فرانسيسكو دي أسيس بيريرا ، الشهير باسم القاتل المهووس بالحدائق ، وهو قاتل متسلسل برازيلي ، اغتصب أكثر من ستة نساء ، وقتل تسعة آخرين عام 1998م ، ووقعت جرائمه بالحديقة الواقعة في المنطقة الجنوبية من لعاصمة ساو باولو بالبرازيل ، حيث عثر رجال الشرطة على جثث ضحاياه ، وهذه قصته .نشأته :
عانى فرانسيسكو مثله مثل كافة القتلة المتسلسلين من مشاكل واضطرابات عاطفية وأسرية شديدة في طفولته ، فقد تعرض للتحرش الجنسي على يد عمه ، وهو ما زال في مرحلة الطفولة ، وعقب أن نضج تعرض لمثل تلك التحرشات على يد مديره بالعمل ، مما دفعه إلى اتخاذ الجانب المثلي بالنسبة لحياته الجنسية فيما بعد ، وأخيرًا تعرض فرانسيسكو لأزمة عاطفية مع أول حب له في حياته ، فتراكمت بداخله الذكريات الحزينة لتدفع به فيما بعد إلى عالم الجريمة .كانت لفرانسيسكو علاقات متعددة مع النساء ، أو بمعنى أكثر دقة فتيات البغاء ، وكن يتعرضن من جانب فرانسيسكو إلى الضرب ، باللكم على البطن والوجه ، فهو بسبب علاقاته المثلية منذ المراهقة ، كان فرانسيسكو غير قادر على إتمام العلاقة الحميمة مع أية سيدة ، حيث كان يشعر بالأم الشديد أثناء الممارسة ، وكان هذا أحد الجوانب المهمة في تحوله إلى عالم الجريمة ، خاصة ضد النساء .كان فرانسيسكو يعمل بإحدى الشركات الخاصة ، بالقرب من حديقة مدينة ساو باولو وإلى جوار مركز الشرطة ، الذي حقق فيما في جرائمه .الضحايا :
إليسانجيلا فرانسيسكو دا سيلفا ، هي الضحية الأولى لفرانسيسكو ، وتبلغ من العمر واحد وعشرون عامًا ، وهي فتاة فقيرة من بارانا كانت تعيش برفقة عمها في ساو باولو ، منذ عام 1996م ، ونظرًا للعديد من الصعوبات المالية التي واجهتها عائلتها ، اضطرت إليسانجيلا إلى ترك مدرستها وهي بالصف السابع ، وذهبت للعمل بأحد المحال التجارية بالمدينة ، وفي ليلة اختفائها ، خرجت بصحبة زميل لها بالعمل ، وتركها في المنطقة الغربية من ساو باولو ، ثم اختفت بعد ذلك تمامًا .إلى أن عثر عليها رجال الشرطة ، في 28 يوليو عام 1998م وهي جثة عارية تمامًا ، وكانت مدفونة في حديقة ساو باولو ، عقب ثلاثة أيام من اختفائها ، وكانت الجثة مشوهة لدرجة صعب معها التعرف على هوية الضحية بسهولة .كانت راكيل موتا رودريغز هي الضحية الثانية ، للقاتل فرانسيسكو ، وهي فتاة تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا ، كانت تعيش في غرافاتاي ، وفي عطلة نهاية الأسبوع خرجت راكيل ، بصحبة ثلاثة من زملائها في العمل من أجل الترفيه ، وأثناء تواجدها بالحانة تعرفت إلى فرانسيسكو الذي دعاها للخروج برفقته في المساء .بالفعل استجابت راكيل لدعوة فرانسيسكو ، وانصرفت من عملها بمتجر الأثاث حيث كانت تعمل بقسم المبيعات ، واتجهت للقاء فرانسيسكو ، وأثناء ذهابها إلى الموعد ، هبطت راكيل في محطة مترو جاباكوارا ، وهاتفت ابنة عمها لتخبره أنها سوف تذهب برفقة أحد الأصدقاء ، على الرغم أن الأخيرة قد حذرتها من لقاء الغرباء ، إلا أنها ذهبت ولم تعد مرة أخرى ، حتى عثر رجال الشرطة على جثتها في غابة حديقة ساو باولو في يوم 16 يناير .