هنا لم تستوعب تلك الدجاجات الدرس ، الذي ألقاه عليهم الديك جيدًا ، وظل الحال على ما هو عليه ، تسخر الفراخ ، من ذلك الفرخ الأسود ، وظلوا كما اعتادوا ، بأن كانوا يتركون الفرخ الأسود ، يأكل بعيدًا عنهم ، وحيدًا ، شريدًا ، وفي يوم من الأيام ، كانت تلك الفراخ الصغيرة جالسة في بيتها ، حيث كانت تتناول الطعام ، أما الدجاجات الكبيرة ، فكانت جميعها خارج البيت .استغل الثعلب المكار ذلك ، واقترب من الفراخ الصغيرة ، وهم أن يأكلها ، فجأة اقترب الفرخ الأسود ، وهجم مدافعًا عن مجموعة الفراخ الأخرى ، وأخذ يضرب الثعلب ، بكل ما أوتي من قوة ، وركز على رأس الثعلب ، وقفز عليه يضربه ، بلا هوادة ، وهنا ، أخذ الثعلب يتألم ، ويتوجع بشدة ، وفر هاربًا بسرعة فائقة ، من الفرخ الأسود .ومن ذلك اليوم ، تعلمت الفراخ درسًا ، لم ينسوه ، طيلة حياتهم ، وعرفوا جميعًا ، أهمية ذلك الفرخ الأسود ، المميز ، فهو نعمة من عند الله ، وقد خلقه الله قويًا ، وشجاعًا ، وميزه باللون الأسود المميز ، ومن ذلك اليوم ، وقد أضحت الفراخ جميعًا ، تحترم الفرخ الأسود ، وتحبه بشدة ، ولم يضايقوه أبدًا ، بعد ذلك اليوم ، وكانوا يأكلون معًا ، ويجرون ، ويلعبون ، ويجلسون ، مع بعضهم البعض ، ولم يبعدوه عنهم بعدها قط ” .هنا فقالت سميرة إلى جدتها سعاد : ” هل سيأتي اليوم يا جدتي وتقوم الفراخ الموجودة في القن بمعاملة الفرخ الأسود معاملة حسنة ؟ ” قالت الجدة لسميرة : ” إن شاء الله ، حفيدتي الصغيرة ، يومًا ما سيعرفون قيمته ” .وهكذا ، فتعلم في حياتك ، ألا تسخر من أي أحد مهما كان ، ومهما وجدت فيه من خصال ، لا تستحسنها ، أو شكل ، لا تقبله ، فإنما هو خلق الله ، فهل أحد يستطيع أن يخلق كما يخلق رب العباد ؟ تعالى الله ، وعز ، عن كل شيء ، وأي شيء ، إنما الدين ، والأخلاق ، هما الفيصل ، أما الشكل ، فلا دخل لأحد فيه ، فجمل نفسك بالدين القيم ، والأخلاق الحميدة .