قصة القاتل روبرت هانسن

منذ #قصص بوليسية

في أحد الأيام بينما يتجول صديقان ، من هواة الصيد بإحدى الغابات ، وجدا أمامها حفرة قد تم نبشها ، ويبدو أن ضبعًا أو حيوان ما قد قام بنبش ما يوجد أسفل الأتربة ، وبقليل من التدقيق  ، وجدا جثة متحللة يبدو أنها قد دفنت في هذا المكان منذ فترة طويلة .انصرف الصديقان وفي اليوم التالي كان رجال التحقيقات من مراكز الشرطة التابعة لها تلك المنطقة ، قد حلت بالمكان وتم استخراج بقايا الجثة وتمشيط المكان لمعرفة وجود جثث أخرى ، وبالفعل تم العثور على جثتين آخرتين بالقرب من القديمة المتحللة  .بالمزيد من التدقيق والفحص وبتحليل بيانات الـDNA المأخوذة من الجثة ، تم التعرف على هوية صاحبة الجثة ، فقد كانت أنثى وكانت فتاة تعري بأحد الملاهي الليلة ، وكان قد تم الإبلاغ عن اختفائها منذ عام وفقًا لخطيبها .فهو من أبلغ عن اختفائها ، بينما تبين بأنها قد قتلت منذ ستة أشهر على الأقل نظرًا لكيفية تحلل الجثة ، ولكن تلك الفترة الطويلة منعت رجال التحقيق من الاستمرار في محاولة التعرف على قاتلها ، فقد تم محو كافة الأدلة التي يمكن العثور عليها.ولكنهم أدركوا بأنهم أمام قاتل متسلسل عندما تعرفوا على هوية صاحبتي الجثتين الآخرتين ، وكلتاهما كانتا فتيات تعرٍ بملاهي ليلية أيضًا ، وكن جميعهن قد قتلن بواسطة بندقية صيد عيار 233 مل .مرت الأيام ، وعقب فترة قصيرة وصل بلاغ إلى رجال التحقيقات من فتاة تدعى سيتني بوسنيل ، قالت أنها موجودة بأحد الفنادق وقد تعرضت للاختطاف والاغتصاب ، لم تمض دقائق حتى وصل إليها رجال الشرطة .حيث أدلت الفتاة ، بأن هناك رجلاً تعرف إليها وطلب منها ممارسة العلاقة الحميمة معها ، في مقابل المال فوافقت وذهبت معه إلى منزله ، الواقع في مكان ناء ، ولكنه قام بتقييدها عقب وصولهما إلى منزله ، وبدأ في اغتصاب بوحشية ثم عذبها بقسوة وتركها تتدلى بحبل من سقف الغرفة ، وذهب لينام بعمق !عقب استيقاظه قام بفك وثاقها من سقف الغرفة ، وأخبرها بأنه سيأخذها في رحلة إلى الغابة ، وإن التزمت الصمت سوف يكافئها بتركها وشأنها ، فاستمعت له الفتاة وظلت صامتة ، وكان للرجل طائرة خاصة به ، فأخذها وذهب بها إلى المطار ، ولكنها استغلت فرصة انشغاله في ضبط شيء ما بالطائرة من الخلف .حتى قفزت تركض إلى الشارع وأطلقت ساقيها للريح ، هنا لحق بها الرجل ولكن توقفت لها سيارة نقل ، فتراجع الرجل وطلبت من السائق إيصالها إلى أقرب فندق ، وهاتفت رجال الشرطة .بالطبع لم يكن مع الفتاة أية دلائل على صدق أقوالها ، ولكن عقب أخذها للفحص بالمشفى تمسكت بشدة أن يذهبوا بها إلى المطار ، حتى تدلهم على الطائرة وبالفعل وجدوا الطائرة الخاصة ، ثم أخذتهم لتدلهم على المنزل الذي تعدى عليها به ، وبالمزيد من الفحص تبين لرجال الشرطة أن مالك الطائرة شخص ثري يدعى روبرت هانسن ، وأن المنزل بالفعل خاص به ، ولكن لا دلائل على صحة أقوالها ، وربما لا يكون له علاقة بالأمر .قامت الشرطة بالتوجه إلى روبرت فورًا وتم توجيه الأسئلة المباشرة إليه ، ولكنه أجاب بهدوء بأنه كان برفقة صديقه حتى الحادية عشر مساء ، ثم عاد إلى منزله ليستكمل السهرة برفقة أبنائه وزوجته .تحير رجال الشرطة خاصة بعدما تقدم صديق روبرت ، بتقديم بلاغه بشأنه وأقر بأن روبرت كان ماكثًا لديه بالمنزل أثناء وقوع تلك الجريمة ، مما دفع رجال الشرطة إلى إسدال الستار على بلاغ بوسنيل نظرًا لعدم وجود أدلة أو قرائن .لم يلبث رجال الشرطة أن استيقظوا على جريمة جديدة ، حيث تم الإبلاغ عن جثة جديدة موجودة في حفرة ضحلة ، بإحدى الغابات ، وكانت تعمل راقصة تعر أيضًا مثل من سبقنها ، فأدرك رجال الشرطة بأنهم أمام قاتل متسلسل طليق ، فتم التعاون مع الشرطة الفيدرالية لبحث الأمر .