من الجميل أن يأتي العيد ، لنحتفل به ونسعد جميعًا ، ولكن كم من فقير يجاورنا أو يتيمًا ، ليس له قريب يأتيه بما يسعد القلب ، في تلك الفترة الجميلة من أيام العام ، إنه العيد حيث نحتفل مرة بانتهاء شهر رمضان الكريم ، وأن الله قد أعاننا على صيامه وقيامه ، ومرة أخرى عقب الوقوف بجبل عرفة ، والقيام بشعائره من أضاحي وحج ، تلك الفرحة يجب أن نشعر بها جميعًا ، وعلينا أن نكون سببًا في حدوثها ، لكل من حولنا .ذهب علي إلى والدته وسألها متى يأتي العيد ، فبادرته أمه باستفسار قصير عن سبب سؤاله ، فتبسم علي وكرر سؤاله ، فأجابته والدته بأنه عقب مرور يومين ، فتهلل وجهه وأضاف أنه يعد مفاجأة سوف تسر بها والدته ، مما دفعها لسؤاله ما هي ؟أخذ علي والدته إلى غرفته ، وقال لها أنه سوف يخبرها ، بسره الصغير الذي يعده منذ فترة من الوقت ، بدأت الأم في الشعور بالفرحة ، لأن علي اختارها من أجل حفظ أسراره ، وجلست تنتظر أن تعرف ما هو السر الذي سوف يسعدها .أتى علي بصندوق جميل الشكل ، ملفت للنظر بشدة فسألته والدته من أين أتى بهذا الصندوق ، فأجابها أنه قد اشتراه وظل أسبوعين ، يزينه بأفضل ما لديه من زينة ، وكأنه يزينه لنفسه ولكن سوف يعطيه لشخص آخر .انتبهت الأم وقد أخذها الفضول لمعرفة ما بالصندوق ، فتح علي الصندوق وأخرج منه حصالة للنقود ، وبضعة ملابس جميلة الشكل وحذاء أيضًا يبدو عليه أنه جديد ، فسألته أمه ما تلك الأشياء فأجابها علي تلك هي حصيلة حفظي للنقود ، طيلة أشهر مضت من مصروفي الخاص ، وقد نويت أن أقوم بشراء ملابس جديدة وحذاء جديد أيضًا ، بواسطتها لجارنا عمر ؛ فهو يتيم الأبوين ويعيش برفقة جدته وهي سيدة كبيرة في السن ، ولا يملكان المال من أجل الحصول على ثياب جديدة ، يقضي بها العيد فرحًا مثله .ترقرقت الدموع في عيني والدته ، وسألته بشأن النقود فقال لها علي أنه منذ أن نوى ، شراء ملابس وحذاء جديد لجاره ، حتى بارك الله له في نقوده ، فكان يراها تتزايد أمام عينيه بشكل غريب ، واستطاع أن يجلب لعمر ثيابًا جيدة الشكل وحذاء جديدًا ، فاحتضنته والدته وشكرته على حسن خلقه وأخبرته بأن يحرص جيدًا ، على إعطاء عمر الهدية بطريقة لطيفة .لا يشعر فيها بالخجل وألا ينظر لتلك الأشياء ، كلما رآه يرتديها أو يلمحه بها ، فوافقها علي الرأي وأخبرها بأن مدرس التربية الدينية ، قد أخبرهم بأن ما يخرج من صدقة باليد اليمنى ، لا يجب أن تعلم بشأنه اليد اليسرى ، وأنها بر وتقوى ووسيلة مهمة للتقرب من الله عزوجل .