حينما صاح الديك ؛ فتحت حنان عينيها ، ثم تمطّت وكأنها قطة صغيرة ، وكانت الساعة في ذلك الوقت تشير إلى السابعة ، وهو الموعد الذي تقوم فيه بإعطاء الدواء لأمها المريضة ، فدخلت حنان غرفة أمها ، حيث وجدتها كعادتها مستلقية وهي تئن وتتوجع .قالت حنان لأمها : صباح الخير يا أمي ، فأجابتها الأم : صباح النور ، ثم تحدثت حنان مرة أخرى : انهضي قليلًا يا أمي لتشربي الدواء ، فحاولت الأم أن تنهض ولكنها لم تستطع ، فقامت حنان بمحاولة لمساعدتها ولكنها لم تفلح في ذلك .شعرت حنان بالحزن الشديد ، فأدارت وجهها تجاه النافذة التي تطل على الحديقة ، وذلك من أجل أن تُخفي دموعها ، فرأت أصيص الزنبق ذابلًا ، فقامت بالخروج إلى الحديقة ، وهناك جلست بالقرب من أعواد القصب ، ثم بكت وهي واضعة كفيها الصغيرتين على وجهها .قام عود القصب بالاهتزاز بجانب حنان ، ثم تحدث إليها بصوت مبحوح : اهدئي يا جميلة ؛ إنني أمتلك فكرة للترويح عن أمك ، فقالت حنان : وما هي؟ ، فأجابها عود القصب : اقطعي مني ثمانية من العقد ، ثم اثقبيني ستة ثقوب في طرف واحد ، واصنعي ثقبًا في الطرف المقابل .قالت حنان لعود القصب : لكنك ستتألم! ، فقال عود القصب : هذا لا يهم ، فإن والدتك كانت تسقيني مثل أطفالها كلما شعرتُ بالعطش ، فقامت حنان بقطع القصبة ثم ثقبتها ، وقامت فيما بعد بوضعها بشكل مائل على فمها ، ثم راحت تنفخ فيها .وحينما حركّت حنان أصابعها الرشيقة ؛ خرجت أنغام شجية عذبة من تلك الثقوب الموجودة بعود القصب ، فامتزجت مع زقزقة العصافير ، حتى قامت بتشكيل لحنًا ساحرًا ، ثم توقفت الموسيقى فجأة بعد سماع صوت تصفيق يأتي من النافذة ، فقامت حنان بالنظر إلى النافذة ، فرأت أمها هي التي تصفّق مبتسمة ، كما شاهدت زنبقتين جميلتين لونهما أحمر قد تفتحا بجوارها .الحكمة من القصة : قد تصنع السعادة من أشياء بسيطة جدًا.القصة من أدب الأطفال العربي للكاتب السوري : خير الدين عبيد