إن لونك أبيض ناصع وبديع ، كم أتمني أن يكون لوني أبيض بدل هذا السواد الذي يغطيني ، تابعت البطة السباحة في سعادة ولم تنتبه إليه ، وفي كل يوم كان الغراب يراقب البطة وهي تسبح وتدور لعله يعرف السر في كونها بيضاء .وبدأ الغراب قائلًا ما أجملك أيها البطة وبدأ في مراقبة البطة وحين مراقبتها لاحظ أنها لم تخرج من الماء إلا نادرًا فقال لنفسه ربما لو مكثت في الماء أنا أيضًا لصار لوني أبيض مثل البطة بدلًا من هذا اللون الأسود الموحش ، فسوف أفعل ذلك وقفز الغراب إلى الماء ، وظل فترة يدور ويدور ، ولما خرج من الماء وجد أن لونه لم يتغير فقد ظل أسود اللون مثل الليل .ولم ييأس الغراب وفكر مليًا ثم قال فالبطة لا تدخل الماء لأيام عدة سأبقى أنا في الماء لأيام وسوف يصبح لوني أبيض بلا شك في ذلك ، وعاد الغراب وقام بغمر ريشة في الماء وظل ماكثًا بالماء أيام لم يخرج من الماء ، ومع الأيام أشتد جوع الغراب ، إنه لا يحب الأسماك وليس في النهر ما يأكله ، فقد كان يجد الطعام بشكل وفير على الأشجار في الغابة ولكن في الماء لا يجد أي شيء لكي يأكله .وظل المسكين في الماء وصبر على الجوع حبًا في أن يكتسب اللون الأبيض ، ولكن الجوع ألح عليه وألأمه ، فلما حاول أن يطير بحثًا عن الطعام وجد نفسه عاجز عن الطيران لأن الريش كان قد ابتل تمامًا وهكذا ظل الغراب في الماء جائعًا ضعيفًا في انتظار نهايته الحزينة وعرف حينها أن لونه لن يصير أبيض وأنه خسر كل شيء لأنه حاول تقليد غيره غباءً وتهورًا ولكن الأوان قد فات ومات الغراب بالماء .من قصص كليلة ودمنة ..