الروسي آندريه تشيكاتلو ، سفاح روسي ولد لعائلة ليس بها سواه ، فقد تم اختطاف شقيقه الأكبر من أمام المنزل ، ليتم قتله والتهامه ! نعم فقد روت أمه له ، بأن شقيقه الأكبر الذي لم يره آندريه قط ، قد تم اختطافه في عام 1932م .حيث كانت روسيا تعاني من مجاعة رهيبة في هذا الوقت ، قد أتت على الحرث والنسل وقتلت الآلاف ، مما جعل أي شخص يختفي يقال بأنه قد تعرض للاختطاف والالتهام ، خاصة الأطفال ، حيث كشفت وسائل الإعلام في تلك الفترة ، العديد من الحالات المشابهة التي قتل فيها أطفال عدة من أجل التهامهم فقط .تلك الرواية تركت أثرًا قويًا في نفس آندريه الصغير ، ولم تكن تلك الرواية هي الشيء الوحيد الذي تسلل إلى عقل آندريه في طفولته ، إذا كان الصغير يعاني من الاستسقاء الدماغي ، حيث كانت ولادته عسيرة بعض الشيء ، وهي ما تسبب له في هذا المرض الذي أثر بدوره على قدرات الطفل العقلية والجسدية .وكان من بين الاضطرابات التي سببها المرض لهذا الصغير ، هو مسألة التبول اللاإرادي التي لازمت الطفل حتى وصل إلى عمر اثني عشر عامًا ، هذا الأمر الذي تسبب له في الكثير من الضرب المبرح من أمه ، حيث كانوا يعيشون في كوخ صغير فينام إلى جوار والده ووالدته ، وبالطبع كان ينال عقابه كلما بلل فراشهم .وبحلول عام 1941م ومع الاجتياح النازي للاتحاد السوفيتي ، التحق والد آندريه بالجيش الأحمر وخرج يحارب مع قوات الجيش ، في حين قبع آندريه مع والدته بالكوخ الصغير الذي هاجمه النازيون ، واغتصبت أمه أمام عينيه ، مما أسفر عن ولادة شقيقه جراء هذا الاغتصاب لآندريه تدعى تاتانيا .أصيب والد آندريه واعتقل في معسكرات النازيين لفترة طويلة ، ثم عاد إلى وطنه عقب مرور عدة أعوام ، ولكن بدلاً من تكريمه كأحد أبطال الحرب ، تمت إدانته بالتجسس والخيانة ، وصارت عائلة تشيكاتيلو موصومة بالعار والخيانة ، فصار الصبي أضحوكة زملائه بالمدرسة ، وتم اغتصابه كثيرًا منذ ذلك الحين .ما أن بلغ آندريه السابعة عشرة من عمره ، حتى اكتشف إصابته بالعجز الجنسي ، تلك المشكلة التي أرقتّه بقية حياته ، حيث ذهبت إحدى صديقات شقيقته تسأل عنها فأخبرها بأن والدته وشقيقته قد خرجتا لقضاء بعض احتياجات المنزل ، ولكن دخلت الفتاة إلى المنزل تنتظرهما ، مما دفع آندريه للتصور بأن الفتاة ترغب به ، فقام وحاول اغتصابها ولكنه اكتشف في هذا اليوم ضعفه الجنسي ، فتركها تغادر بينما ظل هو بقية عمره يعاني من الخذلان وهذا هو أهم أسباب تحوله إلى وحش فيما بعد .ما أنهى آندريه دراسته الإعدادية حتى حاول الالتحاق بالجامعة ، ولكنه رُفض نظرًا لضعف درجاته بينما ظن هو أن السبب يعود لاعتقال والده ، ثم ارتحل مع شقيقته إلى مدينة روستوف حيث ساعدته شقيقته بالتعرف على إحدى صديقاتها التي صارت زوجته فيما بعد ، وأنجب منها طفلين ، حيث قال أن علاقتهما كانت باردة وأن الطفلين قد أتوا بطريقة غير طبيعية مثل أي زوجين.استكمل آندريه دراسته بالمراسلة لجامعة روستوف حتى تخرج منها بحلول عام 1971م ، وعمل في هذا الوقت معلمًا لمادة الأدب الروس ، حيث كان نهمًا بشدة للقراءة والإطلاع ، وكانت الوظيفة جيدة بينما لم يكن هو مستقرًا ، فقد كان يترك المدرسة تلو الأخرى ، عقب افتضاح أمره بالتحرش جنسيًا بالتلاميذ من الجنسين ، حتى استقر أخيرًا في بلدة مجاورة لروستوف تدعى شاختاي ، حيث ارتكب أولى جرائمه .كانت أولى ضحايا آندريه هي فتاة في التاسعة من عمرها ، استدرجها الأخير في منزل قديم مهجور ، حيث جهز المكان ولكن عندما حاول اغتصابها منعه ضعفه الجنسي ، ومع محاولات الفتاة للصراخ والهرب جن جنونه ، وأمسك سكينًا طعنها به عدة طعنات ، وفي تلك الليلة اكتشف شعور بالنشوة الجنسية مع كل طعنة لم يختبره هو من قبل ، وكانت المرة الأولى التي يدرك فيها هذا الأمر .وكاد رجال الشرطة يلقون القبض عليه ، عقب شهادة البعض بأنهم رأووا الفتاة برفقته قبل اختفائها ، مع عثورهم على بقعة دماء في المكان المحيط بمنزله ، ولكن شهادة زوجته الزائفة بأنه كان برفقتها في توقيت القتل ، جعلت رجال الشرطة يلقون القبض على مجرم آخر بالمنطقة ، ومع التعذيب الشديد اعترف بقتل الفتاة وحكم عليه بخمسة عشر عامًا ، ثم تجددت محاكمته وفقًا لرغبة أهل الضحية ، فتم الإعدام بينما نام آندريه قرير العين في منزله.ظل آندريه يصطاد ضحاياه من بين المتسكعين والمشردين ، في محطات القطار والعاهرات ويسحبهم بعد خداعهم بالمال والمخدرات ، ثم يحاول ممارسة الجنس معهم ومن ثم يفشل مثل كل مرة ، فيجن جنونه ويطعنهم ويشوه الجثث ويمثل بها .تزايدت أعداد الضحايا مع نفس طريقة القتل ، مما دفع رجال الشرطة إلى البحث عن هذا القاتل المتسلسل ، خاصة مع وقوع الجرائم في نفس المنطقة الجغرافية وتشابه أعمار الضحايا ، وكيفية القتل والتمثيل بجثثهم ، فانطلق رجال الشرطة لاقتفاء أثر هذا المجرم القاتل ، والقبض عليه حيث انتشروا جميعًا ، إلى أن قبض عليه أحدهم أثناء اصطياده لامرأة ، من محطة القطار واقتيد للمخفر بعدما عُثر معه على حبل وسكينًا ، وتم حبسه لمدة عام واحد ، بتهمة السرقة من صاحب العمل ، وليس القتل .عقب فترة طويلة من التربص بالقاتل الطليق ، نجح رجال الشرطة الذين أخذوا يراقبون محطات القطار لفترات طويلة ، في الإيقاع بسفاح روستوف الشهير ، ومع التعامل بهدوء معه عن طريق أحد الأخصائيين النفسيين قام بالاعتراف الكامل بكافة جرائمه ، ووضع في زنزانة وحده تحت المراقبة ، إلى أن حُكم عليه بالإعدام ، في اثنين وخمسون قضية قتل .