ليندا بورفيلد هازارد طبيبة أمريكية ، قامت بنشر كتابًا عن الصوم وأنه يمكن استخدامه في علاج العديد من الأمراض ، ومع نشر أفكارها قامت بافتتاح مركزًا علاجيًا ، ولكن تم سجنها عقب ذلك في ولاية واشنطن إثر حدوث العديد من الوفيات داخل مركزها العلاجي الخاص ، في أوائل القرن العشرين المنصرم ، وهذه هي قصتها .ولدت ليندا بورفيلد هازارد عام 1867م ، في مقاطعة كارفر بولاية مينيسوتا ، ولم تدرس الطب أو تحصل على أية شهادة طبية متخصصة في المجال الطبي ، ولكن تم منحها ترخيصًا لمزاولة مهنة الطب ، عقب نشر كتابها علم الصوم ، الذي لاقى رواجًا هائلاً في هذا الوقت ، من جانب الجمهور .فتم منحها الترخيص على خلفية ثغرة في قانون مزاولة المهنة في الطب البديل دون الحصول على درجة علمية طبية ، حيث درست هازارد الطب البديل على يدي إدوارد هوكر ديوي ، الحاصل على الدكتوراه في الطب البديل ، وتخصصت هي في علم الصيام .أنشأت هازارد مصحة للعلاج من الأمراض المستعصية ، باستخدام أسلوب الصوم في واشنطن ، وأقنعت مرضاها بالالتزام بتناول كميات قليلة للغاية من لطعام ، على اعتبار أنها نظام غذائي ، مكون من بعض حبات البندورا مع كميات صغيرة من عصير الهليون ، وأحيانًا ملعقة صغيرة فقط من عصير البرتقال .اقتنع العديد من المرضى المحتجزون داخل مصحتها الخاصة ، بأن تقليل حجم وكميات الأطعمة سوف تساعدهم على التخلص من السموم التي تمتلئ بها أجسادهم ، وعلى الرغم من نجاة البعض منهم ، إلا أنه قد تم الإبلاغ عن وفاة أكثر من أربعين مريضًا لديها .كانت أول وفاة قد وقعت في مصحة هازارد ، في عام 1902م ، وبررت هازارد تلك الوفاة وما تلاها من وفيات بأنها قد حدثت نتيجة لبعض الأمراض ، التي عانى منها هؤلاء المرضى مثل السرطان وتليف الكبد وغيرها .بينما أقر الأطباء ممن فحصوا جثث المتوفين بأنهم قد ماتوا جوعًا ، ولقّب السكان المحليون بواشنطن مصحتها العلاجية بمرتفعات الجوع ، على الرغم من تأكيدها بأن أسلوبها لم يكن هدفه القتل ، وإنما كان نظامًا غذائيًا علاجيًا ، يمكّن الجسم من الحفاظ على صحته ، بعد إصابته بالسموم التي تسببت في اختلاله .وبحلول عام 1912م تم إدانة هازارد بتهمة قتل امرأة بريطانية ثرية تدعى كلير ويليامسون ، حيث بلغ وزنها أقل من خمسين كيلو جرامًا عند وفاتها .وأثناء محاكمتها تبين أن هازارد قامت بتزوير توقيعات ويليامسون ، وقامت بسرقة العديد من المقتنيات الثمينة الخاصة بها ، كما ذهبت إلى المحكمة وهي ترتدي أحد ثيابها الثمينة .كما تلقت دوروثيا شقيقة ويليامسون العلاج بالصيام في نفس المصحة على يد هازارد ، إلا أنها قد نجت من الموت بأعجوبة ، عندما ذهب إليها أحد أصدقاء العائلة في الوقت لمناسب ، وقام بإخراجها من المصحة .وفي تلك الأثناء أرسل هذا الصديق برقية إلى أسرة السيدتان ويليامسون ، ولكن كلير كانت قد ماتت بالفعل قبل أن تصل البرقية إلى الأسرة ، في حين كانت دوروثيا ضعيفة وهزيلة للغاية لا تكد تستطيع التحرك من مكانها ، حيث بلغ وزنها أقل من ستين باوندًا ، ولكنها قامت بالشهادة في المحكمة ضد هازارد ، والتي أدينت وحُكم عليها بالسجن لفترة تتراوح بين عامين وعشرين عامًا ، يمكنها خلالها الخروج بالإفراج المشروط .عقب مرور عامين على سجنها ، تم الإفراج عن هازارد في ديسمبر عام 1915م بالإفراج المشروط ، وعقب مرور عام آخر منحها الحاكم إرنست ليستر عفوًا كاملاً .انتقلت هازارد بعد ذلك هي وزوجها صموئيل كريسمان هزارد إلى نيوزيلاندا ، ومارست مهنة الطب بتخصصيي التغذية والعظام حتى عام 1920م ، وذكرت صحيفة وانجانوي في عام 1917م بأن هازارد قد حصلت على شهادة ممارسة من المجلس الطبي بولاية واشنطن .ثم عادت هازارد مرة أخرى إلى واشنطن حيث افتتحت مصحة علاجية جديدة ، أسمتها مدرسة الصحة استمرت خلالها هازراد في ممارسة أعمالها ، والعلاج بالصيام حتى الموت .وفي عام 1935م تم إحراق مجمعها الطبي بالكامل ، حيث أشارت هازارد إلى أن من فعل ذلك هو أحد أعدائها ، وهي امرأة ضعيفة ناجحة لذلك تعرضت للاضطهاد ، ولم يتم إعادة بناء المصحة مرة أخرى ، وتوفيت ليندا بورفيلد هازارد عام 1938م أثناء محاولتها علاج نفسها بالصيام .