أحد رجال الشرطة كان يصدق رواية بوسنيل ، وطفق يبحث بنفسه في سجل روبرت هانسن ، واكتشف أمورًا قلبت مجرى الأحداث ، فقد كان هانسن قد تم إلقاء القبض عليه بتهمة الاختطاف والتحرش منذ أكثر من عشرة أعوام ، فأرسل ما توصل إليه إلى دائرة البحث الفيدرالي .استعان رجال التحقيقات الفيدرالية بأحد رجال علم النفس المعروفين في مجالهم ، ليتحققوا بشأن القاتل ويعرفوا عن خباياه المزيد ، فأقر الرجل ويدعى دوغلاس بأن القتل ، ثري وهو صياد ماهر فسلاح الجريمة لا يمكن أن يلمسه سوى شخص محترف ، خاصة مع الرصاصات النافذة في مواضع محددة بالجسد في كل مرة ، وأخبرهم بأنه يمتلك طائرة خاصة ؛ نظرًا لأن الأماكن التي وجدت بها الجثث كانت في أماكن متفرقة ببعض الغابات ، التي لا يمكن الوصول إليها سوى بطائرة تحط في المكان مباشرة ، فالطرق العادية إليها مقطوعة .مع تلك الأدلة والإشارات علم رجال الشرطة بأن روبرت هو القاتل ، ولكن كان لابد من الأدلة المادية حتى لا يستطيع الإفلات من قبضتهم ، فقاموا باستدعائه للاستجواب بمقر التحقيقات ، وفي أثناء التحقيق معه ، توجه عدد من رجال الشرطة لتفتيش منزله .فقلب رجال الشرطة المنزل رأسًا على عقب في محاولة منهم للعثور على الأسلحة المستخدمة في الجرائم ، أو أية ذكرى من الضحايا كما يفعل المجرمون ، ولكنهم كانوا قد يأسوا  في نهاية الأمر فلا يوجد بمنزله شيء .ولكن قبل انصرافهم لاحظ أحد الضباط ، اختلاف بعض الأخشاب عن بعضها المثبتة في الجدار ، وبإزاحتها عثروا على بندقية الصيد عيار 233 مللي ، وبعض الأشياء الخاصة بالضحايا ، فانفرجت أساريرهم جميعًا ، وأثناء خروجهم من المنزل قابلتهم زوجة جاره الذي أبلغ يوم بلاغ بوسنيل وأخبرتهم ، بأن روبرت كان لديهم بالمنزل ، بأن زوجها قد كذب عليهم خشية غضب روبرت .روبرت هانسن ابنًا لأبوين دنماركيين ، هاجرا إلى أمريكا ، وعاش روبرت برفقتهما طفولة صعبة حيث أصر والده عليه أن يعمل منذ أن كان طفلاً ، ومع بلوغه ووصله لسن المراهقة كان يعاني من حب الشباب وكانت الفتيات والصبية يسخرون منه ، فتكونت لديه عقد نفسية نحو الجميع .وأثناء دراسته بالجامعة أحب زميلة له ، وتقدم لخطبتها وتزوجا عقب تخرجهما ، وأنجب منها طفلين ، ولكنه ذهب لإحراق جراج مدرسته الثانوية ، بالإضافة إلى تنقله من وظيفة لأخرى وإلقاء القبض عليه عدة مرات ، نظرًا لتحرشه بعاملة في محل عمله ، ومرة أخرى لمحاولته اغتصاب فتاة أمام باب منزلها بقوة السلاح ، وحُبس فتقدمت زوجته بطلب للطلاق وتم الطلاق بالفعل .عقب خروجه من محبسه التزم روبرت وأراد أن يكون عضوًا فاعلاً بالمجتمع ، فتزوج مرة أخرى من فتاة أحبها ، وادعى أن منزله قد تم السطو عليه ، وحصل على مبلغ لا بأس به من التأمين ، فقام بافتتاح مشروع مخبز خاص به ، وازدهرت تجارته .دفع النجاح روبرت إلى التباهي الدائم بقدراته على الصيد ، وكان بالفعل يتدرب كثيرًا على الأمر حتى صار صيادًا ماهرًا لا يشق له غبار ، واشترى عددًا من بنادق الصيد وضعها في منزله ، وكان يخرج للحصول على فرائسه كل فترة .وجد رجال التحقيقات خريطة في منزل روبرت عليها علامات ، والتي كانت بالفعل مقابر بشرية ! فقد عثر رجال التحقيقات على أربعة جثث في تلك الأماكن ، بينما الأماكن الأخرى لم يكن بها الجثث حيث نهشتها الضباع والحيوانات البرية .بتضييق الخناق عليه ، اعترف روبرت بأربعة جرائم في مقابل عدم الحصول على الإعدام ، وترك عائلته وشأنهم ، وبالفعل تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، وحصل على 461 حكمًا بالسجن في عدد من القضايا التي تم حل لغزها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك