ظهر منذ قديم الزمان اهتمام الإنسان بمظهره وأناقة ملابسه ، فكانت العصور القديمة لديها طرق مختلفة وبدائية من أجل كي الملابس ، ومنها كان عن طريق رش الملابس المجعدة بالماء ثم الضغط عليها بأسطوانة من الخشب لفترة طويلة ، حتى يتمكن الضغط والماء من فرد الملابس المجعدة.ثم تم استبدال أسطوانة الخشب بعلبة من الحديد الثقيل ذات اليد الحديدية سميت charcoal iron أو box iron ، حيث كان يتم وضع فحم مشتعل بداخل علبة موجودة بالمكواة ، مما تولد حرارة في السطح الحديدي السفلي ، وتساعد تلك الحرارة في عملية كي الملابس المنكمشة وفردها ، وكانت تلك المكواة الحديدية التي تعمل بالفحم من ابتكار الصينيين في القرن الرابع .وفي الهند تم استبدال الفحم باستعمال قشر جوز الهند المحروق ، كما شاع استعمالها في أوروبا ، ولكن كانت عملية الكي تستغرق وقتًا طويلًا ومجهودًا شاقًا ، ولكنها ظلت تستخدم حتى القرن الثامن ، حيث قامت أوروبا بتطوير الفكرة إلى المكواة الحجرية ، حيث يتم تسخينها مباشرة على النار ، ثم يتم كي الملابس بها ، وعندما تبرد القاعدة الحجرية يعاد وضعها على النار مرة أخرى حتى تكتسب الحرارة المطلوبة ، والتي تسمح بفك انكماش الملابس .ثم قامت أوروبا في القرن السابع عشر بابتكار المكواة الضاغطة ، وهي مكونة من قطعتين من الحديد يتم وضع الملابس بينهما ، وبالضغط يتم فرد الملابس بين قطعتي الحديد ، ثم تم صنع مكواة ذات قاعدة زجاجية ، بل وتم صنع قاعدة رخامية للمكواة ، ثم قامت هولندا باختراع المكواة المسطحة لكن كانت ثقيلة في الوزن .وظلت تلك المكواة تستخدم حتى اخترع هنري سيلي المكواة الكهربائية ، والتي تعتمد على التيار الكهربي لتوليد الحرارة ، وسجل براءة اختراع في 16 يونيو 1882م ، وفي نفس الوقت كانت فرنسا قد ابتكرت مكواة تولد حرارة عن طريق الشرارة ، لكن لم تنل إعجاب الناس ، لأنها كانت غير آمنه في استعمالها ، وقد تصعق من يستخدمها وتسبب له الوفاة .ثم قامت شركات عالمية بتطوير فكرة المكواة الكهربائية ، ومنهم شركة جنيرال إلكتريك ، وتم اختراع مكواة كهربائية مزودة بالترموستات في عام 1920م ، وهو منظم لدرجة الحرارة يسهل من خلاله التحكم في درجة حرارة المكواة ، ويمكن لدرجة الحرارة أن تكون بالأرقام أو بالنقاط ، حيث كلما كثرت عدد النقاط ، معناها زيادة معدل درجة حرارة المكواة .وتم تزويد المكواة الكهربائية بقاعدة غير قابلة للصدأ من الكروم أو الاستانليس ستيل في عام 1930م ، وظهرت مكواة البخار حيث توجد فتحات صغيرة أسفل المكواة وفي القاعدة الحديدية يتم دفع بخار الماء من خلالها ، حتى تسهل عملية كي الملابس في عام 1950م حيث اخترعها توماس سيرس Tomas Sears .نبذة عن هنري سيلي Henry W. Seeley :
ولد في نيويورك عام 1854م في الثاني من يوليو ، وكان وزن المكواة التي اخترعها حوالي 6 كيلو جرام ، وكانت تستغرق وقتًا طويلًا حتى تصل لحرارة يمكن استخدامها بكي الملابس ، فظن أن اختراعه لن ينال شعبية وإقبال ، فتنازل عن ثلثي براءة اختراعه لمحاميه ، ولكن بعد انتشار اختراعه وزاد الإقبال عليه وقامت عدة شركات بصنع مكواة كهربائية ، تجادل مع محاميه ليسترد حقوقه ، ولكنه رفض وظلت خلافات قضائية بينهما لمدة طويلة.مكونات المكواة :
وتتكون المكواة من شقين أساسين ، وهما الشق الخارجي حيث يتكون من مقبض من البلاستيك العازل للحرارة والعازل للكهرباء ، وقاعدة من الحديد الزهر المغطى بالكروم لمنع الصدأ ، والترموستات وهو منظم درجة حرارة المكواة ومثبت الحرارة ، أما الشق الداخلي للمكواة فيتكون من صفحة من صخر الميكا ، ومقاومة مصنوعة من النيكل كروم .