في بلدة صغيرة بالقرب من ضواحي مدينة باريس ، يعمل الكثير من سكان البلدة في مجالات مختلفة ، ليستطيعوا كسب المال ، وفي تلك البلدة كان يقع محل بيع الشاي بالقرب من موقف الحافلات .فكان الركاب الذين يستعدون للمغادرة ينتظرون تلك الحافلات ، وهم يدردشون في مقهى الشاي القريب ، وفي مرة من المرات كان هناك مجموعة تتكون من 6 رجال يعملون بالمدينة في أماكن مختلفة ، ولكنهم على الرغم من ذلك كانوا قريبين من بعضهم البعض .حيث كانوا يتقابلون يوميًا بعد العمل ، ويدردشون مع بعضهم ويقص كل منهم للأخر ما يحدث له ، حالما تأتي الحافلة الخاصة بكل منهم ، وكان وسط هؤلاء الركاب رجلٌ يدعى كيتان ، كان يعمل في صنع الملابس الجاهزة .وفي يوم من الأيام كان كيتان يجلس وحيدًا في صمت في متجر الشاي ، ولم ينضم إلى المحادثة مع الآخرين مثل كل يوم ، فلما رأه باقي الأصدقاء حزينًا يجلس بعيدًا ولا يشاركهم جلستهم ، استفسروا عن الأمر وسألوه عن سبب حزنه ؟فقال لهم كيتان بهدوء يوحي بالحزن : لا شيء حقًا يا أصدقاء ، ولكن أصر أحدهم على أن يعرف سبب حزنه وحاول تبادل الحديث معه ، فبدأ كيتان في الكلام وحينها حضر بقية الأصدقاء ، ليسمعوا قصته ويجدوا حلاً لمشكلته .فقال لهم كيتان لقد فقدت اليوم 100 آلاف يورو ، حينها صدم الجميع وقال له أحدهم 100 ألف يورو !متى كان لديك هذا المبلغ الكبير ؟ فقال لهم كيتان بحسرة : نعم لقد فقدت 100 ألف يورو ، أنا مكتئب جدًا من فقدان هذه الثروة الطائلة .فقال له أخر : لقد كنت معنا طوال الوقت يا كيتان ، أخبرنا إذن كيف فقدت هذا المبلغ الكبير ؟ ظل كيتان صامتًا لفترة ، فأصر عليه أصدقائه أن يتحدث ، فقال لقد قرأت في الصحيفة التي صدرت الجمعة الماضية ، أنني إذا كنت اشتريت تذكرة يانصيب ، كان من الممكن أن أحصل على 100 ألف يورو يوم الأربعاء .وها نحن الآن يوم الأربعاء ، فقال له صديق من الجالسين هل اشتريت اليانصيب وخسرت ؟ أو هل فقدت التذكرة بعد شرائها ؟ فقال له كيتان : لا لم يحدث ، فرد عليه الرجل قائلًا : إذن لماذا أنت حزين ؟فقال له كيتان : لأنني كان يجب أن أشترى ورقة يانصيب يوم الثلاثاء الماضي ، فهذا اليوم هو يوم حظي ولكنني نسيت ، واليوم وأنا أقرأ الجريدة وجدت الفائز باليانصيب قد تم الإعلان عنه ، لقد فقدت 100 ألف يورو أنا في غاية الحزن .تعجب الجميع من كلام كيتان ونظروا إليه في دهشة ، فكيف يندم على شيء لم يفعله بعد ! والمؤسف أن هناك الكثير من الأشخاص مثل كيتان ، يندمون على أشياء لم يفعلوها قط ، بالرغم من عدم إطلاعهم على الغيب ومعرفتهم ، إن كان ذلك الفعل سيضرهم أم ينفعهم .