قصة الأم القاتلة كلاودينيا بلانشارد

منذ #قصص بوليسية

كم من قصص انتهت بمأساة ، وكانت بداياتها غريبة وظاهرها مختلف عن باطنها ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الآباء أو الأمهات وأبنائهم ، ولعل قصة كلاودينيا وانتها ، من أكثر القصص مأساوية يمكنك أن تقرأها .كلاودينيا دي دي بلانشارد سيدة تبلغ من العمر ثمانية وأربعون عامًا ، تعيش في ولاية ميسوري برفقة ابنتها العشرينية ذات الاحتياجات الخاصة جيبسي ، كل من عرف المرأتين أدرك أنهما لطيفتان ، فهي سيدة منفصلة ووحيدة ، تسعى على راحة ابنتها المريضة منذ الصغر .حيث تعاني جيبسي من العديد من الأمراض ، فهي تتغذى بواسطة أنبوب يتم وضعه في أنفها ، طوال الوقت ووفقًا لتشخيص حالتها ، فجيبسي تعاني من عدد من الأمراض منها الربو والصرع وضمور لبعض العضلات ، مع توقف للتنفس أثناء النوم ، وتشمل القائمة اضطرابات في الكروموسومات ومشاكل بالأعين ، ولم تتوقف مأساة كلاودينيا عند هذا الحد مع ابنتها المعاقة ، وإنما تضررتا جراء إعصار إيكاترينا الذي ضرب أمريكا منذ عدة أعوام ، مما دفعها إلى الانتقال لولاية ميسوري التي استقرتا بها بعد ذلك ، وعرفهما الجيران بأنهما طيبتا المعشر ولطيفتان .قالت كولادينيا بأن ابنتها كانت تمضي وقتها ، بالرعاية لمركزة منذ أن كانت رضيعة ، حيث ولدت الطفلة وهي تعاني من سرطان الدم ، بالإضافة لاضطرارها إجبار الطفلة على الدراسة بالمنزل ، نظرًا لإصابتها بمشاكل في الدماغ. كل هذا دفع البعض لتصور أن جيبسي ، طفلة بائسة رزقت بأم رائعة للغاية تعتني بها جيدًا .الصدمة :
آلت الأمور  إلى جانب مظلم في الرابع عشر من يونيو لعام 2014م ، حيث تفاجأ أصدقاء كل من كلاودينيا وجيبسي بمنشور على صفحاتهما على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك ، لأحد الأشخاص يقول فيه لقد ذبحت تلك الخنزيرة السمينة واغتصبت ابنتها اللطيفة البريئة .. كانت صرختها عالية للغاية .قام الأصدقاء بالاتصال برجال الشرطة ، الذين أخذوا يبحثون سريعًا عن المرأتين ، فوجدوا الأم ملقاة على بطنها فوق الفراش ، وجسدها ممتلئ بالطعنات وماتت منذ عدة أيام ، قبل هذا المنشور ، بينما لا يوجد أثر للابنة ، مما جعل الجميع يخشون وقوع الأسوأ لها .وعقب اكتشاف الجريمة وبسؤال الجيران ، أخبرت صديقة جيبسي وجارتها أيضًا ، أن جيبسي قد أفضت لها بأنها على علاقة عاطفية ، جمعتها بأحد الشباب الذي يدعى نيكولاس جودجون ، وذلك منذ عامين عبر أحد مواقع الزواج المسيحي .قام رجال التحقيقات بتتبع المنشورات ، التي تم نشرها على حساب الأم ، فاكتشفوا أنها كانت تنشر بالفعل عبر حساب آي بي مختلف ، لنفس الشاب الذي يدعى نيكولاس ، وأظهرت الإشارات بأنه يعيش في ولاية ويسكونسن الأمريكية .داهم رجال الشرطة منزل الفتى المزعوم في محاولة منهم لضبطه ، وبالفعل كان نيكولاس مستسلمًا ووجدوا جيبسي لديه بالمنزل حية ترزق ، مما دفع الجميع للشعور بالراحة ، ولكن بقيت صدمتهم كبيرة .وفقًا لبيان رجال الشرطة عقب اقتحام منزل نيكولاس ، أقر محقق مركز الشرطة ، بأن الإبنة هي من قامت بنشر المنشورات عبر الفيس بوك ، حيث رغبت أن يتم العثور على جثة والدتها ، بأسرع ما يمكن .واتضح للجميع فيما بعد ، بأن جيبسي فتاة صحيحة وليس بها أية مرض يذكر ، ولم تكن قعيدة كرسي متحرك منذ أن ولدت من الأساس ، فقد كانت الفتاة بصحة جيدة ، وتستطيع السير بشكل طبيعي مثلنا تمامًا ، ولم تكن بحاجة إلى العقاقير أو حتى حمل أنبوب الأكسجين كما كانت تفعل !كانت الفتاة تمتلك شعرًا قصيرًا ولم تكن صلعاء ، كما قالت الأم من قبل وبدت هي إثر علاج السرطان المزعوم ، بل كانت تحلقه لتبدو بهذا الشكل المريض ، كما كانت تتحدث بشكل طبيعي وجيد على الرغم من الأحداث المهلوة التي مرت بها ، واعترفت جيبسي بأن مرضها لم يكن صحيحًا ، وقد أجبرتها والدتها على التظاهر بالمرض ودفعتها لفعل ذلك رغمًا عنها .تبين من تفاصيل الجريمة أن الأم قد أجبرت جيبسي على تطوير شهيتها ، فأجبرتها على تناول الطعام عبر أنبوب ممتد إلى حلقها ، والتظاهر بالمرض طوال الوقت ، وكانت الأم تستفيد من الأمر بالانتفاع برحلات جوية مجانية ، والحصول على منزل مجاني برفقة مرضى السرطان ، وبعض الرحلات الترفيهية إلى عالم ديزني ، بالإضافة إلى المعيشة في المنازل المدعومة من الحكومة .سجن وحرية :
نجد في تلك الجريمة البشعة ، فتاة قد أجبرت على ملازمة الكرسي المتحرك منذ طفولتها ، وتناول أدوية جعلتها تمرض حقًا ، بالإضافة لخضوعها لعدة عمليات جراحية ! فقد كانت الأم تعمل على تزوير بعض الفحوصات التي تثبت بها ، مرض ابنتها على الرغم من كون الفتاة صحيحة ، إلى أن تعفنت أسنانها جراء تناولها أدوية وعقاقير غير سليمة ، مع إهمال تنظيف أسنانها .تلك الفتاة التي أجبرت لثلاثة وعشرين عامًا على حلق شعرها ، وكانت قمة التناقض هو أن الأطباء الذين فحصوا جيبسي لم يستطيعوا أن يتشككوا في الأمر أبدًا ، وأخيرًا إجبار أمها لها على عدم تكوين صداقات مع أي شخص ، ومراقبة تصرفات الفتاة طوال الوقت .طلبت جيبسي من صديقها نيكولاس أن يخلصها من أمها ، وكانت متواجدة بالمنزل وهي تستمع لصراخ أمها أثناء تلقيها الطعنات ببطنها ، ثم خرجت لتمسح يد حبيبها بمنديل مبلل إثر جرح إصبعه ! ثم انطلقا سويًا خارج المنزل ، بعد أن سرقا عدة آلاف من الدولارات من خزانة الأم .تم إلقاء القبض على الحبيبين ، ومحاكمتهما بالسجن عشرة أعوام ، وذكرت جيبسي أنها داخل السجن تشعر بحرية أكبر من التي كانت تشعر بها ، برفقة أمها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك