كان ياما كان ، كان هناك في يوم من الأيام ، مجموعة من الطيور الصغيرة ، وكانوا يمتلكون عشًا متواضعًا ، فوق شجرة عالية ، ظلت الطيور الصغيرة ، تفكر كثيرًا في بناء عش متكامل ، على أكمل وجه ، حيث كانوا يرغبون في عش جميل ، مزين ، كما يجدون الكثير من البيوت الجميلة .أخذت الطيور الصغيرة تفكر فيما تصنعه من أجل بناء عش جديد ، فخطرت ببالهم فكرة ، ألا يستغنوا عن العش ، الذي ولدوا فيه ، وقضوا فيه معًا حياةً سعيدةً ، وتوصلوا إلى أن يعيدوا تصميم العش ، واستكمال بناءه ، في موضعه ، بدلًا من أن يبحثوا عن مكان آخر ، يبنون فيه مسكنهم ، وعشهم .اقتنعت الطيور جميعها بالفكرة ، ووزعوا الأدوار على بعضهم البعض ، حتى ينجزوا إتمام العش الجديد ، في أقرب وقت ، وعلى أكمل وجه ، وبالفعل ، عكفت الطيور الصغيرة ، من الصباح الباكر ، وأخذ كل منهم وجهته ، كي يقوم بدوره ، الذي تم الاتفاق على إنجازه سريعًا ، فمنهم من كان يقوم بتجميع القش ، ومنهم من كان يقوم بمسئولية تزيين العش ، ومنهم من كان مسئولًا عن أثاث العش ، إلى آخر تلك الأدوار ، التي تنم عن التعاون البناء .أخذ كل واحد من الطيور ، يبذل قصارى جهده ، ويقوم بدوره ، على أكمل وجه ، وفي نهاية اليوم ، تم تجميع جميع الأساسيات ، المطلوبة لإنجاز مهمة بناء العش ، وكانت الطيور قد أحست بالتعب ، والإجهاد الكبير ، وباتت الطيور كل في أماكنه ، وهم مسرورين ، وفرحين للغاية ، رغم تعبهم ، لأنهم كانوا على أمل أن يروا عشًا ، لا مثيل له ، في نهاية الأمر .نامت الطيور نومًا عميقًا ، ومع طلوع الفجر ، استيقظ كل منهم ، حتى يقوموا باستكمال مهمتهم الفعلية ، والشروع في بناء العش الجديد ، بدأ كل من الطيور يسعى للعمل الجاد ، إلى أن جاء وقت الغروب ، وكان كل شيء قد تم بالفعل ، أخذت الطيور تستكشف ما فعلوه معًا ، فوجدوا أن التعاون قد أثمر عن جمال ، وعظمة ، وأبهة ، لا يضاهيها شيء ، ولا يماثلها أي عش آخر ، في أرجاء المدينة كلها .وقد اتفقت الطيور ، أن يذهبوا جميعهم في الصباح ، إلى السوق ، حتى يجلبوا أساسيات المعيشة ، من الماء ، والحبوب ، التي يحتاجونها ، ولكنهم عندما عادوا ، فوجئوا بطائر كبير ، قد استولى على عشهم ، وقال لهم أنه له ، وأنهم لا زالوا صغارًا ، ولا يمكنهم فعل أي شيء .بعد اتفاق الطيور على تنفيذ خطة ما ، حتى يدافعوا عن مسكنهم ، قاموا بجمع الحصوات ، من أماكن عدة ، وأخذوا يطلقونها وبالًا على الطائر الكبير ، الذي لم يتمكن من صد أي من تلك الضربات المتتالية ، من أماكن كثيرة ، واستسلم لهم على الفور ، وأسرع إلى عشه ، بلا رجعة .