في أحد الأيام استيقظت مدينة مكسيكو سيتي على أخبار مروعة ، لجريمة قاسية تم الكشف عنها وأفصح رجال الشرطة عن تفاصيلها ، وهي جريمة الشقيقتان غونزالز .دلفينا وماريا غونزالز شقيقتان من مدينة مكسيكو سيتي ، عاشتا منذ الصغر في أجواء عائلية فاسدة ، صورت لهما بأن حياة الدعارة ومهنتها هما السبيل الوحيد للحياة ، فاحترفتا المهنة في عمر مبكرة من أربعينات القرن المنصرم .كان نشاط الفتاتان ذائع الصيت وقوي ، لدرجة أنهما قامتا بافتتاح مكان لممارسة أعمالهما المنحرفة من خلاله ، وأطلقتا عليه ماخور الجحيم وكان اسمًا على مسمى واقعي بالفعل ، فما كان يرتكب بين جدران هذا الماخور أفظع وأعتى مما يمكن تخيله .كانت الشقيقتان إلى جوار احترافهما لمهنة الدعارة ، تقومان باصطياد المراهقات والفتيات اللاتي قست عليهن الحياة ، أو يقمن بالاتفاق مع بعض الوسطاء لاختطاف الفتيات وترحيلهن من دول أخرى لهما ولغيرهما للعمل بالمهنة القذرة .ولم تكتفي الشقيقتان بتلك المهنة وإنما ضمتا إليها تجارة المخدرات ، فقد كانتا تبحثان عن الربح السريع بالإضافة إلى أن الأمر يجلب المزيد من الزبائن ، طوال حياتهما تم إلقاء القبض مرارًا وتكرارًا على الشقيقتين .وذلك بسبب طبيعة عملهما وتجارتهما بالأطفال والمراهقين ، كما اشتهرت الشقيقتان بالقسوة وانعدام الرحمة في قلوبهن ، فقد كانتا تجبرا الفتيات على العمل لساعات طويلة بدون مقابل ، أو تقمن بتعنيفهن وتجويعهن عندما ترفض أية فتاة أن تفعل ما يتم طلبه منها .منذ بداية احترافهن للدعارة ، كانت الشقيقتان تقوما بالتعرف على ذوي السلطة والنفوذ في المنطقة التي تقومان فيها بممارسة أعمالها ، فكانتا تقدما العلاقة الحميمية بلا مقابل ، وكان هؤلاء جميعًا ما بين رجال عصابات أو فاسدون من الشرطة ، أو حتى من رجال الجريمة المنظمة ، ومن أجل الحصول على الحماية كانتا تقدما الخدمة مجانًا .كانت وسائل الحصول على الفتيات من أجل هذا العمل الدنيء ، تتمثل في دفع المال في مقابل أن يتخلى أحد الذكور عن عشيقته ، أو يخدعن فتاة ويبهرانها بالعيش الرغد ، ومجرد أن تقتنع وتترك كل شيء خلفها ، تستيقظ فجأة على الجحيم الذي آلت إليه حياتها .فكان لابد للفتاة أن تتعلم فنون إغواء الرجال ، وكيفية اصطياد الزبائن والتودد إليهم وتنفيذ رغباتهم الجامحة وكل ما يطلبونه ، وإذا ما عارضت أو رفضت يتم تلقينها أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، وتقديمها لرجال الماخور يغتصبونها ليلاً ونهارًا بلا رحمة ، حتى تذعن لما تجبره عليه الشقيقتان .ولم تقف القسوة عند هذا الحد ، بل كانت الفتاة الرافضة لما يتم فعله تتعرض للتجويع لأيام عدة ، وقد تموت جوعًا فيتم دفن جثتها بالباحة الخلفية للماخور ، أيضًا كانت الفتيات الأخريات يجبرن على القيام بنزع ثياب الفتاة الرافضة ، ويضربنها بقسوة ويرجمنها بالحجارة ، فإذا ماتت يتم إجبارهن على حفر مقبرة بباحة الماخور ودفن الفتاة ، وهكذا يتم إشراكهن في الجريمة فلا تستطيع إحداهن أن تهرب ، أو تفشي سر الشقيقتان إلى الشرطة .وتم الإيقاع بالشقيقتين ، عندما داهمت قوات الشرطة أحد المنازل ، وتم إلقاء القبض على من به ، وتحرير الكثير من المراهقات من هذا المكان الموبوء ، وبالاعتراف نتيجة الضغط ، اعترفت صاحبة المكان بأنها كانت تجهز هؤلاء المراهقين من أجل بيعهم ، للشقيقتين غونزالز من أجل تشغيلهن بالماخور ، أو بيعهن للزبائن الراغبون في المتعة الدائمة لبعض الوقت .بالفعل انطلق رجال الشرطة صوب الماخور ، وقاموا بإلقاء القبض على الشقيقتين غونزالز وكل من بالمكان ، ووجدوا الكثير من المراهقات المحتجزات بالماخور في غرف سرية ، كما استخرجوا بقايا جثة من باحة الماخور ، فتم الأمر باستخراج باقي الجثث المشتبه في وجودها ، وبالفعل استخرجت ثلاثة وتسعون جثة ، كان منهم إحدى عشر جثة لرجال ! وبعض بقايا لأجنة بشرية .كانت قضية ضخمة تورط بها الكثيرون ، وتم الحكم على الشقيقتين بالسجن أربعون عامًا ، وماتت إحداهما في عمر الخامسة والثلاثون عامًا ، بينما خرجت الأخرى عقب قضائها نصف المدة ، وقامت بتغيير اسمها والاختفاء عن الأعين تمامًا .