جلس الثعلب الماكر في كوخه ، يتناول وجبة دسمة وقوية ، كان قد أعدا لنفسه ، وتناسى أن الأسد مريضًا ، فأثقل في تناول لطعام حتى امتلأت معدته ، عن آخرها ولم يقو على الذهاب للاطمئنان ، على صحة أسد الغابة والقيام بما وجب عليه ، من زيارة للمريض.رأى الأسد جميع من بالغابة ، حوله يطمئنون على صحته ، عدا الثعلب الذي لم يكن موجودًا ، فسأل عنه الذئب ليعلم ما به ، ولكن الذئب كان شريرًا فاستغل الموقف ، وأخبر الأسد وهو يتلذذ بكذبته ، أن الثعلب قد جلس بمنزله يمني نفسه بموت الأسد ، ويرغب في أن يتزعم الغابة من بعده ، حتى يحصل على ما لذ وطاب من الطعام ، الذي كان يأكله الأسد ، وينفرد به وحده .مما جعل الأسد يغضب بشدة وهو يسمع هذا الحديث ، فما كان منه سوى أن أمر باستعداء الثعلب ، وهو يزمجر بطريقة غاضبة جدًا ، هزت أرجاء الغابة وجعلت الحيوانات جميعهم ، ينظرون له فزعًا وهم لا يدرون ، ماذا سوف يفعل الأسد الغاضب مع الثعلب المسكين .لم تمض ساعات حتى أتى حراس الغابة ، بالثعلب الذي علم بما حدث في الطريق وهم يقتادونه إلى مصيره ، لدى الأسد الغاضب منه بشدة ، وفكر في عمل ثورة ولكن أية ثورة تلك التي سوف تنقذه ، فالأسد غاضب منه بشدة وقد أصدر قراره ، بهدر دم الثعلب المسكين.ما أن وصل الثعلب إلى عرين الأسد الغاضب ، حتى ادعى التعب والإرهاق وأبرز ، من بين مخالبه أوزة ، ولكن الأسد نظر له شذرًا ولم يأبه لحاله ، وكاد أن يفتك به من شدة الغضب ، ولكن الثعلب بادره قائلاً له ، أن يستمع إليه قليلاً قبل أن يصب غضبه عليه ، فهدأ الأسد لبعض الوقت وأخبره بأن يقر بما لديه .فأخبره الثعلب بأنه قد بحث طويلاً وسافر مرتحلاً لمكان بعيد ، بحثًا عن علاج لسيد الغابة ، وأخبره البعض بأن الأسد الملك عليه ، أن يتلهم مرارة إوزة مختلطة بدماء ذئب ، فنظر له الأسد نظرة سرور ، وأكمل الثعلب حديثه قائلاً للأسد ، أنه ظل يبحث حتى أتى بالإوزة ، لكي يأكلها ويشفى تمامًا .فقام الأسد بالفعل بتناول الإوزة ، وترك المرارة حتى تشفيه مما ألم به من مرض ، وعندما حضر الذئب إلى عرين الأسد ، هاجمه الأسد حتى نزف ومن ثم خلط الأسد مرارة الإوزة ، بدماء الذئب وتناولها متتبعًا وصفة الذئب السحرية .مرت أيام وقام الثعلب ، بالمرور بكوخ الذئب فوجده نائمًا كسيحًا يتأوه من ألام ، ساقيه التي أنشب فيها الأسد مخالبه وقال له أنه الآن يجنى جزاء فعلته ، عندما وشى به لدى الأسد ، وأنه قد أراد بالثعلب شرًا فجنى الشر ، مثلما أراد لغيره ، فطفق الذئب يبكي ويصرخ من شدة الألم والندم .