قصة الجزيرة ذات الجانبين

منذ #قصص اطفال

عاشت قبيلة موكوكو على الجانب الخطأ من الجزيرة ذات الجانبين ، والذي كان يفصل بينهما جرف كبير مثل الليل والنهار ، كان الجانب الجيد يفيض بالأنهار وكان مليئًا بالأشجار والزهور والطيور والطعام السهل والوفير ، بينما على الجانب الخطأ لم يكن هناك أي ماء أو نباتات ، وكانت مكتظة ببعض الحيوانات البرية .كان من سوء حظ “موكوكو” أن تعيش هناك دائمًا ، دون أي وسيلة للعبور إلى الجانب الآخر ، فقد كانت حياتهم صعبة للغاية فلم يكن الطعام والشراب الذي لديهم يكفي الجميع ، وكانوا يعيشون في رعب دائم من الوحوش ، الذين يأتون بانتظام ويأكلون بعض أفراد القبيلة .وقد ذكرت الأسطورة أن بعض أسلافهم تمكنوا من العبور بمساعدة قطب صغير فقط ، لكن لسنوات عديدة لم تنمو شجرة واحدة من شأنها أن تكون قوية بما يكفي لتشكل مثل هذا القطب ، لذلك يعتقد عدد قليل من قبيلة موكوكو أن هذا ممكن ، أما البقية فقد اعتادوا واستسلموا لحياة صعبة ومستقلة ، يعانون فيها من الجوع والكابوس الذي قد ينتهي بهم في نهاية المطاف كعشاء لبعض الوحوش الضارية .ولكن على طول حافة الجرف الذي يفصل بين جانبي الجزيرة ، نمت شجرة نحيفة ولكنها قوية بما يمكن القبيلة من بناء قطبين ، ولم يكن هناك أدنى خلاف بين أفراد القبيلة الذين سيختارون من يستخدم القطبين : فكان خيارهم الرئيس العظيم والطبيب ، لكن عندما أعطيت الفرصة للاثنين من أجل القيام بالقفزة ، شعروا بالخوف لدرجة أنهم لم يجرؤوا على ذلك .فقد ظنوا أن القطب قد ينكسر أو أنه لن يكون طويلاً بما فيه الكفاية ، أو أن شيئًا ما سيحدث خطأً أثناء القفزة ، وهكذا وضعوا الكثير من الطاقة في هذه الأفكار التي تسبب فيها الخوف الناتج عن الاستسلام ، وعندما رأوا أن هذا قد يؤدي إلى تعرضهم للضيق والتهكم ، قرروا اختراع بعض القصص القديمة والأساطير حول فشل من يقفز إلى الجانب الآخر .فأخبروا الناس الكثير من هذه الحكايات ونشروها لدرجة أنه لم يكن هناك أي فرد من قبيلة موكوكو يفكر حتى في محاولة القفز ، ورغم وجود الأقطاب بين الجانبين وجعلها متاحة لأي شخص يريد استخدامها ، تم التخلي عنها من قبل الجميع ، ولم يقدم أي شخص على المحاولة بسبب تلك القصص والأساطير التي تم نشرها بين الناس ، وكانت أي محاولة بمثابة خيانة لقيم المعاناة والمقاومة التي ميزت القبيلة .لكن في تلك القبيلة ولد نارو وإريكي ، وهما زوجًا من القلوب الشابة اللذين كانوا يريدون حقا حياة مختلفة ، وبتشجيع من قوة حبّهم ، قرّروا يومًا أن يستخدموا الأقطاب ، لم يوقفهم أحد لكن الجميع حاول تثبيطهم ، محاولين إقناعهم بمخاطر القفز ، مستخدمين في ذلك ألف تعليل ، فتساءل الشاب نارو قائلًا لحبيبته : “وماذا لو كان ما يقولونه صحيحًا ؟فقالت له أريكي : “لا تقلق لماذا نتحدث كثيرًا عن قفزة لم يفعلوها أبدًا؟ أنا أيضًا خائفة قليلاً لكنها لا تبدو صعبة جدًا، فقال لها : ولكن إذا حدث خطأ ، فستكون نهاية مروعة” ، ثم تابع نارو حديثه قائلًا : ربما تسير القفزة بشكل سيئ ، وربما لا لكن البقاء إلى الأبد على هذا الجانب من الجزيرة بالتأكيد لن ينجح بشكل جيد أيضًا ، فقالت له أريكي : أنت على حق وإذا انتظرنا فترة أطول فلن يكون لدينا القوة اللازمة لتحقيق قفزة ، دعينا نفعل ذلك غدًا”.وبالفعل في اليوم التالي قفز نارو وأريكي إلى الجانب الجيد من الجزيرة ، وعندما تناولوا القطبين ، وقفزوا في الهواء شعروا أنه من المؤكد أن شيئًا ما قد وقع بشكل خاطئ ، وأن بعض الموت ينتظرهم لكن عندما هبطوا على الجانب الآخر من الجزيرة ، وعانقوا بعضهم بعضاً بسعادة ، اعتقدوا أن القفزة لم تكن سيئة للغاية على الإطلاق .وعندما هربوا لاكتشاف حياتهم الجديدة ، كان بإمكانهم سماع أفراد القبيلة على الجانب الأخر ، مثل جوقة هامسة وهم يقولون : لقد كان مجرد حظ حسنًا ربما نقفز غدًا ، أو يا لها من قفزة رهيبة ، حينها فهم نارو وأريكي لماذا قلة فقط من الناس هم قاموا بالقفز : لأنه في الجانب السيئ من الجزيرة ، كانوا يسمعون فقط الأصوات المستسلمة لأشخاص بلا أحلام ، أناس مليئين بالخوف واليأس أناس لن يقفزوا أبداً .القصة مترجمة عن :
The Island of Two Sides

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك