحية في سبيل العلم والمعرفة ، وبالرغم من استمرارها لقرابة التسعة قرون كاملة ، إلا أن المومياوات المحفوظة التي عُثر عليها داخل الكهوف ، كانت لأربعة وعشرين راهب فقط ، وهم فقط من استطاعوا تحمل عملية التحول ، ولكن هل هي مجدية بالفعل للعلم!! ، بالطبع سوف يرى العديد منا أن الأمر غير مجدي ، خاصة أن الراهب يموت وحده دون تسجيل لأية إشارات أو معلومات من خلاله ، وبالتالي تُدفن معه الحقيقة التي قد يراها أو لا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك