في يوم من الأيام طرد الله تعالى اليس من جنة عدن وأمره ألا يعود إليها أبدا قد تسأل لماذا وكيف لقى مصيره هذا ، لأنه كان مغرورًا ولا يبغي لأحد سرور ، وصاح ابليس بصوت مرتفع لهذا الحكم أنا لست مقتنع وإلى الجنة سوف أعود والمخلوقات علي شهود .قصد ابليس كل الحيوانات من أكله اللحم لأكلة النبات وذهب عند قيصر الليل وطويلة وترجى خفيف الوزن وثقيلة ، زار بعدها السلاحف وكل مخلوق على الأرض زاحف وطلب المساعدة من الأسماك وكل الطيور في الأفلاك ومن له مخالب ومن له أنياب راجيًا أن يفتحوا له الباب ، ولكنه لم يجد من يساعده في غرضه أو يسانده ولم يلقى من أحد جواب وصد في وجهه الأبواب .الآن جئت تطلب مساعدتنا ولم تكن في يومًا صديقًا لنا ، لن نساعدك في هذه المسألة ابحث عن غيرنا لحل المشكلة ، عاد ابليس من بحثه مقهورًا مع أنه بخبثه كان مشهورًا ، رأي الثعبان الذي سمع بالقصة كلها وبالهدية طمع ، فلتساعدني يا صديقي الوفي ولك منى عطاء سخي سوف أعطيك لحم الإنسان أشهى طعام لأي ثعبان ، فقال الثعبان موافق .قال الثعبان الطمع أخبرني كيف وأنا لك سمع ، شرح ابليس لثعبان الخطة وأوضحها له نقطة نقطة فقال بسيطة ضعنى بجانب نابك وبالجنة وسوف تنول مني ثوابك ، كان السنونو وافق بالجوار يسمع الحوار وعزز عليه أن يكون الإنسان طعامًا سهلًا للثعبان ، فاقترب من الثعبان وسأل وما أدراك أن الإنسان أشهى طعام ، وما دليلك على هذا الكلام ، فأجاب الثعبان إبليس قال لي ، وكلامه أكيد لحم الإنسان طيب ومفيد .ومن يصدق كلام إبليس وما يقول فلسانه مشهور بالكلام المعسول ، على أي حال عندي طريقة نبعث البرغوث لكي يتذوق كل اللحم ويعود ليخبرنا أطيبها طعم ، فقال الثعبان أنا موافق لأني بالبرغوث واثق وطلبوا منه أن يطير ويعود بعد عام بالتقرير ، وطار البرغوث فوق البحار والغابات والصحارى والأشجار وحط في كل مكان ليجد في العالم مكان أطيب من لحم الإنسان ، كان البرغوث مشغولًا بأمره ولم ينتبه السنونو لأثره ، وهكذا مضى على البرغوث عام يتذوق أنواع الطعام .وبدأ موعد العودة يقترب وهو يعد تقريره المرتقب وكانت المخلوقات تنتظر بشوق لتعرف أي لحم أطيب لذوق والسنونو كان خائفًا يرتعب لأن مصير الإنسان عليه يعتمد ، فاقترب من البرغوث وسأل أريد يا صديقي أن أعرف قرارك ، نفخ الإنسان صدره وقال أطيب لحم لحم الإنسان ، اقترب مني لكي أسمعك أكثر فسمعي صار ضعيفًا على الكبر ، اقترب الرغوث من السنونو حتى يهمس له بالخبر ، وعندما فتحه فمه فتحة أخد السنونو لسانه في لمحة وفقد البرغوث القدرة على الكلام وبدأ يأن ويتلوى من الألم .وحضر الكل إلى الاجتماع لكي يسمعوا من البرغوث الخبر ، وجلس كل حيوان في مقعده وجاء السنونو في موعده ، جئت أقدم لكم التقرير بالنيابة ، فالبرغوث لقي أشنع مصير في الغابة ، المسكين ضاع لسانه وأتيت لكي أخذ مكانه ، ولم يكن لأحد أن يعترض أو يشك وجلسوا بصمت وسكون ولما تكلم السنونو رفع الثعبان ذيله من الغضب وقال هذا ليس الجواب ومصيرك هذه الساعة قد تقرر .وقبل أن يعرف السنونو الجواب كان الثعبان إليه قد وصل وهجم عليه من الخلف هجمة ، وأخذ جزء من ذنبه وظل ذنبه مفتوح ومن يومها من المعروف أن تأكل الثعابين الضفادع وصوت البرغوث غير مسموع لأن لسانه مقطوع .