قصة معطف وقبعة الاخفاء

منذ #قصص اطفال

قصة من روائع قصص الأطفال العالمية اليابانية ، جمعها وصاغها توشيو أُوزاوا ، وقصة معطف وقبعة الإخفاء ، حكاية من الحكايات اليابانية القديمة ، أو بشكل أدق هي خرافات يابانية في الأزمان الماضية ، التي يتم تعليمها للأطفال اليابانيين حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وتروى القصة كالتالي .المقامر الكسلان :
كان يا ماكان في قديم الزمان مقامر كسلان ، وذات يوم من الأيام ، خسر بلعبه واحده كل ما لديه من نقود ، وأثناء عودته ، وهو يمشي متثاقلا ، مرّ بمعبد قديم على جانب الطريق فجلس على جذع أرزة كبيرة قرب المعبد… وراح يقول لنفسه : إنه لشيء مزعج حقًا .. لقد خسرت كل ما لدي من نقود .المعبد و ثمانية من الجن :
ثم أخذ يتنهد بعمق ، وبينما هو كذلك ، فإذا بثمانية من الجن يهبطون أمام المعبد ، ويأخذون بالرقص ، دهش لرؤيتهم وأسرع للاختباء خلف المعبد ، حيث راح يسترق النظر إليهم بهدوء ، كانوا يرقصون بفرح وسرور ، وهم يتغنون : يا، يا ، يا ، يا ثمانية من الجن ثمانية ، ثمانية يا ، يا ، يا.المعطف وقبعة الإخفاء :
يبدو أن المشهد أعجبه وأثاره جوهم السعيد ، فقفز إليهم بسرعة من دون تفكير وأخذ يرقص معهم ويغني : وإذا انضممت إليكم سنكون تسعة … يا يا يا ، ففرحوا فرحًا شديدًا ، وتعالى رقصهم والغناء ، ولما انتهوا من كل هذا بعد قليل من الوقت ، قال له كبيرهم : تمتعنا كثيرًا ، بانضمامك إلينا ، وردا لهذا الجميل سنهديك معطفًا وقبعة للإخفاء، إذا لبستها لا أحد يستطيع أن يراك أو يرى شكلك !.تجربة الإختفاء الأولى :
ثم قدموا له معطفًا وقبعة مهلهلين .. وما إن عاد المقامر إلى بيته ، حتى أسرع في ارتدائهما خفية وهو يحدث نفسه : هل سأكون حقًا مخفيًا !! ذهب في البداية إلى محل للخمور ، ثم دخل ولم ينتبه له أحد ، فقال في نفسه : ممتاز يبدو أن هذا حقيقي ، شكرًا لكم ، شكرًا لكم .المقامر الكسلان وقبعة الإخفاء:
وأخذ يغرف من دنان الخمر وحده ويشرب ، وفعلا لم ينتبه إلى وجوده أحد ، فأخذته الحالة والغرور وعاد إلى البيت مملوء الرأس بألذ أنواع الخمور ، ومن هنا بدأ كل شيء ، إذ صار يلبس المعطف والقبعة كل يوم ، ويدور ليشرب في جميع محلات المدينة.وإذا كان هناك شيء ما ، أي شيء ، يريده وفي أي مكان ، يأخذه بلا استئذان وبكل غرور ، وعندما يعود إلى بيته ، يخفي المعطف والقبعة في أغوار الخزانة متظاهرًا أنه لا يعرف شيئًا.الزوجة ومعطف وقبعة الاخفاء المهلهلين:
وفي يوم من الأيام ، وأثناء غيابه فتحت الزوجة الخزانة ، من دون قصد ، فوجدت في أغوارها معطفًا وقبعة مهلهلين فتعجبت ، وقالت : ما هذا ! ما الذي تفعله هذه الأشياء المتسخة هنا!؟. فأخرجتهما وأحرقتهما .اختفاء من الخزانة :
ولما عاد زوجها المقامر ، وفتح الخزانة ليرتدي المعطف والقبعة ، وينطلق لشرب الخمور كعادته كل يوم ، لم يجدهما فاستغرب ، وقال : عجيب ، ليسا هنا ، ليسا هنا ، يا للمصيبة .. ازدادت حيرته واستغرابه ، فسأل زوجته : ألا تعرفين أين المعطف والقبعة اللذان وضعتهما في الخزانة ؟رماد القبعة :
أجابته زوجته : نعم ، تعني تلك الأشياء المتسخة الرثة ، أخرجتهما وأحرقتهما .. شعر المقامر بخيبة أمل لا توصف ، لكنه بقيّ مصممًا على الموضوع ، وقال لنفسه: وليكن ، لقد وجدتهما … ربما أختفى كالعادة ، إذا مرغّت جسدي برمادهما !نوم عميق :
فتعرى تمامًا ومرغّ جسده بالرماد ، وإذا الأمر كما توقع فعلا فلم يعد مرئيا ، وهكذا انطلق بشجاعة وسرعة ، إلى محل الخمور ، ودخل المستودع دون أن يلمحه أحد ، ثم راح يعبّ ويشرب حتى ذهب عقله ، ونام نومًا عميقًا ، وعندما استيقظ وفتح عينيه ، وجد النهار قد طلع ، وبشكل لا إرادي أخذ كون من الماء وشرب منه ، فسقط بعض الماء على أصابع يده ، ثم نهض مسرعًا ليعود بيته ، فمرّ أمام المحل ، وكان صاحب المحل جالسًا على المنضدة ، فإذا به يشاهد أصابع يد الرجل تروح يمينًا وشمالاً ، دون بقية الجسم.صلاة المعلم والشيء المقدس :
فاستغرب صاحب المحل ، وقال في نفسه : ما هذا ؟ إنه ظهور الإله كينتشواري !! الإله كينتشواري !! ثم جسا على ركبتيه وطأط الرأس إلى أن لامست الأرض وصلى على هذا الظهور ، ولما شاهد عمال المحل ذلك ، قالوا لبعضهم : لعله شيء مقدس ، ذاك الذي يصلي له معلمنا ، وجثوا جميعًا على ركبهم يصلون.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك