يذخر عالم الجريمة بالكثير من القصص ، التي أذهلت البعض في حبكتها وأيضًا الدراما التي ارتبطت بها ، حيث تحولت العديد من تلك القصص إلى أعمال درامية وسينمائية ، خلدتها السينما في وجدانها .ومعظم القصص تدور حول الجرائم التي ارتكبت في يوم عيد القديسين ، أو كما اشتهر بالهالوين حيث يخرج الشباب والأطفال ، وهم متنكرون في أزياء قتله وأشباح وأرواح هائمة ، فتلك هي الثقافة التي نبعت منها قصتنا .زي الأرنب هو أشهر الأزياء التنكرية المرتبطة بعيد القديسين ، ولعل ارتباطه بهذا اليوم هو ما نبحث خلف قصته ، ففي أحد الأيام كانت سيارة نقل مرضى الأمراض العقلية ، من مصحة مدينة كليفتون تذهب لنقلهم إلى منطقة أخرى ، وأثناء سير السيارة على الطريق ، انقلبت الحافلة بمن داخلها من المرضى ، وتوفى سائقها والحراس متأثرين بجراحهم جراء انقلاب السيارة .عقب انقلاب السيارة بإحدى الغابات لواقعة على الطريق ، استطاع المرضى أن يهربوا إليها ، ولكن عاجلهم رجال الشرطة على الفور بعد الحادث ، وتمكنوا من اعتقالهم عدا واحد منهم فقط ، ويدعى دوجلاس جريفون وهو أخطر المرضى النفسيين بالمصحة .وكان دوجلاس قد اعتقل ، عقب قيامه بقتل زوجته وأبنائه في عيد القديسين ، وكان منذ الصغر قد اشتهر بين أقرانه ومن يعرفونه بأنه يقتل الحيوانات ويسلخهم ويعذبهم ، ولكن الشرطة لم تستطيع أن تمسك بدوجلاس حيث أرادوا .وعقب أيام قليلة من وقوع لحادث ، أبلغ سكان المنطقة عن وجود جثث أرانب عدة تم سلخها ، وتعليقها على أعمدة الإنارة بالطرقات ، ولكن رجال الشرطة لم يهتموا بالأمر .وفي يوم آخر استيقظ سكان المدينة ، على مشهد أثار الرعب في نفوسهم وتقززهم في آن واحد ، حيث وجدوا جثة إنسان قد تم قتله وسلخه وتعليقه ، بدلاً من الأرانب على أحد أعمدة الإنارة ، فتم إبلاغ رجال التحقيقات ، الذين أتوا وثبت أن الجثة لشخص يدعى ماركوس وليستر ، وبالمزيد من البحث والتقصي ، ثبت أن القاتل هو دولاجس جريفون .بدأت عمليات البحث عن دوجلاس ، واكتشف بأنه مختبأ في إحدى المناطق النائية بالغابة ، وتحركت نحوه فرق الضبط ، ولكنه علم بقدومهم فانطلق يركض بعيدًا عنهم ، وأخذته قدماه إلى طريق السكة الحديدية ، وأثناء عبوره للطرف الآخر من شريط القطار .أتى قطار آخر من الطريق المعاكس ، ودهس دوجلاس أسفله وجعله أشلاء صغيرة متناثرة على الطريق ، وأطلق عليه السكان المحليون في هذا الوقت الرجل الأرنب .لم تكن تلك الواقعة هي الوحيدة الشهيرة باسم الرجل الأرنب ، ففي عام 1970م كان روبيرت بينيت يقود سيارته برفقة خطيبته على الطريق ، متجهًا لزيارة عمه ولكنه اضطر لتوقيف سيارته ، في مدينة بورك بطريق غينيا ، ولكنه ما أن توقف حتى شعر بحركة غريبة خلف سيارته ، وفجأة تهشم زجاج السيارة الأمامي ، ووجد خلفه شخصًا يرتدي زي أرنب ، فتدارك روبيرت الموقف سريعًا وضغط مكابح سيارته بقوة وانطلق مسرعًا ، وقد نجا بالفعل من هذا الشخص .وسمع روبيرت الشخص وهو يهتف من خلفه ، لقد حصلت على رقم سيارتك وسوف ألاحقك ، فلا أسمح لأحد بأن يتعدى على ممتلكاتي ، فانطلق بوبيرت صوب قسم الشرطة ، وتقدم ببلاغ ضد هذا الشخص ، وكان البأس الذي يحمله الرجل الأرنب مثبتًا في سقف السيارة .مرت عشرة أيام ثم تقدم أحد عمال البناء في منطقة غرب طريق غينيا ، ببلاغ للشرطة أيضًا أفاد فيه بأنه قد رأى شخصًا يرتدي زي أرنب ، ويقوم بتقطيع بعض الأخشاب بالفأس الذي يحمله بيده ، ومع اقتراب العامل من الشخص ليشاهد ماذا يفعل قام الرجل بالصراخ فيه وتحذيره من الاقتراب من ممتلكاته ، وإلا هشم رأسه بالفأس .لم تنجح الشرطة في التوصل إلى الشخص الذي يرتدي هذا الزي ، خاصة عقب انتشار تلك القصة والتسبب في حالة عارمة من الذعر بين سكان المنطقة ، خاصة عقب رؤيته وهو يجر جثة ما لأحد الأشخاص ، في عيد القديسين ، وهنا ارتبط هذا الزي بعيد القديسين ، وتم تحويله إلى فيلم رعب درامي .