جلس أحمد تحت الشجرة المحمله بعناقيد العنب لكي يراقب النمل الذي يمشي في ركب مستقيم ، وفجأة لمعت في ذهنه فكرة فنط من على الكرسي وخطف حبة عنب كبيرة ورامها باتجاه الركب فتدحرجت كالكرة ، فتوقفت بجانب النمل فاقتربت منها نمولة صغيرة ودارت حولها كأنها تشاهد تمثال .ثم عضتها وبدأت تشدها فلم تستطيع تحريكها وذهبت نمولة لصديقتها وهي تستمتع بالحلاوة قائلة اتبعنني فقد وجدت كنزًا ، قالوا كنز فقالت أجل أجل جبل كبير مملوء بالسكر ، وركضت النملات خلفها فلم يجدن شيئًا لأن أحمد كان قد التقطها ، فقالت النملات لها أين جبل السكر يا كاذبة ، وظلت نمولة بالمكان تذهب وتأتي لأنها شاهدت حبة العنب بعينيها .ولما يأست النملة قررت حينها الرجوع فأدارت ظهرها ومشت ولكن أحمد وضع حبة العنب مرة ثانية ، فجأة التفت النملة خلفها فرأت الحبة فدهشت نمولة وأسرعت إلى رفيقتها تسألهن الرجوع وترددت النملات مدة قصيرة ثم سرن خلفها ، ويالا العجب فكان مكان الحبة فارغًا وتلفت النملة يمنه ويسره وهي تبكي وتقول ولله كانت هنا لا أكذب ولم تصدق الرفيقات كلامها وهجمن عليها وعضضنها وهن يقولن هذا جزاء كذبك .فحزن أحمد على نمولة وعرف أن مزاحه كان ثقيلًا لذا وضع حبة العنب أمامهن وتوقفت النملات عن عض نمولة واقتربن من حبة العنب ومصصنها ثم قالوا نحن آسفات فكلامك صحيح إن طعمها حلو كالسكر ، واجتمعت النملات حول الحبة وبدأن يجرون العنبة إلى جحرهن ، ولكنها اعترضت وقالت دعوها في مكانها فلا حاجة لنا بها وإن كانت جبلًا من السكر ثم نظرت لأحمد غاضبة ومضت مع صديقاتها إلى الجحر .