عندما وصل عازف البيانو الأمريكي الشاب لايبرس إلى أوروبا عام 1956م ، أثار ضجة كبيرة على مستوى الاستقبالات الشعبية ، والمقالات الصحفية ، فعندما عقد مؤتمراً صحافياً لدى وصوله تشيربورغ ، كان يقف وسط غابة من شمعدانات الزينة .استقبال غير طبيعي من الجماهير:
وعندما وصل إلى محطة واترلو في لندن قادماً بالقطار من ساوثامبتون ، وجد في انتظاره 3 آلاف امرأة وفتاة ، اندفعن نحوه بين صارخة ومترنحة ، ومغمي عليها.غيرة أحد الصحفيين والتشهير بالعازف :
وكان ذلك بالنسبة لوليام نيل كونرو الكاتب الصحفي ، في الديلي ميرور ، أمراً مبالغاً فيه تعدى كل حد ، فكتب مقالة هاجم فيها ، لايبرس بعنف ، فكتب كونرو يسخر من رجولة لايبرس ، وضحكته نصف المكبوتة ، ومظهره البراق ، وعطره الفواح ، ومن اهتزازه ، وقهقهته ، ورقته المتكلفة ، بل واتهمه تلميحاً بالشذوذ الجنسي ، وعندما أتبع كونرو مقالته هذه بمقالة أخرى ، لا تقل عنها عنفاً وتشهيراً ، رفع لايبرس قضية تشهير ضده ، وضد جريدة الديلي ميرور .المحاكمة والتدخل في الحياة الشخصية للعازف :
استمرت المحاكمة 7 أيام ، تم الكشف خلالها عن الكثير ، من جوانب شخصية عازف البيانو وحياته الخاصة ، وقد تابع الجمهور القضية بشغف ، واهتمام مما زاد في مبيعات الصحف ، لقد كان دخل لايبرس السنوي أكثر من مليون دولار ، وكان يمتلك 60 بدلة ، وبركة سباحة على هيئة بيانو ، كما تم الكشف عن كثير من خصاله ، وهواياته ، وجوانب حياته العائلية .الحكم :
وقبل صدور الحكم ، علق كونورعلى القضية المرفوعة ضده بقوله : سوف نحظى بكثير من اللهو والهزل ، وسوف يحصل لايبرس على مبلغ ، لا بأس به من المال ، تدفعه إليه جريدة الديلي ميرور ، مقابل الدعاية التي ستحظى بها طوال أسبوع .وبالفعل ، صدر الحكم بتعويض لايبرس عن الاهانات التي لحقت به ، وبتغريم جريدة الديلي ميرور، لصالح لايبرس مبلغ 8 آلاف جنيه ، بدل عطل وضرر ، و لم يكن للقضية انعكاسات خطيرة ، سوى أنها كشفت عن الحد الفاصل ، بين ما يمكن قوله في النقد ، وبين ما لا يمكن .قضايا تشهير شبيهه :
لم تكن هذه القضية هي الوحيدة من نوعها ، فقد شهد العالم كثيراً من قضايا الطعن والتشهير ، وكانت أخيراً ، وليس آخراً ، القضية التي رفعها خبير تخفيف الوزن ، هارلي ستريت ، ضد شبكة الإذاعة البريطانية BBC ، والمذيع إستر رانتزن ، في شهر يونيو عام 1983م ، بدعوى التشهير لوصفه إياه : بالدجال المشعوذ ، عديم الضمير .وقد استمرت المحاكمة 87 يوماً ، وشهد فيها 50 شاهداً ، وأخصائيون طبيون ، وانتهت المحاكمة في شهر إبريل عام 1985م ، بإعطاء الطبيب هارلي ستريت ، مبلغ وقدره 75 ألف جنيه استرليني ، تعويضاً عما لحق به من تشهير وضرر .