قصة صديقتي التي أهواها وتهواني

منذ #قصص اطفال

” رغم أنني أقوم بارتداء حذاء سميك ، في قدمي ، لكنني أحس بحرارة شديدة ، منبعثة من الرمال ، على الشاطئ ، فأشعة الشمس ، تبدو حارقةً للغاية ، وحارة بدرجة كبيرة ، كل ذلك ، رغم أنني أقوم دائمًا بحمل المظلة الخاصة بي ، بألوانها المبهجة ، للأسف الشديد ، فإنه لم يتبق لدي وقتًا كافيًا ، لإنهاء الآيس كريم ، فقد ذاب ، وتساقط على ملابسي لهذه الأسباب لا تروق لي الشمس ، فالقمر أروع منها كثيرًا ، فهو لا يزعج أحدًا ” .أسرعت الفتاة ، وعادت إلى بيتها ، صاحت قائلةً : ” أمي ، برأيك ، ما الأفضل ؟ والأكثر نفعًا ؟ والأكبر حجمًا ؟ هل القمر ؟ أم الشمس ؟ ” ، ابتسمت الأم ، ونظرت إلى ابنتها ، وقالت : ” إن الشمس أكبر كثيرًا في الحجم من القمر ، ولكن على الرغم من ذلك ، فإن لكلاهما دور كبير ، وأهميته بالغة ، وعلى كل ، فالأفضلية تكون للشمس ، فإننا نستمد الضوء ، والحرارة منها ” .تعجبت الفتاة من كلام أمها ، وقالت مرحةً : ” هل تقصدين يا أمي أن هذه الشمس تقوم بدور محطة للكهرباء ؟ فهل توجد أسلاك كهربية تصل بينها وبين القمر ؟ ” ، أجابت الأم قائلةً : ” لا يا بنيتي ، ليس الأمر كذلك ، فالقمر يبعد كثيرًا عن القمر ، إلا أن القمر ، يقوم بدور العاكس ، كما في المرآة ، حيث يمتص الضوء من خلال الشمس ، طوال اليوم ، ويعكسه خلال الليل ، حتى ينير الأرض ” .قالت الفتاة : ” لكن يا أمي ، فالشمس لا تأتي في الليل ، تأتي في النهار فقط ، والقمر يأتي في الليل فقط ” ، قالت الأم : ” يا بنيتي ،الشمس ثابتةً كما هي ، ولكن ما تدور هي الأرض ، ولما يحل الظلام ، تكون الأرض بدورها قد دارت ، ومن ثم ، تصبح الشمس ، في الناحية الثانية من العالم ، فتنير الجزء الثاني من العالم ، أما القمر ، فهو أيضًا يكون كالأرض ، فيدور ، ويتحرك ، لهذا السبب ، تجديه أحيانًا يبدو صغيرًا ، وأحيانًا أخرى ، يبدو ، كما لو كان كبيرًا ، وفي أحيان ثالثة ، يختفي ” .قالت الفتاة : ” دعيني أخبرك سرًا ، يا أمي ، بالنسبة إلي ، فأنا أفضل الشمس ، أكثر بكثير من القمر ، إلا أنها لا تحبني ، على سبيل الدوام ” ، ضحكت الأم ، وقالت : ” من أين عرفت يا بنيتي ؟ فالشمس تمنحنا جميعًا ، الطالقة اللازمة للدفء ، والضوء ، والحرارة ” .قالت الفتاة : ” بالنسبة إلي يا أمي ، فعندما أخرج ، حتى ألعب في الحديقة ، أحس بأن بشرتي تحرقني ، لا سيما في الصيف ” ، أجابت الأم : ” الشمس تؤدي واجباتها ، يا بنيتي ، ومن غيرها ، سنموت من شدة البرد ، فهي تقوم بناءًا على أوامر من الله ، عز وجل ” ، قالت الفتاة : ” ولكنها تؤذيني ، بخلاف القمر ” .قالت الأم : ” ينبغي أن يهوى كل منا الآخر ، ولكن لكل شخص مسئولياته ، فعليك أن تشكري الله ، فالشمس تهواك كثيرًا ، ولكن تقوم بدورها أيضًا ، وتسير أمورها كلها ، بأمر من الله ” ، شكرت الفتاة أمها ، وقالت : ” سأخرج يا أمي ” ، فقالت الأم : ” إلى أين يا بنيتي ؟ ” ، فقالت : ” سألعب مع الشمس ، فهي صديقتي التي أهواها كثيرًا ، وتهواني ” ، ضحكت الأم ، وقالت : ” حسنًا ، لا تتأخري ، يا بنيتي ، فعلى الشمس مهام ، لا تعطليها عن القيام بها ” .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك