قصة كارل تانزلير

منذ #قصص بوليسية

بالطبع يخشي العديد منا جثث الموتى ، والبعض الآخر قد تنتابه حالة من الاشمئزاز عند رؤية جثة لشخص ما ، ولكن هل تعلم بأن هناك من يعشق الجثث ؟ هل تعلم بأن هناك من يستطيع أن يمارس مع جثة علاقة حميمة ؟ قد تندهش لمجرد تصور الفكرة فقط ، بينما الواقع أكثر صدمة .النيكروفيليا :
هو مصطلح يصف أحد أنواع الاضطراب الجنسي ، حيث يعشق المصاب به ممارسة العلاقة الحميمة مع جثث الموتى ، وينجذب إليها بصورة كبيرة تجعله مستمتعًا ، بشريك لا يملك خيار المقاومة أو الرفض أو الاعتراض على أي شيء ، فيشعر المصاب بالنيكروفيليا بأنه مسيطرًا على الطرف الآخر .كارل تانزلير :
ولد الألماني كارل تانزلير عام 1877م ، ونشأ في مدينة درسدن ، ارتحل إلى استراليا لفترة ما ثم عاد إلى موطنه مرة أخرى ، عقب جولة طويلة في أوروبا .ومنذ طفولته راود كارل طيف امرأة ، كانت قربة له وإحدى فتيات عائلته ، ظل يراها في رأياه لفترة طويلة ، حتى تعلق بها ، وقال بأن الطيف قد أنبأه بأن تلك المرأة هي حبه الحقيقي الوحيد ، فآمن بها وبأنها سوف تظهر له بين حين وآخر ، وكانت تلك المرأة سمراء البشرة وسوداء الشعر ، وبهية الطلعة على حد قول كارل .قد نعيش جميعًا طوال حياتنا ننتظر الحب الحقيقي هذا ، ومع تقلبات الحياة والظروف نرتضي الحياة في النهاية مع من يتسقون معنا ، ولكن كارل لم يكن مثل أي منا ، فقد ظل طوال عمره يبحث عن فتاته ذات الوجه الملائكي ، بلا هوادة أو تقاعس حيث لم يعلم عنها أي شيء سوى صورة ، حفرت منذ أمد بعيد في مخيلته هو فقط .وبحلول عام 1920م قرر كارل أن يصبح مثل الآخرين ، وتزوج من إحدى الفتيات الألمانيات عن عمر يناهز الثالثة والأربعين ، وصار والدًا لطفلتين جميلتين ، إلا أن هذا التغير المحوري لم يفلح في محو صورة الحبيبة الخيالية من ذاكرته .ومع قدوم عام 1926م انتقل كارل إلى فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ليعمل أخصائيًا بالأشعة في إحدى المستشفيات الخاصة ، ومضت الأيام رتيبة وانطلق هو لا يشغل باله سوى العمل فقط ، وأسرته التي انتقلت معه من ألمانيا إلى أمريكا ، ولكن بعمر الثالثة والخمسين وقع ما لم يكن في الحسبان لكارل .أثناء عمله بالمشفى ، التقى كارل بفتاة كوبية سمراء وذات شعر أسود تدعى ماريا إلينا هويوز ، كانت تعاني من مرض السل وتأتي إلى المشفى برفقة والدتها ، ومنذ أن وقعت عينا كارل على الفتاة حتى أدرك أنها هي الطيف الذي طالما لاحقه منذ طفولته .كان مرض السل في تلك الفترة منتشرًا وليس له علاجًا فعالاً ، فحاول كارل بكافة الطرق أن ينقذ الفتاة الحسناء ذات الواحد والعشرين ربيعًا من موت حتمي ، ولكن دون أن يفلح ، بعد أن تعلم الإسبانية وأخذ يغدق عليها بالشعر والعاطفة والحنان ، والهدايا لأسرتها كلها ، ولكن اختطفها الموت في ليلة كئيبة في عام 1931م .كان حزن كارل على ماريا عظيمًا ، لدرجة دفعت العديد للتساؤل عن طبيعة العلاقة التي كانت بينهما ، هل هي حب من طرف واحد ، أم أن الفتاة قد بادلته الحب نظرًا لما أغدقه عليها من عطف ، عقب أن هجرها زوجها بسبب إجهاضها لطفله الذي حملت به ، فرأت في كارل حنان الزوج الذي كانت ترغب به .وحتى إذا لم نتبين الحقيقة ، فقد صار كارل ضيفًا دائمًا في منزل أسرة ماريا ، ودفع كافة تكاليف جنازتها وشيد لها ضريحًا على نفقته الخاصة ، وظل مرتميًا على بلاطه ينشد لها الأغاني بالإسبانية ، ولكن لم يستمر الوضع كثيرًا فقد كان كارل لا يستطيع فراق حبيبته ، لدرجة أنه زعم بأن طيفها قد أتاه ليلاً وهو يجلس إلى جوار قبرها ، وتوسل إليه أن يحمله معه إلى المنزل .قام كارل فورًا ونبش قبر ماريا وحمل جثتها المتحللة إلى منزله الصغير ، والذي يقع بالقرب من منزل عائلته ووضع الجثة بداخله ، ثم ثام بتثبيت عظامها بالأسلاك ووضع عينان زجاجيتان مكان أعينها المتحللة ، واستبدل جلدها المهتريء بقماش حريري ، ثم دهنه ليأخذ لون الجلد البشري ، ووضع في أحشائها العطور والبخور ليتغلب على رائحة العفن المنبعثة منها .وظلت الجثة بحوزة كارل لسبعة أعوام متصلة ، يحدثها وينام إلى جوارها وهي ترتدي ملابس العروس ، حتى ألقت الشرطة القبض عليه ، بعد أن تقدمت شقيقة ماريا ببلاغ لهم ، واتهمت فيه كارل بنبش قبر شقيقتها .صار كارل حديث الصحافة عقب إلقاء القبض عليه ، ولم يدر أحد هل كان ينام فقط إلى جوار الجثة ، أم أنه مارس معها العلاقة الحميمة أيضًا ، فالأمر كان مذهلاً ومروعًا بشدة ، وفي نفس الوقت نال كارل عقب نشر قصته تعاطف العديد من الناس حتى زوجته ، ظلت إلى جواره وساندته .تم تقديم كارل للمحاكمة إلا أن القاضي قد أطلق سراحه عقب مرور فترة قصيرة للغاية ، وخرج بعدها ليقبع برفقة زوجته حتى وافته المنية ، ولكنه قام بصنع دمية لماريا ووضع عليها قناع الموت ، الذي كان يستخدمه القدماء قبل ظهور الكاميرا ، بحيث يتم صب مادة الشمع على الوجه ليأخذ ملامحه ، ثم يوضع على الدمية وكأن الشخص قد طبعت ملامحه بدقة .ظل كارل إلى جوار الدمية ، يظل معها فترات طويلة حتى عثرت عليه زوجته ميتًا ، في إحدى غرف المنزل وهو يحتضن الدمية حتى آخر أنفاسه ، في عام 1952م .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك