نشأنا جميعًا على نصائح والدينا ، بألا نتحدث إلى غرباء أو نقبل منهم الحلوى أو أية إغراءات أخرى ، قد تودي بحياتنا تمامًا ، وفي بعض الدول الحلوى هي رمز الأعياد والاحتفال ، بالنسبة للأطفال ويمرون جميعًا للحصول عليها ، من الأهل والجيران وأشهر تلك الأعياد ، هي عيد القديسين أو الهالوين كما هو معروف بالغرب ، ولكن أن يرتبط العيد والحلوى بالقتل ، تلك هي القصة .في عام 1974م وأثناء عيد القديسين ، انتشر الأطفال بشوارع المدينة في ولاية تكساس ، واصطحب رونالد كلارك طفليه ثيموثي ثمان أعوام ، وإليزابيث خمسة أعوام ، وخرجوا للتنزه والتجول بشوارع المدينة ، وفي الحديقة العامة التقى كلارك بأحد جيرانه وكان بصبحة طفله أيضًا ، وهناك انطلق الأطفال نحو المنازل للحصول على الحلوى ، وقبل أن يذهبوا راكضين قام كلارك بإعطائهم كل واحد ، واحدة من حلوى كانت في جيبه وأعطى لابن جاره منها ، ولطفلين آخرين .ركض الأطفال يجمعون الحلوى من المنازل ، إلا أن لطقس كان شديد السوء بتلك الليلة فلم ينعموا بالكثير من المرح ، وعاد الأطفال عقب المرور بشارعين فقط ، ثم أخذ كل من الرجلين أطفاله وانصرفوا جميعًا عائدين نحو منزلهم .عقب مرور عدة ساعات بسيطة ، ركض كلارك بطفله ثيموثي نحو المشفى ، حيث كان الصغير يتقيأ بشدة ، وبدأ وجهه في الإزرقاق ثم بدأت بعض الرغاوي تخرج من فمه ، ومات الطفل في عربة الإسعاف قبل أن يصل إلى المشفى ، لم يترك الأطباء ثيموثي سوى بعد فحص جثته ، حيث تشكك أحد الأطباء بوفاة الطفل نتيجة التسمم ، مما دفعه للاحتفاظ بالجثة داخل المشفى ، من أجل تشريحها .بالفعل بدأ الطبيب عملية التشريح لجثة الصغير ، فوجد تسمم بسيانيد البوتاسيوم وكانت الكمية في جسد الطفل ، تشير إلى أن لكم الموجود بالحلوى كافيًا لقتل شخصين ناضجين ، وبسؤال كلارك عما حدث روى لهم أنه أثناء سيره برفقة طفليه ، فتح أحد الأشخاص باب منزله ، وأعطاه خمس من الحلوى ثم أغلق الباب ، ولم ير كلارك وجهه .وقال كلارك أنه أعطى من نفس الحلوى ، لابنته وثلاثة أطفال آخرين ، وعقب أن تناول ثيموثي الحلوى ، ركض مسرعًا إلى الحمام وظل يتقيأ ، حتى تحول وجهه إلى اللون الأزرق ، فاحتضنه فأصابت الطفل تشنجات ، دفعت كلارك للركوض به إلى المشفى ولكنه كان قد توفى قبل أن يصل إليها.وأخبر رجال الشرطة بأن ابنته أخذت من نفس الحلوى ولكنها ذهبت برفقة والدتها إلى خارج المدينة ، فقام رجال الشرطة بتحذير سكان المدينة من الحلوى المزعومة مما تسبب في حالة من الذعر بينهم ، وطلب رجال التحقيقات أن يحضر الأهل الحلوى التي حصل عليها الأطفال ، وبالفعل توجه السكان إلى المخفر وقاموا بتسليم الحلوى ، التي تم إرسالها إلىا لمعمل وتبين أن هناك ثلاثة منها ممتلئة بمادة السيانيد القاتلة .طلب رجال التحقيقات من كلارك إرشادهم عن المنزل الذي حصل من خلاله على الحلوى ، فقام بإرشادهم إلى منزل أحد الأشخاص ، وكان الرجل يعمل مراقبًا لحركة الطيران ، وما لبث رجال التحقيقات أن تبينوا حجة غياب الرجل ، الذي أفاد بأنه يعيش وحيدًا وليس لديه أطفال من الأساس ، وأنه أيضًا كان في عمله أثناء الاحتفالات ، وأكدت الشركة التي يعمل بها وزملائه أنه كان برفقتهم بالفعل .هنا اتجهت أنظار رجال التحقيقات نحو الأب كلارك ، وبفحص سجلاته تبين أنه نظيف وليس لديه أية سوابق إجرامية مسجلة ، ولكن لفت أحد رجال الشرطة نظرهم إلى أن كلارك كان قد تم فصله منذ فترة قريبة من عمله ، باتهامه بجريمة السرقة ، وأنه مديون لشركة أخرى بآلاف الدولارات ، والمفاجأة الكبرى كان كلارك قد قام بالتأمين على طفليه قبل وفاة ثيموثي بأسبوع واحد ، بمبلغ ستون ألف دولارًا ، ذهب فيها إلى شركة التأمين يتسأل عن النسبة المفترض أن يحصل عليها ، عقب وفاة طفله بيوم واحد .بالمزيد من التحقيق ، تبين أن والدة الطفل لا تعلم شيئًا عن التأمين ، كما تبين من بعض زملائه أن كلارك قد تحدث معهم بشأن حصول على مبلغ من المال يعادل الستون ألف دولارًا ، وأن مشاكله الاقتصادية في طريقها إلى الحل .تم إلقاء القبض على كلارك ، الذي نفى كل ما ورد بشأنه ، ولكن الأدلة جميعها كانت ضده ، حيث شهد بعض زملائه بأنه سألهم عن المواد شديدة السمية ، وبعض التجار ممن رفضوا أن يبيعوا له السم ، وبتفتيش منزله عثر رجال الشرطة على كمية من سم السيانيد وبعض الحلوى !ظل كلارك ينفي عن نفسه كافة التهم الموجهة إليه ، ولكن تم محاكمته والحكم عليه بالإعدام ، وقبل دخوله إلى غرفة الإعدام بالحقنة ، توسل كلارك للجميع أن يسامحوه ، وتم تنفيذ الحكم يوم 3 يونيو عام 1975م ، عقب أربعة مرات من الاستئناف ولكنها فشلت حتى تم تنفيذ الحكم أخيرًا .