بالتأكيد نصادف ونقرأ يوميًا بشأن الجرائم ، التي ترتكب ضد الإنسانية سواء أكانت بحق رجلاً أم امرأة ولكن ما يحزننا هو أن ترتكب جريمة في حق طفل صغير ، لا يدري ما فعله ليلقى الجزاء القاسي ، الذي تكون نهايته مقتله .إنها قصة طفل أمريكي في السابعة من عمره ، تم تعذيبه وقتله وإلقاء بقايا جثته ، للخنازير كي تلتهمه بلا رحمة ، جريمة غاية في البشاعة ولم يكتشفها رجال الشرطة سوى بعد أن فاضت روح الصغير إلى بارئها ، فكانت هي الجريمة الأشد سوءً كما وصفها رجال التحقيقات .حياة أدريان القصيرة :
انفصل والدي أدريان وهو لم يكمل العامين بعد ، وعاش حتى بلغ عامين من عمره برفقة أمه وأشقائه في مدينة لورانس ، ولكن في أحد الأيام أتى موظفو الشئون الاجتماعية إلى المنزل ، ليجدوا أدريان قابعًا بالمنزل وحده ، دون إشراف من أي شخص بالغ ، فقاموا بإرسال الطفل ووضعه في عهدة والده مايكل جونز ، في مدينة كنساس .وعقب انتقاله إلى منزل والده ، أبلغ موظفو الشئون الاجتماعية في غضون ثلاثة أشهر ، بأن البيئة التي انتقل أدريان غير ملائمة للطفل ، فهي تمتلئ بالمشاكل بين كل من الأب وزوجته .وعقب مرور فترة قصيرة ، بدأت المكالمات الهاتفية ترد إلى الشئون الاجتماعية بشأن الأسرة ، حيث أبلغ الجيران بأن الأب يتجول حاملاً سلاحه داخل أرجاء المنزل ، بينما تعاقر زوجته المخدرات وتبقى منتشية لفترات طويلة ، بالإضافة إلى قيامها بترويج وبيع المخدرات من منزلها .كما وردت بلاغات عدة بشأن إصابة أبناء زوجة والد أدريان ، بأنهم مصابون بالهزال ويتعرضون للضرب المبرح يوميًا ، كما وردت شكاوى أخرى بشأن أدريان بأنه يتعرض للضرب القاسي يوميًا أيضًا ، من قبل زوجة أبيه ، بالإضافة إلى ضربه على أردافه حد النزيف .عانى أدريان من مشاكل سلوكية عدوانية كنتاج طبيعي ، لما يتعرض له من ضرب وسوء معاملة على أيدي والده وزوجته ، ولكن برر الوالد ما يتعرض له الطفل من ضرب ، بأنه عقابًا له على تبليل فراشه كل يوم ، وسرقته للطعام وإشعال الحرائق داخل المنزل بصورة متكررة ، مما دفع الأسرة للانتقال إلى ولاية ميسوري ، حيث انهالت مكالمات الجيران مرة أخرى للشرطة ، وموظفو الشئون الاجتماعية بشأن تعذيب الطفل ، ولكن دون استجابة .وكشف سجل المكالمات الواردة من منزل الزوجين جونز ، بأن الطفل أدريان قد هاتف شرطة ميسوري في عام 213م وكان يبلغ من العمر آنذاك خمسة أعوام فقط ، واشتكى من الضرب المبرح الذي يتعرض له من قبل والده ، على رأسه من الخلف حتى أن عظمة صغيرة قد برزت من رأسه ! بالإضافة إلى أن والده يلكمه في معدته وتجذبه زوجة أبيه من أذنيه بشدة وقسوة ، حتى يتألم بشدة وأبلغ أنهما يحتجزانه في غرفة دون تقديم الطعام أو الشراب له .تم وضع أدريان في مركز متخصص للعلاج بحلول عام 2014م ، عقب تشخيص حالته بأنه يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة ، ثم غادر المركز في سبتمبر من نفس العام ، ليعود إلى منزل والده مرة أخرى عقب توقيعه على وثيقة ، تلزمه بالتعامل بشكل جيد مع الطفل ، وأن يرسله إلى المدرسة لتلقى تعليمه إلى جانب متابعة علاجه ، إلا أن المركز لم يتابع تطور حالة أدريان عقب خروجه .عقب مرور شهر واحد من خروج أدريان من المركز العلاجي ، قامت زوجة والد أدريان وتدعى هيذر جونز بمراسلة المسئولين بالبريد الإلكتروني ، وتوجهت بشكوى رسمية لهم ، بأن أدريان قد عاد مرة أخرى إلى سلوكه العدواني ، كما نشرت كلامًا سيئًا على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، بشأن الطفل وسلوكه ولمّحت بأنها تود قتله بإطلاق الرصاص على رأسه من الخلف ، بنفس طريقة المسلسل الأميركي The Walking Dead ، ولم تتوقف عند هذا الحد فقط بل عقب ما نشرته بثلاثة أيام فقط ، قامت بوضع منشور آخر بأن لديها جثة تود إطعامها للخنازير .كان أدريان في الأيام الأخيرة قبل مقتله في نوفمبر 2015م ، يعاني من الكثير من التعذيب ، حيث أوضحت التقارير بأن الطفل يوم وفاته ، تم وضعه مقيدًا داخل حوض الاستحمام وتُرك بداخله حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ، بالإضافة إلى تعرضه للتجويع أيضًا قبيل وفاته .وتم ترك جثة الطفل داخل المنزل لعدة أيام ، قبل أن تقوم زوجة أبيه بإلقائها في حظيرة الخنازير المملوكة لعائلة الطفل ، وقد تم الكشف عن الجريمة بالمصادفة عندما قررت هيذر جونز زوجة أبيه ، أن تعطي كلمة السر الخاصة بشبكة الإنترنت مع جارتها ، من أجل نقل بعض البيانات ، وما أن استخدمت الجارة كلمة السر ، حتى رأت ما جعلها تبلغ أفراد الشرطة بشأن أدريان ، حيث كان الزوجان يقومان بتوثيق لحظات الطفل أولاً بأول .وقد أظهرت الصور والفيديوهات المسجلة ، أن أدريان ظل مربوطًا وهو معصوب العينين إلى طاولة خشبية ، وظهر في نفس الوضع مرة أخرى ، وهو يقف طوال الليل داخل بركة سباحة ممتلئة بالمياه القذرة والتي تصل إلى رقبته ، حتى صباح اليوم التالي .كما أظهرت صورًا أخرى للطفل ، العديد من الكدمات حول فمه ، وأسنانه المتعفنة ويداه وقدماه المتورمتان نتيجة آثار القيود العديدة عليهم ، كما أظهرت بعض الصور وقوف الطفل طوال الليل مربوطًا ومثبتًا بطريقة غريبة وفي فمه لوح من الصابون ، كما استمع المحققون إلى شهادة طفل آخر بأنه قد استمع إلى صرخات أدريان ، وهو يقول لزوجة أبيه بأنه سوف يموت .تم إلقاء القبض على الزوجين جونز ، واعترف الوالد مايكل جونز بكل ما تم ارتكابه بحق أدريان ، وقال بأنه لم يحضر الخنازير إلى المنزل سوى بعد وفاة الطفل ، بأسبوعين حيث احتفظ بالجثة طوال تلك الفترة ، بينما اعترفت زوجته بأنها قامت بخنق الطفل ووضعته داخل حوض الاستحمام.وتم الحكم على الزوجين بالسجن المؤبد ، دون العفو عنهما نظرًا لارتكابهما جريمة قتل من الدرجة الأولى .