تبقى الهدايا هي لغة تفاهم وتواصل ومودة ، والتي يستمر عطرها يفوح بين البشر ؛ كلما طال بقائها وازدادت رؤيتها ، وقد انتهجت العلاقات الدولية نفس هذا المنهج الحضاري المليء بالعطايا ؛ وذلك من أجل ازدياد أواصر الارتباط بين الدول وبعضها البعض ، وهذا ما حدث بالفعل مؤخرًا بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، وليس هذا الأمر بالغريب ، ولكن الغريب هو ما حدث فيما بعد .اهداء من الرئيس الفرنسي إلى الرئيس الأمريكي :
قام رئيس فرنسا “إيمانويل ماكرون” بإهداء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” شجيرة من نوع البلوط الأوروبي ، وكان قد أحضرها من موقع لإحدى المعارك التي اندلعت إبان الحرب العالمية الأولى والتي وقعت بشمال شرقي فرنسا ، وهي معركة بيلو وود التي حدثت خلال فصل الصيف من عام 1918م ، وقد قُتل فيها ما يقرب من ألفي جندي .وقد أهدى ماكرون تلك الشجيرة لتراب من أجل ازدياد الروابط بين البلدين ؛ حيث قال ماكرون أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه الشجيرة ستكون دائمًا ذكرى طيبة للتذكير بالعلاقات الوطيدة التي تجمع بين البلدين .زراعة الشجيرة في حديقة البيت الأبيض :
قام الرئيسان بزراعة تلك الشجيرة داخل حديقة البيت الأبيض ، وقد ظهرت صورة تجمع الرئيسين الفرنسي والأمريكي وهما يقفان بجوار الشجرة بعد زراعتها ، وكان أحدهما على يمين الشجرة والآخر على يسارها .اختفاء الشجيرة المزروعة :
لم تدم الفرحة طويلًا بتلك الهدية ؛ حيث حدث شيء غريب للغاية وهو اختفاء تلك الشجيرة بعد أربعة أيام فقط من زراعتها ، وهو أمر مثير للجدل ، ولكن لم يتم الإعلان عن أي سبب رسمي يحل لغز اختفاء شجيرة ماكرون ؛ غير أنه تم نشر بعض التكهنات بشأن مصير تلك الشجيرة على شبكات الإنترنت .وتمكن مصور يعمل بوكالة رويترز للأنباء من القيام بالتقاط صورة للمكان الذي زُرعت فيه الشجرة من قبل ؛ حيث ظهرت في الصورة مساحة من العشب الأصفر ؛ غير أن الشجيرة التي ظهرت في الصورة الأولى مع الرئيسين لم يعد لها وجود على الإطلاق .آراء وتكهنات :
قام الموقع الفرنسي “فرانس إنفو” بالحديث عن ذلك الأمر ؛ حيث ذكر أولًا أنه من الأفضل زراعة هذه الأنواع من أشجار البلوط خلال فصل الخريف ؛ وذلك حتى تتمكن جذورها من التعمق في باطن الأرض لتواجه الجفاف خلال فصل الصيف الذي يأتيها في العام التالي ، وقد تكهن ذلك الموقع أن الشجيرة التي اختفت من البيت الأبيض قد تعود مرة أخرى خلال شهر أكتوبر المقبل ، والسؤال هنا.. كيف ستعود ؟ وهل يعلم الموقع إلى أين ذهبت إذا لم يكن هناك إعلان رسمي بشأن اختفائها؟وقد أوضح موقع هيئة الديوان وحماية الحدود الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية أن النباتات التي تأتي من بلاد أجنبية تستلزم وجود شهادة خاصة بصحة تلك النباتات الأجنبية في البداية قبل أن يتم إحضارها إلى البلاد .وعلى كل حال فإن هذه الهدية المقدمة من الرئيس الفرنسي إلى الرئيس الأمريكي قد حظيت باهتمام كبير على شبكات التواصل الاجتماعي ؛ غير أن الغموض حول اختفائها قد حظي أيضًا باهتمام لا يقل عن الاهتمام الأول بالهدية والصورة التي جمعت بين الرئيسين .