قد تحدث المعجزة غير المتوقعة في إنجاز أي مجال من مجالات الحياة ، وهذا ما قد حدث بالفعل في المجال الطبي مؤخرًا ؛ حيث قد تمكن الأطباء من زراعة ثلاثة أعضاء لمريض واحد دفعة واحدة وباستخدام أعضاء متبرع واحد ، وهو الأمر الذي بدا في غاية الصعوبة والتعقيد ، والذي لم يكن متوقع وكانت هناك مخاوف عديدة من فشل تلك العملية المعقدة ، ولكن المعجزة قد حدثت ونجحت العملية وتم الإعلان عنها بعد قرابة أكثر من أربعة أشهر من إجرائها .معاناة مريض :
كان المريض الذي أجريت إليه تلك العملية يعاني من مشاكل صحية في كليته منذ أن كان صغيرًا وهو ابن الثمانية أعوام ، حتى بلغ من العمر 26 عامًا وهو يعيش بذلك الألم ، وقد اضطر خلال الأعوام الأخيرة قبل إجراء العملية أن يتردد على المستشفى من أجل غسيل كليته العليلة ثلاث مرات على مدار الأسبوع ، وقد أدى ذلك الفشل الكلوي إلى حدوث مضاعفات أخرى خطيرة جعلته يعاني من أمراض بالكبد والقلب ؛ مما جعل حياته معرضة للخطر في أي وقت .انتظار المتبرع :
أصبح المريض طريح الفراش في المستشفى وهو بانتظار من يتبرع له بثلاثة أعضاء وهم الكلى والكبد والقلب ؛ من أجل إنقاذ حياته التي باتت مهددة في كل حين ، وذلك لأن حالته قد ساءت للغاية ولم يعد هناك مفر من انتظار التبرع أو انتظار الموت ، ولكن المتبرع قد أتى بالفعل حيث قام شخص واحد فقط بالتبرع بالثلاثة أعضاء دفعة واحدة ، كما تمت الجراحة بزراعتهم دفعة واحدة أيضًا .إجراء الجراحة :
كانت العملية الأولى من نوعها في قارة آسيا ؛ حيث لأول مرة يُقدم الأطباء في تايلاند على إجراء مثل تلك الجراحة ؛ وذلك لما تحويه من صعوبة شديدة ، وقد قام الأطباء من جامعة الأمير ماهيدول ومستشفى سيريرات الموجودة في بانكوك بإجراء تلك الجراحة ، وقد استغرق الأطباء في العملية مدة 12 ساعة كاملة ؛ قام الأطباء فيها بزراعة كلية وكبد وقلب .إعلان نجاح الجراحة :
قام الأطباء بالإعلان عن نجاح الجراحة التي تمت في شهر ديسمبر من العام الماضي خلال الأيام الماضية ؛ وذلك بعد ترقبهم لحالة المريض على مدار أكثر من أربعة أشهر حتى تم التأكد من أن حالته في تحسن ، وقد تحدث الأطباء عن حالة المريض قائلين أنه ظلّ تحت المراقبة الطبية في منزله بعد أن خرج من المستشفى بعد قرابة شهرين من إجراء الجراحة في أواخر شهر فبراير الماضي ، كما أكدوا أنه لم يعد يعاني من مشاكل صحية مع الأعضاء التي تم زرعها مؤخرًا ، وذلك ما جعلهم يقررون الإعلان عن نجاح تلك العملية في هذا التوقيت .الجراحة الأولى في آسيا :
كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها في القارة الآسيوية في تايلاند بالتحديد ؛ بينما هي العملية الخامسة عشر على مستوى العالم أجمع ، لذلك فإنها تعد من أخطر العمليات التي قد يتم إجرائها ، بالإضافة إلى أن نتائجها غير مضمونة وذلك لأن التعامل يكون مع أكثر من عضو يتم زراعته داخل الجسم ، وقد أصبح نجاح هذه العملية في تايلاند حدثًا تاريخيًا يستحق التوثيق والاحتفاء به على مستوى عالمي ضخم ، وهكذا حقق الأطباء في تايلاند نجاحًا عظيمًا يستحق تقدير العالم من حولهم .