أما الضحية التالية تدعى سيلما فيريرا كويروز ، وهي فتاة قاصر كانت تذهب لتلقي بعض الدروس حول علوم الكومبيوتر والمحاسبة وغيرها ، وكانت تعيش في مدينة كوتيا ، في ساو باولو الكبرى ، وكانت تخرج يوميًا للعمل ككاتبة بإحدى الصيدليات الكبرى بالمدينة .واختفت سيلما عقب خروجها من العمل يوم الجمعة ، وتلقت شقيقتها اتصالاً من أحد الأشخاص ، وطلب فدية قدرها ألف ريال ، وأشار إلى أنه سوف يتصل ثانية ، ولكنه لم يتصل أبدًا .حتى عثر رجال الشرطة بعد ذلك على جثة سيلما ، في حديقة ساو باولو الجنوبية ، وتبدو عليها آثار الاغتصاب والتعذيب ، على الثديين والساقين والكتفين ، كما أوضح الطب الشرعي بأن الفتاة قد ماتت إثر الخنق .ضحيته التالية كانت باتريشيا غونكالفس مارينيو ، التي غادرت منزل جدتها في يوم السابع عشر من إبريل ، لتختفي بعدها ، ولم تظهر سوى جثة هامدة بحديقة ساو باولو أيضًا ، وتم التعرف عليها من ملابسها التي وجدت بجوار الجثة ، وقد تعرضت للاغتصاب بوحشية ، ثم ماتت خنقًا .حامت الشكوك حول فرانسيسكو بعد أن تشكك البعض في سلوكه ، ولكنه كان قد فر هاربًا بعد فترة وجيزة للغاية ، عقب نشر صورته بالصحف المحلية ، غادر هربًا إلى كوبا ، وانتقل منها إلى اسونسيون في باراغواي ، ثم إلى الأرجنتين ، وكاد رجال الشرطة أن يلحقوا به ، إلا أنهم لم يجدوا على الطاولة داخل منزله سوى الصحيفة التي نشرت صورته ومذكرة بها أسماء ضحاياه .وما أثار الشكوك بشأن فرانسيسكو ، أن رئيسه بالعمل قد لاحظ في أحد الأيام شيئًا غريبًا بالمرحاض ، عرضه للانسداد فحاول أكثر من مرة أن يصلحه إلا أنه فشل في ذلك ، فقام باستدعاء أحد المختصين ليكسر المرحاض لمعرفة سبب هذا الانسداد ، ليجد ورقة محترقة قد تم طيها وإلقائها في المرحاض لتختفي ، وإذا بها بطاقة الهوية الخاصة بالضحية سيلما ، مما دفع مدير الشركة للتشكك بأمر فرانسيسكو فقام بإبلاغ رجال الشرطة ، الذين وضعوا فرانسيسكو على قائمتهم .ظل فرانسيسكو ينتقل من مدينة إلى أخرى ، تاركًا خلفه بعض الضحايا ، مما دفع رجال الشرطة لاستغراب أن ينجح شخص ما في إقناع سيدة ، لركوب دراجة نارية خلفه والذهاب إلى منتصف الغابة ، وقد تعرفا إلى بعضهما للتو!محاكمته :
سقط فرانسيسكو بين أيدي رجال الشرطة ، عقب مطاردة طويلة ، وتم الحكم عليه بالسجن لمائة وثلاثين عامًا ، لا يحق له فيها الحصول على العفو المشروط ، ويقول البعض أن فرانسيسكو يعيش حاليًا داخل السجن مثله مثل أي شخص عادي ، ويقول أنه مازال على قيد الحياة حاليًا ، بسبب قوة إيمانه ! وأن ما فعله في الماضي لم يكن نتيجة لإرادته الشخصية ، وإنما نتيجة وسواس من شيء شرير .